العدد 15 من قضايا اسرائيلية ما الذي يجعل حكومة شارون تصمد بالرغم من العواصف والضربات التي تلقتها منذ تشكيلها قبل أكثر من عام ونصف؟
شارون فقد ثقة الأغلبية في مركز حزبه في التصويت على خطته الإنسحاب من قطاع غزة وبعض المناطق من الضفة الغربية، وفي عهده تدهور الوضع الإقتصادي لإسرائيل بشكل لم يسبق له مثيل، وأكثر المتضررين من سياسته الإقتصادية هو الجمهور الذي أيّده في الإنتخابات ويؤيد حزبه، وهي أكثر الحكومات الإسرائيلية فساداً، فهو، شارون نفسه، أمام تهمة فساد لم يبرأ منها حتى الآن، وقد أقيل وزيران في حكومته الحالية على خلفيات الفساد النظامي، ناهيك عن إنتشار مظاهر الفساد والجريمة في المجتمع الإسرائيلي، والإدانة العالمية المتكررة لسياسته القمعية ضد الشعب الفلسطيني، فلماذا تصمد هذه
الحكومة؟
حكومة شارون الحالية هي التجسيد الأصدق للأيديولوجية الصهيونية القائمة على التوسع وقوة السلاح والعنجهية التي توحدّ الإسرائيليين الصهيونيين، ولذلك فإن المعارضة السياسية (بقيادة حزب العمل) والأحزاب الصهيونية الأخرى لا تستطيع أن تطرح نفسها بديلاً، لأنها ليست بديلاً أيديولوجياً، وعامة الناس المتضررين من سياسته الإقتصادية والإجتماعية ما زالوا يؤمنون أن شارون هو الوحيد القادر على فرض "سلام إسرائيلي" على الفلسطينيين والعرب. فلماذا يُسقِطون هذه الحكومة؟
في هذا العدد من "قضايا إسرائيلية" نلقي المزيد من الضوء على مصادر ومظاهر الفكر الصهيوني وممارساته في الماضي والحاضر، وقد تكمن في هذه الدراسات والمقالات إجابات حول السؤال الآني: هل هناك ما يزحزح اليمين الإسرائيلي عن سدّة الحكم في إسرائيل؟