المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • مقالات مترجمة
  • 922

"المشهد الاسرائيلي":

قفزت ظاهرة رفض الخدمة العسكرية في الاراضي الفلسطينية الى الوعي العام في اسرائيل في كانون ثاني من العام 2002، عندما نشر 50 ضابطا وجنديا من الوحدات القتالية عريضة دعوا فيها الى رفض الخدمة العسكرية في المناطق، من اجل وضع حد للاحتلال. وفي اعقاب العريضة تأسست حركة "أومتس لسريف". وفي ايلول الماضي ارسل 27 طيارا الى قائد سلاح الجو الاسرائيلي، دان حلوتس، عريضة اعلنوا من خلالها انهم لن يشاركوا في قصف ومهام هجومية في الاراضي الفلسطينية.

 

ويؤكد رافضو الخدمة ان الاحتلال يولد مخاطر امنية واضرار هدامة للدمقراطية، اضافة الى الاضرار الاقتصادية وتآكل سلطة القانون. ووفق معطيات حركة "أومتس لسريف" وقع 574 ضابطا وجنديا على عريضة الرفض الامر الذي تسبب بسجن نصفهم في سجن عسكري. وفي الاسبوع الماضي ادانت المحكمة العسكرية في يافا خمسة رافضي خدمة بالتهرب من الخدمة العسكرية، رغم ان الخمسة اعلنوا رفضهم اداء الخدمة العسكرية لدوافع ضميرية، وتم زجهم في سجن عسكري. واشارت الحركة ايضا الى انه ينضم رافضون جدد كل اسبوع.

وتشكل رسالة جنود وحدة هيئة الاركان العامة الاسرائيلية الحلقة الاخيرة في سلسلة حركات تتبنى هدفا متشابها وهو الاحتجاج بصوت عال ضد استمرار سيطرة (احتلال) اسرائيل في الاراضي الفلسطينية (الضفة الغربية وقطاع غزة)، وضد الطريقة التي يعمل بها الجيش الاسرائيلي هناك، والتي وصفها مقاتلو الاحتياط الثلاثة عشر في رسالتهم بانها "لا اخلاقية وفاسدة..".

كان هناك رافضون للخدمة في الخمسينيات، وفي الستينيات والسبعينيات كانت هناك ايضا مجموعات وافراد اختاروا السير في هذا الطريق. ووصف البعض منهم انفسهم بـ "اللاعنفيين" الذين يرفضون الالتحاق او التجند في صفوف الجيش، وقال آخرون بانهم غير مستعدين للخدمة العسكرية في الاراضي الفلسطينيية المحتلة او في لبنان لاعتبارات اخلاقية.

وقد اختفى قسم كبير من هذه المجموعات بعد تعرض الكثير من اعضائها لضغوط كي يغيروا موقفهم.

وتعتبر حركة " يوجد حدود" التي تأسست اثناء حرب لبنان (1982)، من اكثر حركات الرفض تجذرا ورسوخا. فقد ارسل ثلاثة الاف عضو في هذه الحركة عند تأسيسها مذكرة الى وزير الدفاع ورئيس الحكومة الاسرائيليين طلبوا فيها اعفاءهم من المشاركة او الاسهام في العمليات العسكرية في لبنان. ومن بين الثلاثة آلاف عضو، رفض 170 عضوا فقط الذهاب الى لبنان، فحوكموا وسجنوا لفترات مختلفة.

وخلال الانتفاضة الفلسطينية الاولى، صدر اول بيان رفض رسمي، حيث اعلن اكثر من 2000 جندي عن رفضهم الخدمة في المناطق الفلسطينية، وسجن منهم 180 شخصا.

يقول يشاي منوحين، المتحدث باسم الحركة واحد مؤسسيها، ان الحركة ضمت في صفوفها خلال حرب لبنان جنودا من وحدة كوماندوس هيئة الاركان، كما ضمت طيارين في سلاح الجو، لكنه لم يجر ابراز ذلك بشكل خاص. ويضيف منوحين انه لا يوجد للحركة خط موحد "لان كل عضو في الحركة هو ايضا مواطن في مجتمع دمقراطي" حسب تعبيره.

