يتصدر العدد 43/44 من "قضايا إسرائيلية" فصل آخر من البحث الشامل الذي يتناول صورة العربي في مناهج التعليم الإسرائيلية، والتي ما زالت تتسم بعناصر ترسيخ مواقف العداء والإقصاء بهدف تشويه هذه الصورة وتدعيم التصوّر الذاتي للشخصية اليهودية المؤدلجة بالصهيونية.
ويتسق المسعى الكامن وراء هذا التشويه مع تفاقم الهجوم الذي يشنه اليمين الإسرائيلي لتهويد الحيّز، وصهينة الوعي، والذي يتذرع بحجج شتى انضاف عليها في الآونة الأخيرة مآل ثورات "الربيع العربي" ولا سيما إظهار نتائج الانتخابات البرلمانية في بعض الأقطار العربية التي اجتاحتها هذه الثورات تصاعد نفوذ قوى الإسلام السياسي، والذي لا تألو المؤسسة السياسية الإسرائيلية، شأنها شأن المؤسسة الأمنية والمؤسسة الإعلامية، جهدًا في سبيل التهويل من تداعياته على مستقبل الصراع الإقليمي عامة، والصراع الإسرائيلي- الفلسطيني خاصة.
وفي واقع الأمر فإن الهجوم اليميني المذكور، كما يؤكد أبراهام بورغ، في سياق المقابلة الخاصة المطولة المنشورة في هذا العدد، ليس ناجمًا عن ولاية حكومة تعتبر الأكثر يمينية وتطرفًا على المستويين الداخلي والخارجي فحسب، وإنما أيضًا يعكس الكثير من التحولات التي طرأت على المجتمع الإسرائيلي على مرّ الأعوام ارتباطًا بسيرورات خاصة به، وفي مقدمها ازدياد قوة الفئات الدينية، وبأخرى إقليمية ودولية.
فضلاً عن ذلك، يشتمل العدد على دراسات ومقالات وقراءات تتناول موضوعات مرتبطة بالتضامن الإثني المستتر في إسرائيل، والحرب في الحيّز الافتراضي، وتشتت الخارطة السياسية الإسرائيلية، وعلاقات إسرائيل بحلف شمال الأطلسي وارتباط ذلك بمواجهة إيران، ودور الاستخبارات في تحديد جدول أعمال إسرائيل وغيرها.
معظم مواد هذا العدد يلقي الضوء على آخر القضايا التي شغلت إسرائيل بساستها ونخبها خلال العام الحالي الذي انتهى، وحمل تفاعلات فيها ستظل تلقي بظلالها على الأعوام المقبلة.