صدر العدد رقم 36 من سلسلة "أوراق إسرائيلية" على شكل كتاب، ويضم آراء إسرائيلية حول الأداء العسكري للجيش الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة على لبنان.
ويعتبر هذا الكتاب من أوائل الإصدارات باللغة العربية حول الحرب الإسرائيلية على لبنان، والتي استمرت طوال الفترة ما بين 13 تموز و14 آب 2006.
وقد أعدّ الكتاب وقدّم له الباحث في مركز "مدار"، أنطوان شلحت.
تتوزع مواد الكتاب على قسمين:
الأول- يشمل مجموعة كبيرة من المقالات والتقارير التي تغطي محوره العام.
ويضمّ القسم الثاني مداخلات تحاول أن تعرض بعض الخلفيات للسجال الدائر حول أداء الجيش الإسرائيلي في هذه الحرب وعلى وجه العموم، وفي طليعة ذلك البحث في مفهوم أو نظرية الأمن الإسرائيلية وفي الإصلاحات التي ينبغي أن يخضع لها الجيش.
وما جاء في كلمات التقديم:
المقالات والتقارير، في هذا العدد الخاص من "أوراق إسرائيلية"، هي موجة القطاف الأولى من المداخلات السائرة في اتجاه وضع نتائج الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان في الميزان العسكري.
وما يلفت النظر، أول شيء، أن صورة ومحتوى التعاطي مع هذه الحرب يعيدان إلى الأذهان، من عدة نواحٍ، ما أعقب حرب أكتوبر 1973 على مستوى البحث والتحقيق لدى الجانب الإسرائيلي.
ويتعيّن التنويه بأنه منذ أن اندلعت هذه الحرب، في الثالث عشر من تموز 2006، توالت التقييمات من طرف المعلقين والخبراء العسكريين الإسرائيليين. وبالتالي كان لا بُدَّ من القيام باختيار صارم للمادة عند إعداد هذا الملف. وقد جاء الاختيار، بطبيعة الحال، محكومًا بعامل الزمن، بمعنى التمحور حول المواد التي كتبت فور انتهاء الحرب فصاعدًا، علمًا بأن ما كتب في أثنائها وآثرنا الإعراض عنه يستحق الوقوف عنده أيضًا.
وجاء أيضًا: في التحصيل العام لا يكاد المعلقون والخبراء العسكريون الإسرائيليون يجمعون على شيء، حسبما يمكن الاستشفاف من المواد المنشورة، بقدر إجماعهم على إخفاق الجيش الإسرائيلي في هذه الحرب، من جهة وعلى أن هذه الحرب كانت حافلة بالمفاجآت غير المتوقعة، من جهة أخرى. وهي مفاجآت بمدى ما إنها توضح مبلغ كفاءة الطرف الآخر وجهوزيته اللائقة، فهي تضع على المحكّ الأداء العام للجيش والأداء الخاص للاستخبارات في إسرائيل. والأمر لا يبدو منحصرًا في الأداء الراهن للمستويين العسكري والسياسي، وإنما ينسحب بأثر رجعي على أداء هذين المستويين في السنوات الست المنصرمة منذ الانسحاب الإسرائيلي، الأحادي الجانب، من جنوب لبنان في أيار 2000، كما توضح ذلك العديد من المداخلات.
المصطلحات المستخدمة: