المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • أحزاب وحركات سياسية
  • 1061

الوضع الصعب الذي يواجهه رئيس حزب العمل عمرام متسناع في داخل حزبه يزداد صعوبة وخطورة، ويعزز مخاوف الانقسام فيه. يوم الخميس 13 اذار مُني متسناع بهزيمة اضافية اخرى ألحقها به سالفه في المنصب، بنيامين بن اليعيزر، وهذه المرة في اللجنة المركزية للحزب.

الوضع الصعب الذي يواجهه رئيس حزب العمل عمرام متسناع في داخل حزبه يزداد صعوبة وخطورة، ويعزز مخاوف الانقسام فيه. أمس (الخميس 13 اذار) مُني متسناع بهزيمة اضافية اخرى ألحقها به سالفه في المنصب، بنيامين بن اليعيزر، وهذه المرة في اللجنة المركزية للحزب. اللجنة المركزية (التي حضر جلستها امس 130 عضوا فقط، من اصل 2،400 عضو) أعادت اقرار البرنامج السياسي الذي قدمه بنيامين بن اليعيزر وحليفه افرايم سنيه. متسناع، الذي عارض اقرار البرنامج، اتهم المبادرين الى هذه الخطوة بالسعي المتعمد لمناطحته وتقريعه. وفي ختام مواجهة حادة بين متسناع وصاحب الاقتراح، سنيه، من على منصة الاجتماع في تل أبيب، ورغم التحذير الذي اطلقه حاييم رامون بأن سلوك بن اليعيزر وجماعته يؤدي الى الانقسام، جرى التصويت على الاقتراح. وعندها اتضح، ثانية، ان متسناع لا يحظى بالاغلبية في هيئات حزبه: 78 عضوا أيدوا اقتراح سنيه، وفقط 46 عارضوه. عضوان اثنان امتنعا.
كلا المعسكرين كانا متفقين امس على التقييم القائل بأن اقتراح جماعة بن اليعيزر كان يرمي الى اذلال متسناع وإرباكه، لكن متسناع ايضًا كان يتحمل مسؤولية عن هزيمته: بدلا من محاولة تأجيل التصويت بحجة انه خارج عن موضوع البحث، "انقض" على اعضاء اللجنة المركزية فاضطرهم، بذلك، الى التصويت ضده.

مقربو متسناع اوضحوا، في ختام الجلسة، ان ليس لهذا التصويت، من جهتهم، أي معنى بسبب العدد الضئيل من اعضاء اللجنة المركزية الذين حضروا الجلسة. وحسب ادعاء المقربين، فان هذه "الخطوة التآمرية" لن تؤدي الا الى تعزيز مكانة متسناع بين اعضاء الحزب عامة، المستعدين لإعادة انتخابه رئيساً للحزب، اليوم ايضاً، كما تشير استطلاعات الرأي.

"انني مصمم، اليوم اكثر من أي وقت مضى، على العمل لترميم الحزب وتجاهل جميع محاولات التآمر والدس"، اعلن متسناع بعيد التصويت. رئيسة كتلة حزب العمل البرلمانية، داليه ايتسيك، المعدودة على معسكر بن اليعيزر، دعت الى اجراء انتخابات جديدة لرئاسة الحزب خلال ثلاثة - اربعة اشهر، لأنه "اذا لم يتم انتخاب رئيس للحزب خلال ثلاثة اشهر، فكل الجلسات ستسير على هذا النحو ولن يتمكن أي رئيس من اداء مهامه".

القسم الأكبر من الجلسة - التي خصصت للبحث في فشل الحزب في الانتخابات الاخيرة - جرى في اجواء هادئة، في قاعة كانت تفرغ باستمرار. متسناع اعلن انه لا ينوي الاستقالة، رغم الاقوال المغايرة التي تفوه بها امام مقربيه في الاسابيع الاخيرة. وهو يقول ان الفشل في الانتخابات يعود الى اسباب اكثر عمقاً، تاريخية تقريباً، ويضيف ان ليس كل المسؤولين الكبار في الحزب نشطوا من اجل انجاحه.

