"المشهد الإسرائيلي" – خاص
ذكرت الصحف الإسرائيلية، اليوم الأحد – 28.9.2008، أن انفراجا طرأ على العلاقات المتوترة بين رئيسة حزب كديما ووزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، ووزير المواصلات، شاؤل موفاز. وبادرت ليفني إلى الاتصال هاتفيا مع موفاز، يوم الجمعة الماضي، واتفق الاثنان على الالتقاء في الأيام المقبلة وسط توقعات بأن تقترح ليفني على موفاز تولي حقيبة الخارجية ومنصب القائم بأعمال رئيس الحكومة، في حال نجحت بتشكيل حكومة جديدة. وكانت العلاقات بين الاثنين قد توترت خلال الحملة الانتخابية على رئاسة كديما وخسارة موفاز فيها وسط اتهامات، من جانب مقربين من موفاز، لمعسكر ليفني بتزوير نتائج الانتخابات. وأعلن موفاز بعد إعلان نتائج الانتخابات أنه يعتزم اعتزال الحياة السياسية بصورة مؤقتة، لكنه ألمح الأسبوع الماضي إلى أنه سيعود لمزاولة مهامه في نهاية الأسبوع الحالي.
وكانت المحادثة بين ليفني وموفاز، أمس الأول، الأولى من نوعها منذ الانتخابات الداخلية في كديما التي جرت قبل نحو أسبوعين. وأثار إعلان موفاز خروج إلى إجازة تخوفا لدى ليفني ومقربيها بحدوث مشاكل داخل كديما واحتمال انسحاب موفاز ومجموعة من أعضاء الكنيست من الحزب، ما سيضعفها كثيرا ويقضي على احتمالات قدرتها على تشكيل حكومة بديلة لحكومة ايهود أولمرت، الذي استقال من منصبه، يوم الأحد من الأسبوع الماضي، وأصبح رئيس حكومة انتقالية.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم، أن اقتراح ليفني بتولي موفاز حقيبة الخارجية ومنصب القائم بالأعمال ليس بالجديد، إذ تم تمرير اقتراحا مماثلا لموفاز في أعقاب الانتخابات الداخلية في كديما مباشرة. وتشير التقديرات إلى أن ليفني ستطرح اقتراحها هذا على موفاز خلال لقائهما القريب.
وفي موازاة التقارب بين ليفني وموفاز، قالت مصادر في حزب العمل إن صعوبات عديدة تواجه احتمال انضمام العمل لحكومة برئاسة ليفني. فقد التقت طواقم عن هذا الحزب ترأسها زعيمه ووزير الدفاع، ايهود باراك، مع طواقم من حزب كديما، خلال نهاية الأسبوع الماضي، من دون أن يتم الاتفاق على شيء. وقال مقربون من باراك أن احتمالات انضمام العمل لحكومة برئاسة ليفني تساوي احتمالات التوجه لانتخابات عامة مبكرة.
ويذكر أن باراك طرح خلال لقاءاته مع ليفني أربعة شروط للانضمام لحكومة برئاستها، وهي إلغاء المبادرات التي يطرحها وزير العدل، دانيئيل فريدمان، في مجال سن القوانين وخصوصا تقييد صلاحيات المحكمة العليا؛ وتوسيع إطار الموازنة من خلال زيادة العجز المالي من 1.7% من الموازنة إلى 2.5%؛ وشراكة حقيقية وفعلية في المفاوضات السياسية ورغبة باراك في إدارة مسار المفاوضات مع سورية؛ وتحسين أداء الحكومة. وقال مقربون من باراك إن ليفني لم تعط أجوبة واضحة حول مطالب العمل.
وفي هذه الأثناء تزيد ليفني تقربها من حزب شاس، بما في ذلك المشاركة في احتفالات عائلية يقيمها مسؤولون في شاس. وشاركت ليفني يوم الخميس الماضي في مناسبة عائلية أقامها أحد النشطاء المركزيين في شاس ويدعى موشيه حديف، في مدينة صفد. واجتمعت ليفني خلال الحفل مع رئيس شاس، الوزير ايلي يشاي، ومع الوزير أريئيل أتياس، من شاس أيضا. وقال يشاي في كلمة خلال الحفل "إننا نتمنى لها (أي لليفني) نجاحا كبيرا في الطريق لتوليها رئاسة حكومة إسرائيل".