العدد 68 من "قضايا إسرائيلية: محور خاص عن الاستيطان الصهيوني وتاريخه وواقعه
رام الله- صدر حديثاً عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية- مدار العدد رقم 68 من المجلة الفصلية المتخصصة "قضايا إسرائيلية".
يضم العدد محورا خاصا بعنوان "الاستيطان- تاريخ، أيديولوجيا وواقع"، ساهم فيه كل من الباحثين ران غرينشتاين (الصهيونية والاستيطان والاحتلال: الاستمرارية والتغيير)؛ عبد الغني سلامة (الاستيطان والتهجير القسريّ لسكان الأغوار والسفوح الشرقية)؛ جادي الغازي وخيراردو لايبنر ورونا موران
(المستوطنون الجدد: 1967 – 1973)؛ رائد دحبور (الاستيطان.. الحَفْرُ في نفق التَّاريخ.. جذرٌ وسياقٌ وهدفٌ كولونياليّْ.. وادِّعاءَاتٌ مُفْعَمَةٌ بالإيديولوجيا والثُّيولوجيا والأمن.. ووقائع فرضتها القوَّة)؛ راسم خمايسي (المستوطنات الإسرائيلية وأساليب سلب الأرض وتخطيطها)؛ وديع عواودة (الاستيطان... 50 عاما من السلب والنهب برخصة قضائية)؛ أودي أديب (الاحتلال الإسرائيلي: مصلحة اقتصادية أم تطبيق للفكرة الصهيونية؟)؛ برهوم جرايسي (المستوطنون، قوة انتخابية هامشيّة لكنها طاغية سياسيا).
كما يضم العدد مقالات للباحثين والكتاب سهير أبو عقصة- داود (الحركة الإسلامية في إسرائيل)؛ نوريت بيلد- إلحنان (كيف يعلم الطغاة أطفالهم؟- شرعنة إقصاء الفلسطينيين في الكتب المدرسية الإسرائيلية رمزيًّا وماديًّا)؛ أنس حسونة (التاريخ اليهودي المقدّس والتّاريخ الصهيونيّ المدنّس في رواية "الطريق إلى عين حارود")؛ عصام مخول (قرار التقسيم -عصبة التحرر الوطني- وطريق فلسطين الى الحرية، التاريخ والتأريخ - قراءة في وثائق العصبة).
وفي زاوية "مراجعات كتب" قراءة في كتاب "الكتاب المقدس والاستعمار الاستيطاني/ أميركا اللاتينية - جنوب أفريقيا – فلسطين" لمؤلفه الأب مايكل برَيرْ.
ويضم العدد زاوية "المكتبة" وفيها عرض موجز لأحدث الإصدارات الإسرائيليّة.
وجاء في كلمة التحرير:
الاستيطان والهجرة اليهودية كانا أساس المشروع الصهيوني. وخلال الانتداب تساهل ديفيد بن غوريون في كثير من المواضيع مثل الحدود ونوع السيادة لكنه أصر على الهجرة والاستيطان. الهجرة أخذت تخبو في المشروع الصهيوني لكن الاستيطان ما يزال يعلو ويعلو ويصبح أكثر مركزية. ومجتمع الاستيطان يعني بالأساس أمرين: أولاً، أنه دائم التوسع ولا يعرف ولا تُعرّف حدوده. فالحدود هي حدود للآخرين لكن ليست حدودا له وعليه. ثانياً، يتلازم هذا التوسع مع عداء للمحيط الفلسطيني والسكان الفلسطينيين الذين يشكل مجرد وجودهم حجر عثرة أمام هذا التمدد الذي يترافق مع تهويد المكان وهويته. والمنطق الاستيطاني ينتج المهاجر كأصلاني ويحول الأصلاني الفلسطيني الى مهاجر.
ولأن المستوطن هو رأس الحربة في مشروع التوسع هذا، ولأن المشروع عدواني ويستجلب العداء، فإن المستوطن الأول هو الجندي الأول أيضا وتمتزج الشخصيتان في الشخص الواحد.
إن جوهر أي مشروع فلسطيني مقاوم هو وقف وتوقيف الاستيطان، أي وقف الطابع التوسعي وبالتالي العدواني الصهيونية. هذا صحيح ضمن رؤية حل الدولتين ولكن صحيح أيضا ضمن حل الدولة الواحدة. إن المعنى والمضمون الأول والأساسي للنضال ضد الصهيونية هو النضال ضد مشروعها التوسعي الاستيطاني. وأحد أسباب فشل أوسلو هو أن الطبيعة التوسعية الاستيطانية للمشروع لم تصل ذروتها بعد، ويمكن فهم اغتيال رابين لمجرد تفكيره، رغم تردده، بالانتقال من مشروع الثورة والتوسع الى منطق الدولة والتمأسس.
على مدار سبعين عاما انتقلت إسرائيل من مجتمع تعاوني اشتراكي إلى مجتمع رأسمالي نيو ليبرالي، وانتقلت من مشروع علماني إلى ثيولوجية دينية، وها هي تنتقل الآن من ديمقراطية مشوهة جدا، ديمقراطية يهودية، إلى نظام أقرب إلى فاشية دينية، إلا إن الثابت برغم كل هذه التحولات كان طابعها الاستيطاني والتوسعي. ومن هذا الفهم يبدأ التعامل مع المشروع.