قضايا إسرائيلية عدد 22 الانتخابات الإسرائيلية 2006، لعل الترجمة الأدق للمصطلح العبري (هتكنسوت) الذي يبني عليه إيهود أولمرت سياسته هي الانطواء وليس التجميع، مثلما أن الترجمة الأدق لمصطلح شارون (هتكنسوت) هو الانقطاع وليس الفصل، لأن المصطلحات التي تستعمل بالعبرية خاصة على ألسنة السياسيين تحمل مضامين يهودية وإيحاءات من غيتو كبير في قلب الشرق العربي، فهل هذا يعني سياسة سلام؟التاريخ اليهودي القديم والمعاصر، وعندما يتحدث رئيس حكومة إسرائيلي صهيوني يميني عن "تجميع" اليهود فإنه لا يحرر ذاته من حالة "الانطواء" اليهودية التي استندت على التجميع في غيتوات لإبراز الخصوصية من جهة ولتعميق عقلية القطيع من جهة أخرى. إن التجميع/ الانطواء يعني تحويل إسرائيل إلى
يكفي استعمال المصطلح للإدراك التام أن إيهود أولمرت لا يريد سلاماً مع العرب يختلف عن السلام الذي كان يحلم به بن غوريون و بيغن و غولدا مئير و حتى اسحق رابين، وهو إبقاء إسرائيل في الشرق قلعة مغلقة من ثلاث جهات إلا على البحر و تهدد كل الفضاء المحيط بها بحجة حماية نفسها و هي في الحقيقة قاعدة سياسية وعسكرية لخدمة الغرب الذي لا يسمح بقيام قوة كبرى من حوالي ثلاثمئة مليون عربي تنافسه اقتصادياً و حضارياً وسياسياً وعسكرياً.
عقلية التجميع والانطواء أو الانفصال أو الانقطاع أو الانعزال هي عقلية حكام إسرائيل ونظامها ولذلك فإن ربطها بالسلام العادل هو أمر لا يصفق له إلا في قاعة الكونغرس الأميركي ومجلس النواب. هناك يتجلى كل رئيس حكومة إسرائيلي، أما في الواقع فإن كلامه لا يثير إلا السخرية.
لم نمحور هذا العدد حول فكرة التجمع/ الانطواء ولكن كونها كانت في صلب الانتخابات الأخيرة فإنها تأخذ مكاناً خاصاً في الدراسات التي تناولت الانتخابات، لو أن حكام إسرائيل يصغون إلى مثقفيهم مثل آفي عوز لكان حالنا وحالهم في وضع مختلف!!