تقدير موقف

تقرأ وتحلل قضايا مستجدة وتستشرف آثارها وتداعياتها سواء على المشهد الإسرائيلي او على القضية الفلسطينية.
  • تقدير موقف
  • 6365
  • انطوان شلحت

تهدف هذه الورقة الى تحليل الوضع الراهن لحزب "يش عتيد" ("يوجد مستقبل") برئاسة عضو الكنيست يائير لبيد (لاحقا: حزب لبيد)، لم يتم اختيار هذا الاسم للاختصار فحسب، بل أيضاً كونه يعبر عنه، فـ"يش عتيد" هو حزب الشخص الواحد الذي يقرر فيه كل شيء من تركيبة القائمة بشكل منفرد وحتى التوجهات السياسية العامة والعينية.  لا سيما بعد تراجع التوقعات التي كانت تعطيه فرصة ليكون بديلاً عن حكم الليكود، عقب توقعات الاستطلاعات في بداية السنة الحالية بأن يحصل الحزب على عدد مقاعد أكثر من الليكود، لكن حدث هناك تغيير كبير في الاستطلاعات التي بدأت تُظهر تراجع عدد مقاعد الحزب وصعود الليكود بحصوله على أكبر عدد من المقاعد بفارق كبير جدا عن حزب لبيد.

 مقدمة

أسس حزب "يش عتيد" الإعلامي يائير لبيد، وهو ابن الصحافي يوسف طومي لبيد (1931- 2008). وقد انضم أبوه من قبله إلى حزب "شينوي" ("التغيير")، وهو حزب عرّف نفسه بأنه حزب الوسط، وانطلق من سياسات وخطاب معاد للمتدينين اليهود الأرثوذكس (الحريديم). وقد حقق الحزب نجاحات انتخابية كبيرة، لكن لم يكن حال حزب "شينوي" مختلفا عن حال كل الأحزاب التي أطلقت على نفسها اسم أحزاب الوسط، حيث ظهرت واختفت كلها من الحياة السياسية الإسرائيلية، بعد نجاحات مرحلية حققتها في الانتخابات، الأمر الذي ظل ماثلا أمام لبيد الابن عند تأسيس حزبه.

أنشأ لبيد حزب "يش عتيد" كحزب وسط، وتوجه في خطابه إلى الطبقة الوسطى الإسرائيلية، مركزا على موضوع المساواة في تحمّل العبء، أي فرض الأعباء الاقتصادية والعسكرية على كل قطاعات المجتمع الإسرائيلي، وذلك بادعاء أن الطبقة الوسطى الإسرائيلية العلمانية هي التي تتحمل الأعباء وحدها، بينما هناك قطاعات، وخاصة المتدينين اليهود، لا يشاركون في هذه الأعباء. وكلمة "عبء" هي المصطلح المتداول إسرائيليا للإشارة إلى أن هناك من يقوم بواجبات، وهناك من يأخذ حقوقا فقط دون أن يقدم واجبات، وهو خطاب وإن أظهره لبيد كخطاب يعبر عن وسط الخارطة السياسية، فهو في الحقيقة خطاب اليمين، فحزب "يسرائيل بيتينو" ("إسرائيل بيتنا") الروسي الذي قاده أفيغدور ليبرمان، حصل على 15 مقعدا في انتخابات 2009، بسبب رفعه لشعار "لا حقوق من دون واجبات"، وكان موجها بالأساس ضد الفلسطينيين داخل إسرائيل، وقد استبدل هذا الشعار في الانتخابات الأخيرة بشعار "المساواة في تحمّل العبء".

واختار لبيد قائمته للانتخابات بشكل شخصي، فالحزب لم يجر انتخابات تمهيدية داخلية لاختيار أعضاء القائمة، وهو في هذا المنحى سلك مسلك الأحزاب الدينية مثل شاس ويهدوت هتوراه حيث يختار مجلس رجال الدين أعضاء القائمة، وكذلك سلك مسلك الأحزاب الشخصية مثل حزب "يسرائيل بيتينو" بزعامة ليبرمان.