بن اليعيزر، الذي تحدث بعده، ادعى بأن مواقف متسناع جرّت الحزب بعيدًا في اتجاه اليسار الى درجة تحويله الى "ميرتس ب" من الناحية السياسية و"شينوي" من الناحية الاجتماعية: "اصل المشكلة في هذه الانتخابات كان في موقعة الحزب كحزب يساري. حتى يوسي سريد اعلن انه لا فائدة من التفاوض مع عرفات".

وحسب بن اليعيزر، فان "الموقف (الذي اعلنه متسناع) القائل بوجوب استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت فيها هو موقف شرعي، لكنه غير ملائم البتة لحزب العمل. من يركض يسارًا أبعد من ميرتس، عليه الا يتفاجأ بالنتائج وبالهزيمة".

افرايم سنيه ايضا اتهم متسناع بجر الحزب يساراً وحمله المسؤولية عن خسارة المقاعد البرلمانية. ثم اقترح اعادة اقرار البرنامج السياسي الذي اقره مؤتمر الحزب في تموز الماضي، والذي يقوم على مسار كلينتون وعلى اجزاء من المبادرة السعودية، بما في ذلك التخلي عن السيطرة على الحرم القدسي الشريف. وخلافا لبرنامج متسناع، لا يشتمل هذا الاقتراح على خطوات احادية الجانب مثل اخلاء مستوطنات معزولة والانسحاب من قطاع غزة. اما العناصر الاساسية في هذا البرنامج فهي: <<اتفاقية سلام على اساس دولتين للشعبين، محاربة الارهاب واقامة جدار فاصل>>.

النقاش في الجلسة استمر ساعات طويلة، وفي نهايته اعلن السكرتير العام لحزب العمل، اوفير بينس، انه سجرى تصويت على اقتراح سنيه. متسناع، الذي كان ينوي تأييد البرنامج - حسب ما قاله مقربون منه - لتلافي اثارة المواجهات، طلب حق الكلام فشن هجومًا كاسحاً على الاقتراح واصحابه، وخاصة بن العيزر وسنيه، وطالب بعدم اجراء التصويت. "لقد تم انتخابي رئيساً للحزب، واعلنت ما انوي عمله بالضبط. ما تحاولون القيام به الآن هو سرقة تصويت مضاد بغية مناطحة رئيس الحزب المنتخب ومقارعته. هذا لن يساعدكم، لأن الحزب برئاستي سيواصل السير في الطريق الذي عرضناه امام اعضاء الحزب"، قال.

متسناع اتهم سنيه بأن هذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها، بالقوة، خلق مواجهة بين اعضاء الحزب وبين رئيسه. "حتى إن صوَّتم، فلن يساعدكم هذا في شيء، اذ لا معنى له اطلاقا". ثم توجه متسناع الى بن اليعيزر، الذي بدت عليه علامات الغضب، وقال له: "يا فؤاد، بامكانك الجلوس وهز رأسك كما تريد. لقد سمعناك، وهذا لن يفيدك".

وصل دور سنيه الذي صعد الى المنصة وصرخ باتجاه متسناع: "لماذا تقول اني ضدك؟ انا معك. هذا البرنامج هو من اجلك ومن اجل الحزب. هل الجدار الفاصل هو سيء؟ هل برنامج السلام هو سيء؟ لماذا توبخني؟". رامون، المقرب من متسناع، صعد الى المنصة بعد سنيه وناشده سحب الاقتراح: "واضح لنا جميعا الهدف من هذا التصويت. انها طريق ستقودنا الى الانقسام، سريعًا جدًا". بن اليعيزر لم يتنازل. اقترح على "الرئيس وجميع الأعضاء" احترام هيئات الحزب. اوفير بينس ايضا دعا سنيه الى التنازل. تأججت الأجواء، لكن سنيه - الذي تأكد من توفر اغلبية لصالحه - اصر على اجراء التصويت.

قبل المشادة في جلسة اللجنة المركزية، تقرر تشكيل لجنة تحقيق لفحص اسباب فشل حزب العمل في المعارك الانتخابية الاخيرة، منذ 1996.

يوسي فيرطر ("هآرتس" ـ 14/3، ترجمة: "مـدار")

المصطلحات المستخدمة:

هآرتس, شينوي

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات