المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
أثر العدوان: مشهد من بيت حانون.  (أ.ف.ب)
أثر العدوان: مشهد من بيت حانون. (أ.ف.ب)
  • تقارير، وثائق، تغطيات خاصة
  • 1337
  • عبد القادر بدوي

لم تكف إسرائيل، وكعادتها، عن الاهتمام بصورتها أمام المجتمع الدولي؛ والظهور كواحة وحيدة للديمقراطية في الشرق؛ تلك الصورة التي شيّدتها على مدار العقود الطويلة الماضية استناداً إلى دور "الضحية"، وجنباً إلى جنب مع شعار "معاداة السامية"؛ كمفهوم وكإطار عملت على تمديده وتوسيعه ليشمل كل مُنتقديها، أو منتقدي جرائمها بحقّ الشعب الفلسطيني، كلّ ذلك من خلال ما يُسمّى بـ"الرواية الوطنية" أو "الرواية القومية" التي تتجنّد كافة أطياف النظام السياسي الإسرائيلي في نقلها- بعد أن تتم بلورتها وفقاً لمعايير صهيونية- أمنية بالدرجة الأولى؛ سياسية بالدرجة الثانية، كون إسرائيل تنفرد بكونها تُمثّل حالة "المجتمع المجنّد" على كافة الصعد حينما يتطلّب الأمر ذلك؛ في أوقات الحرب والسلم على حدٍّ سواء.

إن صوغ "الرواية الوطنية" التي تصكّ، وتحفظ، صورة إسرائيل خارجياً- إلى جانب الحفاظ على متانة، ومناعة، الجبهة الداخلية لمجتمعها المُتصدّع أصلاً- قد حظيت بعناية دقيقة، واهتمام بالغ من قِبَل قادة المشروع الصهيوني وادواته، ودولة إسرائيل لاحقاً كأداة لـ"تحقيقه"، بل وتم اعتبارها ركيزة أساسية ومهمّة من ركائز الأمن القومي الإسرائيلي، في إطار مساعيها الرامية لشرعنة وجودها- غير الطبيعي والغريب- في البداية، ولاحقاً، لإضفاء شرعية أيضاً على اعتداءاتها المتكرّرة على الفلسطينيين والدول العربية، واحتلالاتها المتكرّرة لأراضيهم، أو ما تبقّى منها، وموضعة كل ذلك في إطار نهج/ سياسة "الدفاع عن النفس" لا أكثر.

إن هذه العملية بالإمكان مُلاحظة تجلّياتها بوضوح في الفترة الأخيرة؛ أي في إطار الحرب المستمرّة على قطاع غزة؛ سواء أكان خلال المواجهات الفعلية أم خلال الحصار المستمرّ. في هذا السياق، تأتي الدراسة الصادرة عن "معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي" في "جامعة تل أبيب"، بعنوان "الدروس المستفادة من عملية "حارس الأسوار" في مجال الدعاية الوطنية" للكاتب يردين فتيكاي، الذي أسس قسم "الإعلام الوطني" في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية وترأسه لمدة 11 عاماً، والمنشورة في 20.06.2021، لتُعطينا صورة مُصغّرة و/أو لمحة عن وجهة النظر الإسرائيلية الرسمية للمعيقات التي تعتري عملية صوغ "الرواية/ الدعاية" الإسرائيلية، والدروس والعِبَر المُستفادة، وهي تتناول بشكل رئيس المرحلة التي أعقبت العدوان الأخير على قطاع غزة خلال الشهر الماضي.

سنحاول هنا الوقوف عند أهم ما تضمّنته هذه الدراسة، علماً أن كل الأفكار والآراء والمصطلحات الواردة أدناه تُعبّر عن مصدرها و/ أو عن كاتب الدراسة فقط.

مشاكل وثغرات

تنطلق الدراسة من افتراض أن الحرب الأخيرة على قطاع غزة كشفت عن وجود العديد من المشاكل والثغرات التي تقف في طريق تطوير وتمتين الدعاية الإسرائيلية لـ"الرواية الوطنية"؛ على الصعيدين الداخلي والخارجي. وعليه؛ تُحاول البحث في هذه الثغرات؛ الطرق والوسائل الأنجع لتصحيحها وتفاديها في الحروب المُستقبلية؛ إلى جانب التساؤل حول أهم السُبل الواجب اتّباعها للحدّ من الشعور الإسرائيلي- الذي تعزّز خلال الحرب الأخيرة- بأن "الدعاية/ الرواية الإسرائيلية" قد أُصيبت بالفشل.