لكن لبيد انتهج نهجا مختلفا عن أبيه، فلم يظهر حزبه كمعاد للمتدينين بالمطلق، بل كمنتصر للطبقة الوسطى، وقد أدرج في قائمته رجال دين، يتبنون مواقف متقدمة في قضايا الاقتصاد والمجتمع (مثل وزير التربية والتعليم السابق عن الحزب شاي بيرون). وفي موقع الحزب يظهر الأساس الإيديولوجي له ضمن صيغة "من نحن". ويعدد الحزب المحاور الأساسية لتوجهه الإيديولوجي في القضايا السياسية، الاقتصادية والاجتماعية، فيحدد أولا رؤيته لهوية الدولة: "نحن نؤمن بكون إسرائيل دولة يهودية ديمقراطية بروح تصور أنبياء إسرائيل، نحن نؤمن بحقنا في العيش في دولة مع أغلبية يهودية، تعيش في حدود آمنة وقابلة للدفاع"، ويشير إلى رؤيته للعلاقة بين دولة إسرائيل وبين يهود العالم: "نحن نؤمن أن من واجب الدولة أن تعمل كمركز للشعب اليهودي، الاهتمام بكل يهودي ملاحق بسبب يهوديته على وجه الأرض".

ويشير الأساس الإيديولوجي إلى أن الحزب انطلق من داخل الإجماع الصهيوني- اليهودي حول هوية الدولة، فالدولة بالنسبة له لا يجب أن تكون يهودية في هويتها وتوجهاتها الثقافية فحسب، بل عليها أيضاً أن تكون ذات أغلبية يهودية، ودولة الشعب اليهودي في كل مكان.

وفي الجانب الاقتصادي ينادي الحزب بزيادة المشاركة في سوق العمل لدى قطاعات غير فاعلة في المجتمع الإسرائيلي، ويؤكد أن على الدولة الاهتمام بالطبقة الوسطى لكونها الطبقة المنتجة في السوق.

وتظهر يمينية الحزب في الجانب السياسي من برنامجه، حيث جاء فيه: "لا يوافق حزب "يش عتيد" على الاتهامات الذاتية التي يطلقها جزء من الجمهور الإسرائيلي واليهودي في مسألة السلام، فنحن نعتقد أن الفلسطينيين رفضوا مرة بعد مرة يد إسرائيل الممدودة للسلام، هكذا في الانتفاضتين الأولى والثانية، وهكذا بعد الانفصال أحادي الجانب عن غزة، فبدل أن يبنوا مستشفيات ومدارس مكان مستوطنات غوش قطيف في غزة، فضلوا إطلاق آلاف الصواريخ على المدنيين، وهكذا فعلوا برفضهم اقتراح إيهود أولمرت للحل".   

ويقترح الحزب تبني حل الدولتين، ولكن ليس بدافع الاعتراف بحقوق الفلسطينيين الوطنية، بل بدافع الحفاظ على إسرائيل كدولة يهودية مع أغلبية يهودية، ويعتبر المستوطنين صهيونيين حقيقيين، حيث يشير البرنامج إلى أن "السلام هو الحل المعقول الوحيد للتهديد الديمغرافي ولأفكار مثل دولة كل مواطنيها ودولة ثنائية القومية". أما بالنسبة لشكل الحل النهائي الذي يقترحه الحزب، فيتمثل في حل الدولتين، من دون العودة إلى خطوط الخامس من حزيران 1967، وعبر الإبقاء على الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية، والإبقاء على القدس عاصمة موحدة وأبدية لإسرائيل، وحل مشكلة اللاجئين في الدولة الفلسطينية فقط، وتمتلك إسرائيل الحق في محاربة "الإرهاب" حتى داخل الدولة الفلسطينية التي ستقام.  ويوضح برنامج الحزب السياسي أنه لا يقدم تصورا مختلفا، بعيد تأسيسه، عما طرحه نتنياهو في خطاب بار إيلان، غير أن نتنياهو يريد من الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، بينما يريد لبيد انتزاع ذلك على أرض الواقع.

 انتخابات 2013: مفاجأة الانتخابات

كان فوز حزب لبيد مفاجأة الانتخابات الإسرائيلية العامة في العام 2013، إذ حصل على 19 مقعدا (14.3% من الأصوات)، في أول دورة انتخابية يشارك فيها، وتوج بكونه الحزب الثاني في الانتخابات.