وبعد حوالي سنة من اندلاع الانتفاضة الثانية اخذت حركات الرفض تستيقظ مجددا. وقد بدأ ذلك برسالة طلبة ثانويين مشابهة لرسائل اخرى سابقة. وقد حذر هؤلاء الطلبة الذين كانوا على اعتاب التجنيد، بانهم سيرفضون الخدمة، غير ان غالبيتهم تجندوا للخدمة في نهاية المطاف، ويرجع سبب ذلك الى ما سمته محافل يسارية بـ " الاسرائيلية"، او لأن " الانتماء للمجتمع الاسرائيلي اقوى من القيم الأخلاقية. فقدرة شاب صغير على ادارة الظهر لزملائه محدودة جدا".

خمسة من بين الموقعين على رسالة الطلبة الثانويين لم يتنازلوا او يتخلوا عن موقفهم، فقدموا للمحاكمة وادينوا، ومن المنتظر ان يصدر الحكم بحقهم خلال الايام القليلة المقبلة.

تأسست حركة "اومتس لسريف" (جرأة للرفض) رسميا في كانون الثاني عام 2002.

في البداية اقتصر الامر على مجموعة ضمت بضع عشرات من الجنود الذين انهوا خدمة الاحتياط في الاراضي الفلسطينية. وتحاول حركة "جرأة للرفض" تجنب تعريف نفسها بناء على خطوط او توجهات سياسية. يقول ارئيل شيتل، احد مؤسسي الحركة ان "هناك من يسعى لوضعنا في خانة اليسار.. ولكن هناك بين صفوفنا اشخاص يصوتون لحزب الليكود".

الطيارون الذين قرروا التوقيع على الرسالة التي اعلنوا فيها عدم استعدادهم للمشاركة في عمليات الجيش في الاراضي الفلسطينية، قاموا بمبادرة منفصلة او مستقلة، على الرغم من استعداد حركات احتجاج اخرى لاستيعابهم ضمن صفوفها. ويعود سبب ذلك الى تخوفهم من دمغهم اتوماتيكيا بـ "يساريين".

وقد دفع هؤلاء الطيارون ثمنا باهظا جراء الخطوة التي اقدموا عليها، اذ ان جميع الموقعين على الرسالة ولم يتراجعوا، وعددهم 25 طيارا، طردوا من الخدمة الفعلية.

لقد حرص الجيش الاسرائيلي على مر السنوات على مواجهة ظاهرة رفض الخدمة بشكل فردي. وفي مراحل لاحقة من اتساع نطاق الظاهرة جرت محاولات لكسر ارادة الرافضين، حيث كان هؤلاء يتسلمون بعد حبسهم لمدة 28 يوما، امر استدعاء لخدمة اضافية، وفي حال رفضهم كانوا يمضون فترة حبس اخرى.

اما اليوم، فان الجيش الاسرائيلي يحرص على تفادي ذلك، وبالأساس، نظرا لخشيته من الضجة الاعلامية. وقد سجن الكثيرون من اعضاء حركة " جرأة للرفض" لمدة 28 يوما ثم سرحوا بعد ذلك من خدمة الاحتياط.

 

سرية هيئة الاركان

تعتبر وحدة سرية هيئة الاركان وحدة نخبوية في الجيش الاسرائيلي. الغاية من اقامة السرية هو القيام بعمليات عسكرية خاصة، غالبا ما تكون هذه العمليات في خدمة شعبة الاستخبارات في الجيش. وقد اقيمت السرية في العام 1957. الكثيرون ممن انهوا الخدمة في سرية هيئة الاركان وصلوا الى مناصب رفيعة، خصوصا في المستوى السياسي، في اسرائيل.

وتعد التدريبات وعملية التأهيل التي يجتازها الجنود في السرية الكثر صعوبة وقساوة ومهنية. وتستمر التدريبات وقتا طويلا بالنسبة لبقية الجنود في الوحدات العسكرية الاخرى في الجيش الاسرائيلي. ولا تزال عمليات كثيرة نفذتها السرية طي الكتمان، خصوصا وان وجود السرية كان امرا سريا. ومن بين العمليات التي نفذتها السرية وسمح بالنشر عنها كان الهجوم على جزيرة غرين واختطاف الشيخ عبد الكريم عبيد ومصطفى الديراني من قلب الاراضي اللبنانية.

في العام 1992 وخلال تدريب كانت السرية تجريه موقع "تسيئيليم" قتل خمسة جنود. وفي الاونة الاخيرة نشرت الصحف الاسرائيلية ان غاية التدريبات كانت الاستعداد للقيام بعملية في قلب الاراضي العراقية بهدف اغتيال الرئيس العراقي صدام حسين.

 

 

المصطلحات المستخدمة:

الليكود, اومتس

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات