غالبية الاتصالات بين أولمرت والأسد جرت بواسطة رئيس الحكومة التركية، رجب طيب أردوغان، وأعضاء كونغرس أميركيين وشخصيات أوروبية. وشملت رسائل أولمرت للأسد محاولة لاستيضاح مواقف سورية وما إذا كان الأسد مستعدا للتباحث في مسألة علاقاته مع إيران وحزب الله والمنظمات الفلسطينية
المشهد الإسرائيلي- خاص
قال وزير إسرائيل كبير، عضو في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، إن رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، بعث خلال العام الأخير بنحو عشرين رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد تطرقت إلى احتمال استئناف المفاوضات بين الجانبين، وإن الأسد رفض طلبا إسرائيليا بفك حلف سورية مع إيران.
ونقلت صحيفة هآرتس، اليوم الأحد- 30.3.2008، عن الوزير الإسرائيلي قوله إن أولمرت حاول من خلال هذه الرسائل فهم مواقف سورية من إمكانية استئناف المفاوضات بين الدولتين. وأضاف الوزير الإسرائيلي أن ردود الأسد لم تكن وفقا لتوقعات إسرائيل، وخصوصا فيما يتعلق بعدم استعداد سورية للتباحث في إمكان قطع علاقاتها مع إيران.
ويذكر أن الأسد قال أمس، خلال خطاب ألقاه أمام القمة العربية المنعقدة في دمشق، إن إسرائيل رفضت جميع مبادرات السلام العربية طوال الأعوام الثلاثين الماضية.
وقال الوزير الإسرائيلي إن غالبية الاتصالات بين أولمرت والأسد جرت بواسطة رئيس الحكومة التركية، رجب طيب أردوغان، وأيضا بواسطة مبعوثين مختلفين، بينهم أعضاء كونغرس أميركيين وشخصيات أوروبية. وشملت رسائل أولمرت للأسد محاولة لاستيضاح جدول عمل مباحثات محتملة بين إسرائيل وسورية وما إذا كان الأسد مستعدا للتباحث في مسألة علاقاته مع إيران وحزب الله والمنظمات الفلسطينية لكن ردود الرئيس السوري لم ترضِ إسرائيل. وقالت هآرتس إنها لم تطلع على مضمون ردود الأسد.
وأضاف الوزير الإسرائيلي أن "كل واحد من المبعوثين عاد من دمشق خالي اليدين، والشعور هو أن الأسد أسير بأيدي مسؤولين في النظام السوري الذين يعارضون إجراء محادثات مع إسرائيل وليس معنيا بقطع حلفه مع إيران". وتابع الوزير الإسرائيلي أن عددا من المسؤولين الأجانب الذين التقوا الأسد أبلغوا إسرائيل بأنهم فوجئوا لدى رؤيتهم في مكتبه صورتين للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وأمين عام حزب الله حسن نصر الله إلى جانب صورة والده، الرئيس السابق حافظ الأسد "ما يدل على التزامه الشديد بالعلاقة مع هذه الجهات".
من جهة أخرى قال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك لدى اجتماعه مع دبلوماسيين أجانب في تل أبيب، يوم الجمعة الماضي، إن "حكومتنا تقول للسوريين إننا لن نرتدع عن أي نوع من الصدام أو المواجهة، لكن الطريق مفتوحة دائما لاستئناف المفاوضات. وسنلتقي إما في ميدان المعركة أو حول طاولة المفاوضات. والخيار سيكون في أيدي السوريين، وبالطبع فإننا نفضل الالتقاء في مفاوضات". وأضاف باراك أن "إسرائيل ترى في فتح مفاوضات مع سورية وخروج سورية من دائرة التطرف هدفا مركزيا في سياستها".
وتطرق باراك إلى الوضع عند الحدود الإسرائيلية- اللبنانية وإلى احتمال وقوع مواجهة ثانية مع حزب الله وقال إن الجيش الإسرائيلي يستعد لجميع الاحتمالات. وهدد باراك "هذه لن تكون فكرة جيدة أن يحاول أحد ما القيام بعمل ما ضدنا الآن".
من جهة أخرى رفضت إسرائيل مؤخرا اقتراحا تقدمت به الأمم المتحدة لتنظيم المسؤولية الأمنية في قرية الغجر، عند تقاطع الحدود بين إسرائيل وسورية ولبنان، والتي تم تقسيمها إلى شطرين بواسطة "الخط الأزرق" بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان في العام 2000. وقضى اقتراح الأمم المتحدة بأن تتحمل قوات يونيفيل الدولية المسؤولية الأمنية الكاملة ومنح خدمات مدنية لسكان الشطر الشمالي من القرية المفتوح على الاراضي اللبنانية.
ونقلت هآرتس عن مصادر سياسية إسرائيلية تبريرها رفض إسرائيل اقتراح الأمم المتحدة بأنها اشترطت أن تمرر حكومة لبنان لها تعهدا خطيا رسميا بموافقتها على اقتراح الأمم المتحدة. وأضافت المصادر أن إسرائيل تخشى من أنه في حال تم حل قضية الغجر، فلن يكون لدى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي دافع للاستجابة لمطالب إسرائيل والعمل على وقف تعاظم قوة حزب الله في جنوب لبنان.