الصراع الذي تخوضه اسرائيل والولايات المتحدة لكبح البرنامج النووي الايراني،غيّر مساره في الاشهر الأخيرة، منذ اتضح ان الايرانيين حققوا تقدما في اقامة مصنع لتخصيب اليوراينيوم، قرب مدينة ناتانز. قبل ذلك، تركزت الجهود الدبلوماسية في ممارسة الضغط على روسيا لحملها على التوقف عن بيع التقنيات الحساسة الى ايران. ولكن عندما اتضح ان ايران تعمل على تحقيق انتاج ذاتي للوقود النووي، الذي قد يستغل ايضا لتركيب القنابل النووية، تقرر في واشنطن العمل ضد شرعية ايران الدولية.واشنطن وطهران تخوضان لعبة اعصاب دبلوماسية. الايرانيون يحاولون انتزاع الشرعية لبرنامجهم النووي، بحجة انه معد لأغراض مدنية شرعية. ايران وقعت على معاهدة منع انتشار السلاح النووي، ومنشآتها النووية مفتوحة امام الرقابة عليها من قبل الوكالة الدولية للطاقة النووية. ايران تسعى الى استغلال غطاء المعاهدة والوكالة من اجل شرعنة برنامجها النووي العسكري. الولايات المتحدة تسعى الى استغلال المؤسستين من اجل عرض الايرانيين بوصفهم كذابين.
فيما يتواصل اللغط الاسرائيلي حول <<التحفظات على خارطة الطريق>>، التي تتوقع المحافل السياسية ان يبدأ وزير الخارجية الامريكية كوان باول مباحثات اولية حول سبل وآليات تطبيقها، في لقاءاته الاسرائيلية والفلسطينية نهاية الاسبوع، تواصل اسرائيل سياسة الاغتيالات والتصفيات الجسدية بحق قياديين وكوادر ناشطة في المقاومة الاسلامية وغيرها، كانت آخرها عملية اغتيال مسؤول في حماس في غزة، باطلاق ثلاثة صواريخ من مروحية اسرائيلية على سيارة كان يستقلها في احد شوارع غزة.ومن المقرر ان يجتمع رئيس الحكومة الاسرائيلية، ارئيل شارون، مع الرئيس الامريكي، جورج بوش، في العشرين من أيار الجاري، في البيت الابيض في واشنطن. وسيبحث الطرفان في سبل دفع العملية السياسية في الشرق الاوسط للأمام، في ضوء نتائج الغزو الامريكي للعراق، وتعيين "ابو مازن" رئيسًا للحكومة في السلطة الفلسطينية، ونشر "خارطة الطريق".
هل تقف اسرائيل على اعتاب مواجهة مع الولايات المتحدة واوروبا حول "خارطة الطريق"؟وزير الخارجية الاسرائيلي، سيلفان شالوم، يرى "أن رفض التحفظات الإسرائيلية على "خارطة الطريق"، يجعل احتمالات تطبيقها ضئيلة للغاية".
اتفقت الحكومة الأمريكية مع إسرائيل، عشية الحرب على العراق، على أنه في حالة إصابة إٍسرائيل جراء هجوم عراقي، فإنها ستتشاور مع الولايات المتحدة قبل أن ترد (على الهجوم). وبحسب ما أتـفق عليه، فإن بإمكان الادارة الأمريكية أن تفرض "فيتو" على الرد الاسرائيلي، فقط في حالة تقديره بأن الرد سيشكل "خطرًا واضحًا وفوريًا" على حياة الجنود الأمريكان، أو أعضاء آخرين في التحالف.هذا ما قالته مصادر دبلوماسية، تحدث عن الاتصالات بين القدس الغربية وواشنطن، في حديث للمراسل السياسي في صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية الوف بن.
الصفحة 896 من 1047