وهناك الكثير من العوامل التي أدت إلى فوز الحزب، منها ما يتعلق بشخصية لبيد نفسه، الذي يمثل الإسرائيلي الطامح لعيش حياة رغيدة وهادئة بعيدا عن ألاعيب السياسة، كما سوق خلال حملته الانتخابية.  أريئيلا شدمي، "يائير بينيت"، هآرتس، 25\1\2013، ص:23. وعلى عكس أبيه لم يكن خطاب لبيد معاديا للمتدينين، ولا يعني ذلك أن قواعده الاجتماعية التي صوتت له تكن المودة للمتدينين الأرثوذكس، لكنها لا تريد حزبا يؤسس خطابه على ذلك فقط. وجاء لبيد بقائمة لم يكن أفرادها أعضاء سابقين في البرلمان، بل أسس لقائمة تدمج شرائح مختلفة في المجتمع الإسرائيلي التقت على الإجماع الصهيوني في القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

دمج الحزب في خطابه السياسي والاقتصادي مركبات من خطاب اليمين الليبرالي الاقتصادي ومركبات من خطاب دولة الرفاه. وركز خطابه الاقتصادي على دعم الطبقة الوسطى الإسرائيلية، وهي طبقة تتركز جغرافيا في وسط البلاد وتتكون غالبيتها من اليهود الأشكناز، ولكنه لم يطالب بأن تكون إسرائيل دولة اشتراكية- ديمقراطية في نظامها الاقتصادي، بمعنى أن خطابه الاقتصادي لم يشدد على دعم الطبقات المهمّشة، والضعيفة في المجتمع الإسرائيلي، بل على مساندة الطبقات الوسطى والعليا.  أنظر البرنامج الاقتصادي- الاجتماعي لحزب "يش عتيد" على رابط الحزب التالي: 

يمكن تفسير مفاجأة حزب لبيد أيضا بغياب الثقة بأحزاب تقليدية وفي مقدمها حزب العمل. فقد خسر حزب العمل ومعه اليسار الصهيوني الإسرائيلي الكثير من صدقيته في العقد الأخير، وجاء لبيد طارحا خطابا استطاع من خلاله التواصل مع قواعد انتخابية عن يمين ويسار الخارطة الحزبية، علاوة على ذلك استطاع الحزب أن يجذب القواعد الاجتماعية الوسطى والعليا التي قررت التصويت لحزب العمل في أعقاب الاحتجاج الاجتماعي في العام 2011، ولكنها بقيت متحفظة منه بسبب الصراعات الداخلية في الحزب، فرأت في "يش عتيد" بديلا عن حزب العمل. وهذا ما أكدته استطلاعات الرأي والتي بيّنت تراجع حزب العمل وتقدم حزب "يش عتيد". ودخل لبيد إلى الحكومة بالتنسيق مع حزب "البيت اليهودي"، ومن دون أحزاب اليهود الأرثوذكس، حيث حظي بمنصب وزير المالية، واستطاع خلال هذه الفترة أن يمرّر قانون تجنيد المتدينين، القانون الذي تم إلغاؤه خلال ولاية الحكومة الحالية، لكن في المجمل لم يحقق لبيد نجاحات تذكر وأقاله نتنياهو بحجة أنه وتسيبي ليفني لم يصوتا لصالح مشروع قانون القومية، وكانت مشاركة لبيد في الحكومة بمثابة إضعاف له، وقد فهم نتنياهو ذلك، وخاصة عندما أعطاه منصب وزير المالية.

انتخابات 2015: تراجع حزب لبيد ومحاولة بناء نفسه من المعارضة كبديل للحكم

في انتخابات 2015 تنافس حزبان تحت مسمى أحزاب وسط، هما حزب لبيد، وحزب "كولانو" ("كلنا") برئاسة موشيه كحلون. وحصل حزب لبيد على 11 مقعدا مقابل 19 مقعدا في انتخابات 2013، بينما حصل حزب "كولانو" على عشرة مقاعد. وحظي حزب "كولانو" بتأييد قواعد من مركز ويمين الخارطة السياسية، فقد حصل على مقاعد من حزب لبيد ومقاعد من الطبقات الاجتماعية الوسطى، وشدّد كحلون على أنه سيكون وزير مالية اجتماعيا وناجحا على عكس لبيد الذي فشل في هذا المنصب ولم يحقق وعوده لناخبيه. لذلك كانت الحملة الدعائية موجهة ضد حزب لبيد لأن كحلون كان يعرف أن قواعد لبيد الانتخابية عام 2013 والتي أوصلته إلى 19 مقعدا هي قواعده الطبيعية، أي قواعد الطبقة الوسطى ذات التوجهات اليمينية.  ولمخاطبة هذه القواعد من اليمين، أعلن كحلون أنه لن ينضم إلى حكومة مدعومة من الأحزاب العربية، وهو بذلك اقترب من حكومة نتنياهو برغم أنه لم يعلن ذلك خلال الحملة الانتخابية.

