كتب محمد هواش:
التدهور الأمني في بعض المناطق (اقتحام مخيم عسكر وقتل اربعة فلسطينيين، والصاروخ على المستوطنة في غزة) أبقى على الأسئلة المفتوحة ذاتها من قبل تطورات الأيام الأخيرة، وبرأسها: لماذا انصب جهد فلسطيني مفاجئ على تثبيت اسس الهدنة؟ ولماذا توجه رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس "ابو مازن" إلى غزة بعد عودته من واشنطن ولقائه اركان الادارة الاميركية للقاء القوى السياسية بما في ذلك قوى المعارضة؟
التهديد النووي لم يعد مسألة نظرية: فللمرة الاولي على الاطلاق يقوم جيش الدفاع باعداد خطة عمله للسنوات الخمس القادمة في ظل خطر نووي ملموس من جانب دولة معادية هي ايران. خبراء الذرة والاستخبارات في الغرب يقدرون ان ايران ستمتلك القنبلة النووية حتي عام 2005 حسب الوتيرة الحالية.
في عام 1981 هاجم سلاح الجو المفاعل النووي العراقي قبل ايام من وصوله الي نقطة اللاعودة وتحوله الي مفاعل نشط. كل ضرر يلحق بالمفاعل في مرحلة ما بعد نقطة اللاعودة كان من شأنه ان يلحق ضررا بيئيا هائلا. بالنسبة لايران نقطة اللاعودة هي الوصول الي القدرات المستقلة في تخصيب اليورانيوم التي تسمح بانتاج قنبلة نووية بعد ذلك بعام. التقديرات هي ان ايران ستصل الي هذه النقطة حتي نهاية هذه السنة أو في منتصف 2004.
مقابلات "رأس السنة" العبرية مع شارون: عومري وجلعاد ورافضو الخدمة تغلبوا على العملية السياسية..
تدل المقابلات التي أجراها رئيس الحكومة الاسرائيلية، أريئيل شارون، عشية رأس السنة العبرية، على التغييرات التي طرأت على مكانته الجماهيرية وعلى الأجندة القومية، خلال الأشهر الأخيرة. وقد طغت على جولة المقابلات السابقة، عشية الفصح اليهودي، موجة من التوقعات لإنجاز حل قريب مع الفلسطينيين، وذلك في أعقاب النصر الأمريكي في العراق. ومن وقتها دُحرت العملية السياسية من الذاكرة وبدلا من الأمل في السلام تحدث الصحفيون عن اليأس والإحباط عند الجمهور نتيجة الوضعين الأمني والاقتصادي. وفي المركز طُرح موضوع التحقيقات الشرطية ضد رئيس الحكومة وإبنيه، الذي استقطب أكبر عدد من الأسئلة، وكذلك عريضة الطيّارين رافضي الخدمة، والصفقة المرتقبة لتبادل الأسرى مع "حزب الله".
لم يزحزح ارئيل شارون ابصاره عن الخطاب المكتوب، وكأنه لم يرغب برؤية ما يحدث امامه ومن حوله من عرض للزعرنة والجموح من جانب نحو 300 مستوطن ومتدين متزمت نجحوا في التسلل بطريقة ديمقراطية الى مؤسسات حزب الليكود.
الصفحة 895 من 1047