"معهد الاستراتيجيا الصهيونية": الاستعراض المفصل والدقيق للمعطيات والمواقف يساهم في بلورة سياسة عامة وشاملة لمواجهة تفاقم "ظاهرة
الأجانب والمتسللين"!
توطئة
تثير ظاهرة الأجانب و"المتسللين" الذين يعيشون في إسرائيل، من دون أن يكونوا مواطنين فيها، أصداء وردود فعل شعبية واسعة في الدولة العبرية. على الرغم من ذلك، يبدو أن الخطاب العام المتعلق بهذه الظاهرة يعتريه نقص وقصور، نظرا لاستناده في غير مرة على معطيات جزئية ومنقوصة.
أقدم أربعة نشطاء من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في تشرين الأول من العام 2001، على اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي، رحبعام زئيفي، انتقاما على اغتيال إسرائيل لأمين عام الجبهة، أبو علي مصطفى. وكان زئيفي، الذي يحمل رتبة لواء من الجيش، رمز اليمين المتطرف ويدعو باستمرار إلى ترحيل الفلسطينيين عن البلاد، واكتسب لذلك لقب "داعية الترانسفير". لكن هذه الحقيقة لم تمنع إسرائيل الرسمية عن إطلاق اسم زئيفي على أطول شوارعها، الذي يبدأ من مدينة إيلات في أقصى الجنوب ويمر عبر غور الأردن وصولا إلى بلدة المطلة في أقصى الشمال. كذلك أطلق اسمه على شوارع في مدن وبلدات. ومن أجل تخليد اسمه قررت إسرائيل تخليد "تراثه" بيوم من كل عام، وتدريس هذا "التراث" في المدارس.
تظهر استطلاعات الرأي خلال معركة الانتخابات الحالية للكنيست حدوث تراجع كبير في شعبية حزب "يسرائيل بيتينو" ("إسرائيل بيتنا") برئاسة وزير الخارجية،أفيغدور ليبرمان. وتوقعت جميع الاستطلاعات هبوط تمثيل هذا الحزب من 13 عضو كنيست في الدورة الحالية، و15 عضو كنيست في الدورة السابقة، إلى ما بين 4 إلى 6 أعضاء كنيست في الدورة المقبلة، ما يعني أن هذا الحزب قد يلامس نسبة الحسم.
ويعزو المحللون سبب هذا الهبوط في شعبية حزب "يسرائيل بيتينو" إلى فضيحة الفساد الكبرى، التي يشتبه عدد كبير من قياديين وأعضاء بارزين في هذا الحزب بالتورط فيها. وترددت أنباء في الأيام الأخيرة، قالت إنه ليس مستبعدا أن تطال الشبهات في قضية الفساد هذه ليبرمان نفسه.
تخشى وسائل الإعلام الغربية انتقاد "الإرهاب" الإسلامي، وفي هذا السياق فإن تظاهرة الاحتجاج والتضامن المليونية التي جرت في العاصمة الفرنسية باريس، يجب أن لا تخفي أو تطمس الحقيقة. فقد انتصر الإرهابيون الذين قتلوا الصحافيين العاملين في صحيفة "شارلي إبدو"، واليهود في متجر الأطعمة اليهودية (هيبر كاشير) في ضواحي باريس.
الصفحة 679 من 859