العدد 17+18 من مجلة قضايا اسرائيلية، ستجد حكومة إسرائيل برئاسة أريئيل شارون مائة عذر وعذر لتأجيل الانسحاب الكامل من قطاع غزة، أي الانسحاب من المستوطنات وقد تؤجل بهدف التراجع والظهور أمام الرأي العام الضاغط بمظهر من فعل كل شيء لكن "ما في اليد ولا حيلة".
التأجيل من شهر حزيران إلى شهر آب لا يبشر خيراً، علماً بأن حكومة إسرائيل تواصل بناء الجدار ومصادرة الأرض وهدم البيوت لهذا الغرض وتواصل البناء في المستوطنات في مناطق الضفة الغربية، إنها تستغل هذه الهيزعة حول الانسحاب لتواصل سياستها التقليدية وخاصة سياسة شارون الإستيطانية. كتبنا هنا أكثر من مرة أن شارون لا يبشر بجديد إلا إذا انسجم وفكره الصهيوني التوسعي وهو الذي يمثل مع زميله شمعون بيريس من تبقى من جيل الـ 48 الذي حلم وخطط ونفذ مشروع الدولة اليهودية وفيها: أقل ما يمكن من العرب وأوسع ما يمكن من الأرض.
هذا العدد مزدوج لشتاء وربيع 2005، فنحن دائماً في سباق مع الوقت والعراقيل التي يضعها الإحتلال أمامنا تجعل هذا السباق أمراً عبثياً، فحاولنا أن نجعله غنياً ومتنوعاً وقد انضمت إلينا أسماء جديدة من الباحثين نرحب بها ونأمل أن يكون أصحابها من الكتّاب الدائمين
.