إن انتهاء الجانب العسكري للحرب الأخيرة لا يعني انتهاء الحرب بتاتاً، فإسرائيل أمام حرب من نوع أخرى؛ تتعامل فيها مع محاولات إدانتها ومُلاحقتها، وجيشها، في المحاكم الدولية، والمنظّمات، التي تصنّف كمنظّمات عدائية؛ مثل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة التي تُبدي انحيازاً واضحاً للفلسطينيين، وتصرف نظرها عن "الإرهاب" الفلسطيني بكل صوره.

إن التسليم بالقاعدة الإسرائيلية القائلة بأن "الرواية الوطنية" أو "الدعاية الوطنية" الإسرائيلية هي ركيزة أساسية من ركائز الأمن القومي الإسرائيلي يفرض، من ضمن ما يفرضه، على الدولة بذل جهود حثيثة على هذا الجانب، بالتوازي مع الجهود المبذولة عسكرياً وسياسياً، وفي الحرب الأخيرة، برزت جملة من الثغرات التي يجب الاستفادة منها- في إطار استخلاص الدروس- وهي على النحو التالي:

- في كل عملية عسكرية تستهدف عملية صوغ "الرواية/ الدعاية الوطنية" ثلاث جهات رئيسية؛ إسرائيلية ودولية وإقليمية (الفلسطينيون والدول العربية). وهو ما يتطلّب وجود استراتيجية مختلفة للتعامل مع كلّ منها بناءً على الخطاب والوعي الخاص بكلّ منها. فعلى الصعيد الدولي؛ تُعتبر الولايات المتحدة الساحة الأكثر أهمية والتي تتطلّب تركيز جهود عالية للحفاظ على "شرعية" الفعل الإسرائيلي لضمان انحياز الرأي العام لصالح إسرائيل (مع التركيز على الجمهور الليبرالي)؛ وكذلك انحياز الأحزاب السياسية (الحزبين الجمهوري والديمقراطي على السواء)؛ الجالية اليهودية؛ وأيضاً الجمهور الأفنجيلي، مع الإشارة إلى أن العمل على استقطاب الجمهور الديمقراطي في ظل عهد جو بايدن يزيد الأمر تعقيداً.

- على الرغم من "الإنجاز العسكري" الذي حقّقته إسرائيل، إلّا أن غياب الحدث "البارز" كاغتيال رأس الهرم السياسي أو العسكري لـ"حماس"، أو إعادة الجنود والمفقودين، تجعل من مهمة التواصل مع المجتمع المحلي أكثر أهمية، وإقناعه "بالنصر" وتسويق الرواية الإسرائيلية الرسمية أكثر صعوبة، خاصة في الوقت الذي استطاعت فيه "حماس" تقديم نفسها كمدافع عن القدس وحاميةً لها؛ تحريك الجمهور العربي في إسرائيل ودفعهم للمواجهة؛ والاستمرار في إطلاق الصواريخ حتى اليوم الأخير من الحرب. وهذا يتطلّب العمل على توفير حلول "خلاقة" كأن يتم خطاب إسرائيلي أكثر وضوحاً مع الرأي العام الإسرائيلي، يظهر من خلال مؤتمر صحافي يومي أو نصف يومي يُعقد مع رئيس الحكومة ووزير الدفاع وغيرهما، يتم من خلاله استعراض الإنجازات المتحقّقة؛ التحديات والمعيقات؛ نقاط الضعف الرئيسة في العمل (للحفاظ على المصداقية)، والإجابة على الأسئلة الشائعة والسائدة في المجتمع حول الأحداث، من أجل خلق تواصل واع بالأحداث بين الجمهور العريض والقيادة السياسية والعسكرية.

- الأخذ بعين الاعتبار ردود الفعل الدولية المتوقعة لأي سلوك إسرائيلي خلال الحرب، والعمل وفقاً لهذا المبدأ، فعلى سبيل المثال، استجلبت عملية تدمير برج الجلاء (الذي يحتوي على المراكز الصحافية ومقرّات لوكالات إعلامية إقليمية ودولي) في القطاع) انتقادات دولية واسعة النطاق، بما فيها بعض وسائل الإعلام الأميركية، على الرغم من أن تدميره جاء بعد أن تم استخدامه لأغراض عسكرية من قِبَل "حماس". وهذا يفرض ضرورة وجود نقاش دقيق على أعلى المستويات قبل القيام بمهمة شبيهة؛ ضد الأبراج السكنية؛ المراكز الصحية والتعليمية، حتى في ظل الاستخدام العسكري لها من قبل "حماس"، لا بل والتنازل عن الهدف إن لزِم الأمر تجنّباً للحساسية الكبرى التي سيتسبّب بها على صعيد ردود الفعل الدولية السلبية التي ستتحول سريعاً، وخاصة في الولايات المتحدة، إلى أداة ضغط سياسي على إسرائيل لوقف القتال، وهو ما حصل بالفعل. لكن كان من الممكن تحقيق هذا الهدف بطريقة أخرى؛ إحباط أنشطة "حماس" في المبنى بدون هجوم عسكري من خلال الكشف عن أنشطتها أمام الرأي العام الدولي، وبذلك تكون إسرائيل قد حقّقت أهدافها، لا بل واستطاعت تقديم رواية مُثبتة بالدلائل تحظى باحترام وتقدير الجمهور الدولي أيضاً.

