استمرت أعمال العنف والجريمة في عدة بلدات عربية في إسرائيل أمس وأول أمس بالرغم من الاحتجاجات المتتالية والمتواصلة منذ أكثر من أسبوعين منددة بالعنف والجريمة وداعية إلى اجتثاث جذورها من المجتمع العربي.
ووقعت مثل هذه الأعمال خلال اليومين الفائتين في كل من حيفا وحورة وقلنسوة والطيبة وطمرة.
وأعلنت القائمة المشتركة أنها تقدمت، قبل أيام، بطلب عقد جلسة طارئة للكنيست لبحث سبل التصدي للعنف والجريمة في المجتمع العربي. وأكدت أنها تضغط في كل الاتجاهات لعقد جلسة كهذه.
وقالت القائمة في بيان صادر عنها إن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، هو المسؤول الأول، إلى جانب وزير الأمن الداخلي، غلعاد إردان، عن انعدام الأمن الشخصي وانتشار السلاح في البلدات العربية واستفحال العنف في المجتمع العربي دون رادع، وعليهما تحمل مسؤولية ذلك.
وعم الإضراب أول أمس عرعرة وعارة، احتجاجا على استفحال العنف والجريمة ومقتل شاب. وشمل الإضراب كافة المرافق وأقسام المجلس المحلي وجهاز التربية والتعليم.
وتجري في الرملة اليوم الثلاثاء مظاهرة قطرية في إطار الهبة الشعبية ضد العنف والجريمة. ودعت لجنة المتابعة إليها في أعقاب محاولة قتل الشيخ علي الدنف أحد قادة الحركة الإسلامية في المدينة.
وازدادت أعمال العنف والجريمة في المجتمع العربي بوتيرة خطيرة في الأشهر الأخيرة، وارتفع عدد ضحايا جرائم القتل بمقتل الشاب محمد عدنان ضعيف من عارة إلى 74 شخصا، بينهم 11 امرأة، منذ مطلع العام الجاري 2019 ولغاية اليوم، فيما قتل 76 مواطنا عربيا في جرائم قتل مختلفة، بينهم 14 امرأة في العام الماضي 2018.
وأوصل هذا الازدياد الأمور إلى الذروة، خوفاً ونقمة وإحباطاً ثم غضباً واحتجاجاً، فقررت الهيئات التمثيلية للفلسطينيين في إسرائيل وفي مقدمتها لجنة المتابعة العليا، إعلان حملة احتجاج استثنائيّة شملت الإضراب العام ومظاهرة قطرية (3 تشرين الأول) لم يُخف الداعون إليها ومنظموها لاحقاً ما يشبه المفاجأة من درجة التجاوب العالية معها، وكشف أن التربة لكثرة ما تسرّب فيها من دماء، والأجواء لشدة ما احتقن فيها من غضب، أشعلت شرارة هائلة نسبياً، يبدو أنها الكفيلة وحدها لو استمرّت بإحداث الانعطافة المطلوبة.