وقرر لبيد البقاء في المعاضة وبناء نفسه وحزبه كبديل لحكم الليكود، وتم ذلك من خلال عدة أساليب منها:
أولا: الاقتراب في مواقفه التصريحية من خطاب نتنياهو، وخاصة فيما يتعلق بالصراع مع الفلسطينيين.

ثانيا: العمل في الساحة الدولية حيث كان يعتبر نفسه وزير خارجية إسرائيل غير الرسمي.

ثالثا: التحريض على مؤسسات المجتمع المدني الإسرائيلية التي تناهض الاحتلال وذلك لصبغ خطابه بالقومية اليمينية.
رابعا: الاقتراب من الهوية الدينية اليهودية باعتبار اليهودية مركبا أساسيا في شخصيته.

خامسا: تبني خطاب أمني يزاود فيه على خطاب بنيامين نتنياهو.

بناء الحزب كبديل للحكم

أشارت استطلاعات رأي أجريت في الأعوام 2016 و2017 و2018، إلى أن شعبية حزب "يش عتيد" في تزايد مستمر، في مقابل تراجع مستمر لحزب الليكود.

ففي استطلاع رأي أجري مع بداية العام الحالي، بواسطة صحيفة "معاريف"، تبين أن "يش عتيد" سيشكل القوة والحزب الأكبر في الكنيست بحصوله على 27 مقعدا إذا ما أجريت انتخابات في ذلك الوقت، وسيتراجع عدد مقاعد الليكود ليصبح 22 مقعدا من أصل 30 في الكنيست الحالي. وأجري هذا الاستطلاع على عينة من 572 شخصا أعمارهم فوق 18 سنة، بنسبة خطأ بلغت 4.3%. ويرى الاستطلاع أن سبب تقلص الفجوة بين حزب لبيد وحزب الليكود يعود إلى أن العديد من المصوتين بدأوا يرون لبيد مرشحا مناسبا ليشغل منصب رئيس الحكومة، وقد جرى هذا الاستطلاع في وقت كانت فيه آراء الرأي العام متضاربة بشأن نتنياهو في ظل انتشار فضيحة أخلاقية لابنه يائير، حيث جرى الكشف عن تسجيل صوتي له تحدث فيه عن دور والده في صفقة غاز، وجرى الكشف عن التسجيل في وقت تجري فيه الشرطة الإسرائيلية تحقيقات بشأن مزاعم فساد ضد نتنياهو يعد لبيد شاهدا أساسيا فيها. ويأتي هذا الاستطلاع أيضا في ظل تمرير الكنيست لمشروع قانون يحظر التجارة أيام السبت ويمنع معظم المتاجر من العمل يوم السبت، حيث أكدت الغالبية من العينة المستطلعة معارضتها لسن قانون كهذا. 

وبين استطلاع رأي أجرته القناة التلفزيونية العاشرة في تشرين الثاني 2017، أنه لو أجريت انتخابات في ذلك الوقت لحصل كل من حزب الليكود وحزب "يش عتيد" على عدد متساو من المقاعد يصل إلى 24 مقعدا في الكنيست لكل منهما، وأظهر الاستطلاع أن 24% من العينة المختارة اعتقدت أن نتنياهو هو أكثر شخص مناسب ليشغل منصب رئيس الحكومة، بينما رأى 18% أن لبيد يشكل الشخص المناسب لنفس المنصب، وثلث العينة أكدت أنها لا تفضل اختيار أي شخصية في الحكومة الحالية لشغل منصب رئيس الحكومة. 

وتبين استطلاعات الرأي هذه تصاعدا مستمرا في شعبية حزب لبيد، الذي يعتمد على شخصيته وكاريزميته، والسير وفق ما تمليه الاعتبارات السياسية الإسرائيلية، ودور العوامل القومية والهوياتية في السياسة، والسير باتجاه التشكيك ووضع علامات تساؤل حول مدى نجاعة السياسات والقرارات التي تتخذها الحكومات التي ترأسها نتنياهو منذ انتخابات 2009 والأخطاء العديدة التي يرتكبها، والتركيز على النتائج السلبية التي تدفع قرارات نتنياهو إسرائيل إليها من أجل كسب مزيد من التأييد الشعبي لحزبه، لكن لبيد وحزبه بدأوا بالسير وفق ما يفرضه المجتمع الإسرائيلي عليهم، ولا يشكلان فعليا أي معارضة حقيقية لنتنياهو خاصة إذا ما أخذنا الشأن الفلسطيني بعين الاعتبار. فخلال أحداث غزة الأخيرة وإطلاق حركتي حماس والجهاد عددا من الصواريخ باتجاه إسرائيل، كتب زعيم حزب "يش عتيد"، يائير لبيد، في حسابه الشخصي على تويتر: "الهجوم نحو البلدات الإسرائيلية بجوار قطاع غزة لن يمر دون رد. أجهزة الأمن سترد بالقوة اللازمة. أتأمل أن أسمع من العالم تنديدا واضحا ضد الهجوم المكثف على مدنيين عزل". وتأتي تصريحات لبيد هذه والتغيرات في سلوكه وتوجهاته الحزبية التي يمارسها على أرض الواقع بالتزامن مع العديد من قضايا الفساد التي تطال نتنياهو وزوجته وفضائح مختلفة تلف عائلته، لذلك يرى بعض المحللين أن مسألة صعود "يش عتيد" حسب استطلاعات الرأي ترتبط بصورة أساسية بتراجع شعبية نتنياهو وحزب الليكود، لكن هذه الاستطلاعات تظل بدون قيمة فعلية في ظل قدرة نتنياهو على تجاوز الأزمات والمشاكل المختلفة التي يتعرض لها والعودة بقوة للساحة السياسية، وربما الفوز مجددا في انتخابات الكنيست القادمة. 

تراجع لبيد في الأشهر الأخيرة

لم تستمر شعبية لبيد بالصعود، بل تراجعت بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، ويعود ذلك إلى الأسباب التالية:
أولا: النجاحات المتتالية التي حققها نتنياهو على المستوى الأمني والدولي والإقليمي، ومنها نقل السفارة الأميركية إلى القدس، ومحاربة إيران في سورية، وأداؤه في الملف الفلسطيني عبر تهميشه، وعلاقاته الدولية الشخصية.

ثانيا: النجاحات الاقتصادية التي حققتها الحكومة في السنة الأخيرة، والتي أشارت إلى ازدياد النمو الاقتصادي وارتفاع مستوى المعيشة.

رابعا: شخصية لبيد البازارية التي تتخذ مواقف غير مدروسة وإنشائية وفي بعض الأحيان إصدار مواقف لا تحمل مقولات جدية وإنما هدفه أن يتملص من اتخاذ موقف ضد أو مع بشكل قاطع، وهذا أدى إلى ابتعاد شرائح اجتماعية عنه، وخاصة كما ظهر مؤخرا في تصويته لصالح قانون تجنيد المتدينين، والذي ادعى أنه قانون يشبه القانون الذي مرره عندما كان عضوا في الحكومة وهو أمر يجافي الصواب.

خامسا: الصراع بين أطراف المعارضة، والتي بدأت تهاجم بعضها البعض لقناعتها أن المقاعد تتنقل داخل المعارضة حيث من الصعوبة جذب مقاعد من اليمين، الأمر الذي أدى إلى إضعاف حزب لبيد.

سادسا: الحديث عن خيارات أخرى كبديل لسلطة نتنياهو، ولعلّ أشهرها خيار قائمة تجمع بين بيني غانتس، رئيس هيئة الأركان السابق، وعدد من الجنرالات.

وفي الاستطلاعات التي نشرت تباعا منذ شهر أيار هذا العام يلاحظ تراجع مستمر في شعبية حزب لبيد وشخصه، في مقابل صعود تمثيل حزب الليكود وشعبية نتنياهو، حيث يحصل حزب لبيد على ما يقارب 18 مقعدا في جميع الاستطلاعات تقريبا، مقابل 32 مقعدا لليكود، وهذا الأمر إذا ما تحقق على أرض الواقع يُنهي آمال لبيد وحزبه في تبديل الحكومة الراهنة.