عندما تولى نفتالي بينيت رئاسة الحكومة الاسرائيلية توجه في خطاب إلى الجمهور الإسرائيلي والمجتمع الدولي تناول فيه، من جملة ما تناوله، موقفه من القضية الفلسطينية. في هذا الخطاب أطلق بينيت بعض العبارات التي يمكن من خلالها أن نستقرئ سيناريوهات مستقبلية لحكومته. فقد قال إن على "الفلسطينيين أن يتحملوا المسؤولية عن أفعالهم وأن يفهموا أن العنف سيواجه برد حاسم". كما أنه أكد أن "الهدوء الأمني وانشغال [الفلسطينيين] بالشؤون المدنية سيؤديان إلى تطورات في المجال الاقتصادي وتقليل الاحتكاك [مع الجيش الإسرائيلي] وإلى تقليص الصراع.باراك رفيد، "مسؤول أميركي كبير: بايدن سيمنح بينيت وقتا ويعطي فرصة لحكومته لكي تستقر"، https://news.walla.co.il/item/3442355." قد يبدو هذا التصريح مألوفاً للفلسطينيين ويندرج تحت ما يمكن تسميته سياسة العصا والجزرة التي تعود إلى الأيام الأولى في أراضي 1967.Shlomo Gazit, The Carrot and the Stick: Israel’s Policy in Judaea and Samaria, 1967-68 (Washington, D.C: B’nai B’rith Books, 1995). لكن الأمر ليس كذلك تماما.
المشهد الإسرائيلي
![عبد القادر بدوي](/images/mashhad-news/Akivot-_Abed.jpg)
- التفاصيل
- 2290
تُعدّ المعاهد والمراكز البحثية أحد أهم روافد عملية صنع السياسات في إسرائيل؛ فقد منحت الأخيرة عمليات البحث العلمي ومجمّعات التفكير التي تتبنّاها المراكز والمعاهد البحثية (Think Tank) أهمية خاصة، وأولت لها دوراً مركزياً في عمليات صنع السياسات والأجندات المختلفة على مدار العقود الماضية، وهذا ما يُفسّر وجود العديد من المعاهد البحثية المتخصّصة، سواءً الحكومية، أو تلك التابعة للجامعات الإسرائيلية، أو تلك المستقلّة (من حيث التبعية)، والتي تتعدّد مصادر تمويلها وأنشطتها. في المقابل؛ هناك بعض المراكز والمعاهد البحثية التي ترى أن رسالتها تتمثّل في الكشف عن تاريخ دولة إسرائيل وعملياتها السرية والعلنية من خلال الكشف عن الأرشيف العسكري والأمني والاستناد إليه في عمليات البحث والتحقيق، بما يشمله هذا الأرشيف من عمليات سريّة لم يتم الإعلان عنها، أو مداولات حكومية؛ وثائق ومستندات...الخ.
![بايدن وبينيت: الخروج من مُحددات نتنياهو.](/images/mashhad-news/ASW5G.jpg)
- التفاصيل
- 1485
بدأت تظهر على سطح الأحداث السياسية في الأسابيع الأخيرة، ملامح توافق معقول بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وحكومة إسرائيل السادسة والثلاثين برئاسة الثنائي نفتالي بينيت ويائير لبيد، ومع أن رئيس الحكومة بينيت لم يكن قبل شهور قليلة خلت من الشخصيات التي يمكن لأي طرف المراهنة عليها لاستبدال بنيامين نتنياهو، إلا أن ذلك ما حصل في الواقع بحيث صار هذا الشخص عنوانا لمرحلة جديدة في العلاقات الأميركية- الإسرائيلية. فقد تضافرت عوامل وأسباب كثيرة دفعت هذا السياسي اليميني إلى رأس مؤسسة الحكم في إسرائيل، فما كان من بايدن إلا المسارعة إلى تهنئته بحرارة "باسم الشعب الأميركي" مؤكدا حرصه على متانة العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وعلى دفع مسيرة السلام والأمن للإسرائيليين والفلسطينيين للأمام، وعلى استمرار التشاور في كل القضايا المتصلة بالأمن الإقليمي بما في ذلك بالملف الإيراني.
![](/images/mashhad-news/madarat2-3-21-730x438.jpg)
- التفاصيل
- 1282
تعيد دراسة جديدة صدرت هذه الأيام عن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب حول "ديمغرافية إسرائيل في مطلع العقد الجديد: المعاني والأبعاد القومية" للباحث شموئيل إيفن، والتي نقدّم لها قراءة موسعة ومعمقة هذا الأسبوع، تسليط الضوء على موضوع الديمغرافيا، القديم- المتجدّد باستمرار، والذي ليس مبالغة القول إنه لم يغب لحظةً عن أجندة إسرائيل، وقبل إقامتها كان في صلب أجندة الحركة الصهيونية.
وكان الباحث المذكور نفسه، وهو مسؤول كبير سابق في جهاز الاستخبارات وحالياً باحث زميل في "معهد أبحاث الأمن القومي"، أعدّ قبل ذلك دراسة نُشرت في مجلة صادرة عن وزارة شؤون الاستخبارات الإسرائيلية في شهر تموز 2020، أشار في سياقها إلى أن إسرائيل تعتبر الديمغرافيا مجال اهتمام "ذا أهمية من الدرجة الأولى بالنسبة إلى أمنها القومي". ومن جملة ما أكده فيها أيضاً، أن إسرائيل تعرّف نفسها، بموجب "قانون أساس القومية"، الذي سُنّ في تموز 2018، بأنها دولة قومية للشعب اليهودي، وهو تعريف يلزمها بأن تحافظ على ميزان ديمغرافي تكون فيه أغلبية يهودية مُطلقة. ومن هنا تنبع أهمية الحفاظ على ميزان إيجابي لهجرة اليهود من الدياسبورا إلى إسرائيل، فضلاً عن حقيقة أن الميزان الديمغرافي بين اليهود والفلسطينيين يبقى ذا تأثير كبير في مسألة الحدود الدائمة لدولة الاحتلال، سواء في سياق المفاوضات مع الفلسطينيين، أو في جوهر الخطاب السياسي الإسرائيلي.