- إن التفريق بين الدعاية المحلية والدعاية الدولية (الرواية والخطاب الإسرائيلي المقدّم لكلا الجمهورين) أمر في غاية الأهمية ويتطلّب بذل جهود كبيرة. فعلى سبيل المثال؛ شكّلت حادثة تدمير شبكة الانفاق التابعة لـ"حماس" في غزة والمعروفة باسم "المترو" حدثاً كبيراً بالنسبة للرأي العام الدولي، حيث لا يُمكن فهمها دولياً تماماً كما هو الفهم الإسرائيلي المحلي لها، فهي بالنسبة للرأي العام الدولي شريان حياة رئيسي للغزيين تُمكنّهم من التنقّل والوصول إلى الأماكن المختلفة، طالما أن هذا الرأي يُبنى على قلة المعرفة والجهل بـ "حقيقة" الأمور.

- لكل عملية عسكرية أزماتها الإعلامية؛ حيث أن بعض الحوادث الكُبرى، والتي قد تعود بضرر كبير من الناحية الإعلامية والدعائية، تفترض وجود خطّة محكمة يتم فيها استخدام المحظور (المعلومات الاستخباراتية الدقيقة) بهدف قطع الطريق على محاولات شيطنة إسرائيل ووصفها بالإجرام (قتل الأطفال مثلاً)، وأن يتم اللجوء إلى أسلوب الدعاية الاستباقية لتقويض مصداقية الخصم في طرحه للأخبار والحوادث من خلال تسخير أجهزة المخابرات وتوجيهها على الفور لإطلاق معلومات استخباراتية دقيقة من شأنها دحض المزاعم في حادثة ما عبر وسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي.

- العمل على تعزيز طاقم الإعلام العامل في مكتب رئاسة الحكومة، واختيار النُخب الإعلامية ذات الكفاءة المهنية العالية، وأيضاً تلك النخب المؤثرة في عملية صنع القرار في الجيش ووزارة الدفاع ورئاسة الحكومة لتتمكّن من إحداث التأثير المطلوب والتغذية الراجعة الدقيقة على مختلف الصعد، ولا يُستثنى من ذلك رئيس الحكومة إذا لزِم الأمر.

- لا بد وأن يتم التفريق بين المجموعات المختلفة المكوّنة للمجتمعات الغربية، فعلى سبيل المثال، يُشكل المسلمون وذوو الأصول الأفريقية والليبراليون قوة لا يُستهان بها في المجتمع الأميركي، وهذا الأمر يتطلّب وجود آلية تواصل (مادة خطابية) قادرة على اختراق وإقناع هذه المجموعات بعيداً عن الخطاب العام الموجّه للجمهور الأميركي باعتباره جمهوراً متجانساً، وهو تحدٍ كبير ماثل أمام إسرائيل اليوم في سياق عملية صوغ وبلورة "الدعاية الوطنية".

- كشفت الحرب الأخيرة عن وجود ضرورة ملّحة لتعزيز الاستثمار ليس فقط في المنظمات العابرة للحدود (المنظمات اليهودية المنتشرة في الدول المختلفة) والجمهور اليهودي والمناصر لإسرائيل في معظم الدول ليكون شريكاً في نقل "الدعاية الإسرائيلية"، بل أيضاً الاستثمار في الجمهور المُنتقد والمُعارض لإسرائيل ومحاولة اختراقه واستمالة جزء كبير منهم لناحية "الرواية الإسرائيلية" عبر وسائل التأثير المختلفة، واستخدام المعلومات والبيانات، كون هذا الجمهور لا يزال أكبر بكثير من الجمهور المناصر لإسرائيل. فيُمكن على سبيل المثال تجنيد العديد من المتطوعين ومنظّمات مناصرة وموالية لإسرائيل في كل الدول للعمل وفق برنامج مُعدّ مُسبقاً، وبإدارة ذكية من الجهات الإسرائيلية الأمنية والسياسية المختصّة.

