المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

ذكر زئيف شيف، المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس"( 28/4/2004)، أن ليست هذه هي المرة الأولى في تاريخ النزاع التي تطرح فيها مسألة إغتيال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، على الأجندة الإسرائيلية الرسمية، وذلك في إشارة إلى التهديدات الأخيرة التي أطلقها في هذا الشأن رئيس الوزراء الإسرائيلي أريئيل شارون. ولكن شيف رأى أن جميع الحالات التي فكرت فيها إسرائيل بإغتيال عرفات كانت لشارون صلة بها، بهذا القدر أو ذاك "ومن هنا فإن الوضع الحالي غير جديد عليه"، قال.

وأشار هذا المعلق إلى أن الحالة الأولى المعروفة لهذا الأمر كانت خلال الحرب على لبنان في 1982 "حيث اجتهدت الإستخبارات وسلاح الجو للمسّ بعرفات في بيروت المحاصرة. ولكن لم يفلح الأمر، على رغم الإصابات القريبة التي تحققت من الجو. وعندما انتهت المعارك قرر رئيس الوزراء (آنذاك) مناحيم بيغن عدم الإستمرار في جهود الإغتيال الرامية مباشرة إلى التخلص من عرفات"، على حد ما يقول شيف. ولذا- يضيف- فقد رفض بيغن التصديق على اقتراح دعا إلى اغتيال عرفات بواسطة قنّاص "عندما كان برفقة قواته على ظهر السفينة التي غادرت بيروت". وادعى شيف، في هذا الشأن، أنه ظهر بوضوح "من صورة التقطت لعرفات عن قرب أنه لم يكن من الصعوبة بمكان إغتياله".

وتابع شيف أنه، فضلاً عما تقدم، فإن هناك محاولتين أخريين لإغتيال عرفات لم يعرف بهما أحد على الملاْ الواسع، جرتا كذلك في أعقاب تلك الحرب على لبنان.

المحاولة الأولى استهدفت إسقاط طائرته فوق البحر المتوسط .. غير أن الضابط المسؤول عن إصدار الأوامر بإسقاط الطائرة ارتدع عن فعل ذلك في اللحظة الأخيرة وقال لأصدقائه إنه "ثار عنده شك في أن تكون خلف هذه المحاولة عملية غير مصادق عليها من طرف رئيس الوزراء بيغن. وقد غضب شارون من جراء ذلك، لكن التفسير الذي قدم له ذكر أنه لم تحن فرصة عملية لتنفيذ المحاولة".

أما المحاولة الثانية فقد كانت عندما نما إلى مسامع المخابرات الإسرائيلية أن طائرة مدنية على متنها 20 فلسطينياً حاربوا في بيروت وتلقوا علاجاً طبياً في اليونان "توشك أن تقلع إلى مصر وعرفات على متنها". في الحالة هذه أيضاً صدرت الأوامر إلى سلاح الجو الإسرائيلي بالتأهب لإسقاط الطائرة. كان رئيس أركان الجيش وقتها رفائيل إيتان. غير أن قائد سلاح الجو، دافيد عبري، شكك في ماهية المعلومات الإستخبارية. وكرر طلبه بفحص هذه المعلومات بصورة جذرية. وفعلاً كان على حق، إذ تبين عندما كانت الطائرة في الجو أن عرفات على متنها، لكنه الدكتور فتحي عرفات، رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، شقيق ياسر عرفات.

إلى ذلك أكد شيف أن عرفات "لم يكن، وعلى ما يبدو لن يكون، النموذج الوحيد لزعيم عربي تحاول إسرائيل أن تغتاله. فقد كانت هناك تمرينات لإغتيال الرئيس العراقي السابق صدام حسين، كما جرت مداولات لإغتيال الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر".

المصطلحات المستخدمة:

هآرتس

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات