القيادات السياسية العربية تخوض في هذه الايام معركة كفاحية تحت ثلاثة محاور اساسية للنضال، تتلخص في التصدي لسياسة مصادرة الاراضي والتصعيد القاهر المستمر ضد شعبنا الفلسطيني في المناطق المحتلة، بالاضافة الى ادانة المجازر التي ترتكب بحق الشعب العراقي على يد امريكا وبريطانيا
عندما يتجوهر الاعلام الاسرائيلي في تغطية العدوان على العراق على قاعدة الانفصام بين السيد الابيض والعبد الاسود. لا تلاقي بين الاثنين. بل طلاق مؤبد. هكذا يتحوّل افراز القتل والدمار الى حالة مفهومة ومرغوبة
لا نغالي إذا قلنا إن إسرائيل ترى أن مصيرها بات معلقاً، وإلى حد كبير، على نتائج الحرب ضد العراق، إذ أن تصاريف القدر شاءت أن تكون هذه الحرب، إلى حد ما، بمثابة صراع على النظام الدولي الجديد، بين الأحادية والتعددية القطبية، بين أمريكا وأوروبا وحلفائها (روسيا ـ الصين)، لا سيما أن نتائج هذا الصراع ستقرر شكل النظام الإقليمي وكيفية حل الصراع العربي ـ الإسرائيلي.
أفردت الصحف الاسرائيلية في نهاية الاسبوع مساحات واسعة لمتابعة الخطط الامريكية بشأن الشرق الاوسط، بعد انتهاء الحرب على العراق.و<<تشتري>> هذه الصحف التصريحات الامريكية - البريطانية التي تربط بين الحرب على العراق والمسار الاسرائيلي – الفلسطيني، وهي تشترك في التعبير عن الموقف الاسرائيلي الرسمي من ضغوط دولية محتملة لتحريك الجمود القاتل على هذا المسار، نظراً لكون <<خريطة الطريق>> المشروع السياسي الوحيد المطروح على ساحة الصراع، مدركة ان اسرائيل ستجد نفسها، عاجلاً ام آجلاً، مضطرة للتفاعل معه.
الصفحة 965 من 1047