هذا العدد يختم العام 2006 ولكنه لا يلخصه، لأن الأحداث السياسية التي طرأت في هذا العام أكبر بكثير من أن تراجع في نهاية العام لا على المستوى الأكاديمي ولا الفكري ولا حتى الصحافي، فالعام الذي بدأ بانتخابات فلسطينية ثم انتخابات إسرائيلية وتوجت أحداثه بحرب استمرت 33 يوماً على الجبهة اللبنانية، هذا العام سيعتبر أحد أبرز حقب التاريخ الإسرائيلي العربي. وهذا العام، ومع هذه الأحداث، فتح كل الأبواب على كل الأسئلة التي منها ما كان مطروحاً ومنها ما يطرح لأول مرة، أو يعاد طرحه بعد دفنه في الملفات.
في هذا العدد نعيد طرح كل الأسئلة وعلى رأسها ديمقراطية إسرائيل، هل تلتقي الديمقراطية والاحتلال؟ وهل تلتقي الديمقراطية والتمييز العنصري؟ وما هو شكل هذا النظام الذي يربك الباحثين والدارسين، فهو من جهة يبدو تعددياً ونظاما منظما وفيه قوانين عادلة، لكن إلى جانبها قوانين عنصرية قلما تجد مثيلاً لها في دول عصرية، وهو أيضاً نظام قوي جداً عسكرياً وسياسياً وثقافياً ولكنه مجتمع يتخبط في مسائل أخلاقية تبدأ من الأساس الذي أقيمت عليه هذه الدولة ولا ينتهي باضطهاد فئات وشرائح مستضعفة بل يرتكب كل الموبقات.
دراسات هذا العدد تطرح الأسئلة الجوهرية وفي أحيان تقدم الجواب لكن في أحيان أخرى تكتفي بطرح السؤال وكل حيثياته وهذا بحد ذاته قد يكون جواباً