المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • مقالات مترجمة
  • 976

جذور "ثقافة الترحيل" في الفكر الصهيوني "العمالي"

 

بقلم: نيفين أبو رحمون*

تحوّل النقاش عن الترانسفير والخطر الديمغرافي والتبادل السكاني للعرب الفلسطينيين داخل إسرائيل، في السنوات الأخيرة، إلى ثقافة سائدة في المجتمع الإسرائيلي. ولا شك أن هذا النقاش ازداد حدة بعد انتفاضة الأقصى في 2000 .

 

 

في واقع الأمر فإن لهذا النقاش جذورًا تاريخية في الفكر الصهيوني وبالذات العمالي منه، حسبما أشار أكثر من باحث. صحيح أن هذا الخطاب انتقل الآن من هامش الخارطة السياسية إلى مركزها وتحول إلى نقاش طبيعي في سياق الثقافة العنصرية السائدة في المجتمع الإسرائيلي، لكنه كان خطابًا محوريًا في مركز الخارطة السياسية الإسرائيلية في السنوات التي أعقبت قيام الدولة، كما كان من نصيب التيار السياسي المركزي الإسرائيلي المتمثل في حزب "مباي" العمالي. وسأعرض عينة من ذلك النقاش، وهي للتمثيل وليست للحصر .

في أحد اجتماعات اللجنة المركزية لحزب "مباي" (18/6/1950) قال وزير الخارجية الإسرائيلي في سنوات الخمسينات، موشيه شاريت (شرتوك)، والذي تصنفه الأدبيات الأكاديمية والسياسية الإسرائيلية ضمن المعسكر المعتدل في السياسة الإسرائيلية مقابل معسكر بن غوريون الراديكالي، قال (وأنا اقتبس حرفيا) :"إذا كانت هناك إمكانية لتقليل الأقلية العربية، أو إمكانية لإزاحة قرية عربية، أو إبعاد شريحة سكانية أو بعض العرب فعلينا فعل ذلك من خلال دفعهم لترك البلاد ... إذا كانت هناك إمكانية لتقليل الأقلية العربية التي تصل إلى 170 ألف نسمة بألف واحد فعلينا أن نفعل ذلك , ولكن يتعلق الأمر كيف نفعل ذلك" .

 

في نفس الاجتماع اعتبر موشيه ديان الأقلية العربية "طابورًا خامسًا". واضاف في كلمته: "علينا أن نبني سياستنا تجاه أبناء الأقلية العربية، الذين يصل عددهم إلى 170 ألفا، ليس كأمر واقع. أنا آمل أن تكون في السنوات القريبة إمكانية أخرى لطرد العرب من ارض إسرائيل. عندما تسنح الفرصة لتوطين اللاجئين ال700 ألف خارج البلاد علينا توطين العرب في إسرائيل بجانبهم " .

وقد برر الثقافة العنصرية حيال العرب بشكل واضح في سنة 1950 رئيس الحكم العسكري، الجنرال "مور"، عندما قال "كل الشعب الذي يعيش في ارض صهيون، بدون استثناء، لا يريدون جيرانًا عربًا لجانبهم" ( جلسة 16/5/1950 ) .

في نفس الفترة أيد قائد هيئة الأركان، الجنرال يغئال يادين، سياسة الترانسفير ضد الأقلية العربية. ففي إحدى جلسات الاستشارة مع بن غوريون في تاريخ 8/2/1950 قال :"تعتبر الأقلية العربية خطرا في أيام الحرب وأيام السلم " .

وقد أكد على نفس الموقف يوسف فايتس، رئيس قسم الأراضي في "دائرة أراضى إسرائيل"، والذي صرح في إحدى جلسات الحكومة (8/2/1950) بأنه "يجب تشجيع عائلات عربية على ترك البلاد من خلال إعطائهم تعويضات مقابل أملاكهم ".

 

القائمة والشهادات طويلة ولكنها عينة أعرضها هنا لأثبت أن نقاش وفكر الترانسفير كان تاريخيا في الحركة الصهيونية ليس على مستوى مجمل القضية الفلسطينية فحسب وانما أيضا على مستوى مستقبل الأقلية العربية التي بقيت داخل الدولة بعد نكبة فلسطين عام 1948.

 

 

* طالبة في جامعة بار إيلان.

المصطلحات المستخدمة:

الصهيونية

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات