اختتم الكنيست في الأسبوع الماضي دورته الصيفية، وهي الدورة البرلمانية الأولى بعد الانتخابات العامة الأخيرة التي جرت في منتصف آذار الماضي. وكان من الطبيعي أن ينجح نتنياهو في انهاء الدورة الصيفية من دون أزمة حكومية، في ائتلاف لم يمر عليه 11 أسبوعا حتى انتهاء الدورة. إلا أن هذه الحكومة تنتظرها عواصف تهدد ثباتها، رغم أن اليمين المتطرف يثبت أقدامه أكثر في الحلبة السياسية وفي الشارع الإسرائيلي ككل. وفي المقابل فإن اليسار الصهيوني المتمثل بحركة ميرتس، بات يبحث عن خشبة إنقاذ تضمن بقاءه في الكنيست في الانتخابات البرلمانية المقبلة، التي قد تفاجئ في موعدها المبكر في حال لم تصمد الحكومة أمام العواصف المتوقعة.
تدل معظم المؤشرات التي توفرّت حتى ساعة إعداد هذا التقرير (أمس الاثنين) على أن الحكومة الإسرائيلية لن تغيّر من تعاملها مع الجماعات اليهودية اليمينية المتطرفة الإرهابية التي نفذت الاعتداء في قرية دوما الفلسطينية، ليلة الخميس – الجمعة الماضية، والذي أدى إلى استشهاد الطفل الرضيع علي دوابشة حرقا، وإلى إصابة والديه وشقيقه الطفل بجروح حرجة.
يباشر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في الأيام المقبلة حملة إعلامية لإقناع الجالية اليهودية الأميركية بمعارضة الاتفاق الموقع بين الدول الكبرى الست (مجموعة الدول 5+1) وإيران حول البرنامج النووي الإيراني.
ووفقاً لمعلومات ذكرتها وسائل إعلام يهودية أميركية في نهاية الأسبوع الفائت، فإن نتنياهو سيخاطب اليهود الأميركيين مباشرة من خلال رسالة ستُنشر في جميع الوسائل بما في ذلك ورقياً في الكنس وإلكترونياً عبر الهواتف الخليوية. كما سيشارك رئيس الحكومة عبر نظام الاتصال المرئي في اجتماع خاص يعقده مؤتمر رؤساء كبرى المنظمات اليهودية الأميركية.
"لجنة تعيين القضاة" في إسرائيل هي إحدى الجبهات الرئيسة في المعركة المتواصلة على صورة ما يسمى "الجهاز القضائي في إسرائيل"، أي السلطة القضائية، بما يشمل من محاكم مختلفة الدرجات والمستويات والصلاحيات في مقدمتها وعلى رأسها المحكمة العليا، وخاصة حينما تمارس مهامها القضائية بصفة "محكمة العدل العليا" (التي تبحث وتبتّ في كل ما يتصل بالقضايا الدستورية وما يدور في صلبها من حقوق وحريات أساسية)، وليس مجرد هيئة استئناف أخرى (وأخيرة) على ما يصدر من قرارات حكم قضائية عن ما دونها من محاكم.
تشير آخر التقديرات لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى أن منفذي الاعتداء الإرهابي في قرية دوما في الضفة الغربية، الذي أسفر عن استشهاد الطفل الرضيع علي دوابشة، وإصابة والديه وشقيقه بجروح حرجة، ينتمون إلى مجموعة يهودية أيديولوجية متطرفة نفذت في الماضي عددا من الاعتداءات الإرهابية.
قالت منظمة بتسيلم لحقوق الإنسان في المناطق المحتلة إن تقرير اللجنة التي عيّنها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حول الحرب التي اندلعت في غزة الصيف الماضي، رفض موقف إسرائيل من هذه الحرب رفضًا تامًّا، وقضى بأنّ إسرائيل هي التي تتحمّل المسؤوليّة عن المسّ الهائل الذي لحق بالسكّان المدنيّين في قطاع غزة أثناء الحرب.
الصفحة 307 من 324