- في ظل الشعور السائد بأن "الدعاية الإسرائيلية" قد فشلت خلال الحرب الأخيرة، لا يُوجد خيار أفضل من الانخراط أكثر في شرح المعلومات والتوضيح للجمهور الإسرائيلي، وذلك على الرغم من كون هذا الشعور لا يعكس بالضرورة الواقع الحقيقي ولا يستند لأية مقاييس منطقية، ويتعزّز الشعور بالفشل كلّما تركّز النشاط الإسرائيلي في هذا المضمار على الدوائر المغلقة ووراء الكواليس (مع الصحافة العالمية وشبكات التواصل الاجتماعي الخارجية) وغالباً ما يتم باستخدام اللغات الأجنبية، ما يُبقي الرأي العام الإسرائيلي بعيداً عن هذه العملية، وبالتالي، قليل التأثّر بها. لذلك، من المهم زيادة الوعي بين الجمهور الإسرائيلي حول حقيقة ما يحدث، من خلال المقابلات والكتابات والصور ومقاطع الفيديو التي يظهر فيها المختصّون وأصحاب القرار.

التحدّيات والعقبات التي تواجه "الرواية الإسرائيلية"

إن التوقّع السائد في إسرائيل على المستوى الرسمي، وفي أوساط الجمهور، بأن العالم بأسره سيفهم الأشياء كما هي مفهومة في إسرائيل نفسها هو توقّع خاطئ وغير واقعي وبحاجة إلى مراجعة جذرية؛ فالساحة الدولية هي ساحة متنوعة ومختلفة، وهناك العديد من الدراسات التي أُجريت على مدار السنوات الماضية تُشير إلى أن "معظم الجمهور حول العالم ليسوا مهتمين بما يحدث في إسرائيل والمنطقة" على الإطلاق، تماماً كما معظم الجمهور الإسرائيلي الذي لا يُبدِي اهتماماً بالصراعات الدائرة حول العالم. أضف إلى ذلك أن العالم الغربي لا يعيش ظروفاً أمنية مُشابهة للظروف التي يعيشها الإسرائيليون، وأن معظم وسائل الإعلام العالمية، وخاصة القنوات التلفزيونية، تركّز أكثر على مظاهر المعاناة والأزمات والضحايا، وهو ما يدفعهم للميل نحو التعاطف والتركيز في تغطيتها على الجانب الفلسطيني بمزيد من التفصيل، كما أن الإعلام الإسرائيلي نفسه، يُسهم في بلورة الشعور الإسرائيلي بالفشل على المستوى الدعائي من خلال التركيز على، وتضخيم، أي حدث مُناهض لإسرائيل (مثل المظاهرات أو الاحتجاجات في أي دولة حول العالم) الأمر الذي يُعطي انطباعاً للمشاهد الإسرائيلي بأن "العالم كلّه ضد إسرائيل" وهو ما يُعزّز من الشعور بفشل "الدعاية الإسرائيلية"، وليس ذلك فحسب بل وأيضاً بالشعور بالعُزلة أيضاً.

إن الفهم الدولي، أو على الأقل ذلك السائد في الأوساط الدولية المجتمعية والرسمية والذي يرى الصراع على أنه صراع بين قوى غير متكافئة، وأن لإسرائيل اليد العُليا عسكرياً، يدفع باتجاه تحميلها المسؤولية عن معظم الأحداث والمواجهات على الدوام، ويتعزّز هذا الأمر في ظل استمرار السيطرة الإسرائيلية على الأرض، ولا سيما في الضفة الغربية وقطاع غزة، وسيبقى هذا الفهم سائداً في ظل غياب حل سياسي أو على الأقل بوادر للحلّ، وهو الأمر الذي يُقلّل من فرص نجاح "الدعاية/ الرواية الإسرائيلية" في تغيير المفاهيم الأساسية مهما بلغت قوة الحجج الإسرائيلية المقدّمة، خاصة في ظل انتشار ما تصفها الدراسة بأنها القوى المعادية للسامية والمناهضة لإسرائيل، والميل الدولي للنفاق والازدواجية في معايير الحكم، إلى جانب أن غياب الفهم الكافي، إسرائيلياً، للجماهير الدولية المختلفة وتوجّهاتها وطُرق مخاطبتها، وانحياز الهيئات الدولية المختلفة للجانب الفلسطيني والعِداء المتأصل تاريخياً لإسرائيل فيها، يُراكم من الشعور بفشل الدعاية والرواية الإسرائيلية لدى أوساط واسعة من الإسرائيليين. وما يقلّل من فرص الطرف الإسرائيلي حالة التعقيد، بل والتناقض، المحيطة بحالة إسرائيل؛ فهي من جهة دولة قوية وناجحة عسكرياً وتكنولوجياً ومزدهرة على نطاق عالمي، لكنها تعرّضت، ولم تزل، للهجوم والتهديدات المختلفة. وهو الأمر الذي لا نجده في حالة القضية الفلسطينية التي تظهِر الفلسطينيين على أنهم ضحايا على الدوام.

 

المصطلحات المستخدمة:

رئيس الحكومة

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات