مساء الأربعاء 28/2/2001 أعلن رسميا موت حزب المركز. وبهذه النهاية الدرامية لحزب يشغل ستة مقاعد في الكنيست وتزدحم صفوفه الأمامية بنجوم عسكريين وسياسيين إسرائيليين تنطوي صفحة أخرى، لن تكون أخيرة بالتأكيد، في مسعى دائم عرفه المسرح السياسي الإسرائيلي لإنشاء قطب ثالث في وسط هذا المسرح يستعير من أيديولوجية قطبي المسرح (العمل والليكود)، ويحاول بناء كتلة برلمانية تكون بمثابة "بيضة القبان" في المساومات الائتلافية التي اصبحت سمة ملازمة لعمل الحكومات الاسرائيلية.
وربما كانت أبرز تجليات هذا المسعى ما قام به الجنرال المتقاعد يغئال يادين عندما شكل حزبا باسم الحركة الديمقراطية للتغيير (داش) ليخوض انتخابات العام 1977. وكانت المفاجأة مذهلة، فقد حصد هذا الحزب الجديد 15 مقعدا، على حساب حزب العمل بشكل أساسي مما مهد للانقلاب التاريخي الذي سجلته تلك الانتخابات بصعود الليكود برئاسة مناحيم بيغن الى سدة الحكم في إسرائيل لأول مرة منذ تأسيسها.
وقد توالت محاولات تشكيل أحزاب صغيرة تحاول طرح نفسها كقطب ثالث ولكن وبالأجمال لم ترتق الى مستوى تجربة (داش) إذ انها كانت إما محاولة من قادة تاريخيين لإيجاد مراكز قوة لهم للمساومة على مواقع في السلطة، ( كما حدث مع موشي ديان وعيزر وايزمان) أو انها كانت احزابا ذات صبغة محددة تقصيها عن "الطريق الثالث" حتى لو حملت اسمه كحزب "الطريق الثالث"، الذي قاده أفيغدور كهلاني لدى استقالته من حزب العمل في انتخابات 1996على خلفية موقفه الرافض لاي انسحاب من الجولان، ففاز بأربعة مقاعد أهلته ليصبح وزير الأمن الداخلي (الشرطة) في حكومة بنيامين نتنياهو لينتهي إلى لاشيء بعد سقوط هذه الحكومة.
غير أن المحاولة الطموحة الأبرز كانت تجربة حزب المركز الذي نشأ أوائل العام 1999 وأعلنت وفاته رسميا هذه الأيام. وسمة الطموح نابعة إلى أن هذا الحزب كان نقطة تلاق بين نجوم سياسية وعسكرية بارزة من طرفي المسرح السياسي الإسرائيلي. ففي حين قفز الى قيادته في اللحظة الأخيرة الجنرال اسحق مردخاي وزير الدفاع المطرود من حكومة بنيامين نتنياهو ليطرح نفسه منافسا على رئاسة الحكومة قبل ان ينسحب في اللحظة الأخيرة لصالح ايهود باراك قبيل انتخابات 1999، فانه ضم أيضا اسما لامعا أخرا كانت استطلاعات الرأي تؤهله بقوة للفوز برئاسة الحكومة وهو الجنرال امنون ليبكين شاحاك الذي رفض دعوات إيهود باراك وأرملة اسحق رابين وشخصيات عديدة اخرى للالتحاق بحزب العمل وفضل المشاركة في تأسيس حزب المركز قبل ان تنهار شعبيته في الاستطلاعات وينسحب لصالح مردخاي في رئاسة الحزب والتنافس باسمه على رئاسة الحكومة0. كما ضم هذا الحزب دان مريدور، الليكودي المنشق عن حزبه والطامح لرئاسة الحكومة والذي يحظى باحترام من مختلف الأوساط الحزبية، وروني ميلو، الذي انشق هو أيضا عن الليكود وكان رئيس بلدية تل أبيب وأول من بادر لإثارة فكرة الحزب وكان طامحا ايضا للتنافس على رئاسة الحكومة. كما ضم الحزب في صفوفه أوري سافير المدير العام السابق لوزارة الخارجية والمقرب من شمعون بيرس والمفاوض الذي لمع اسمه ابتداء من مفاوضات اوسلو السرية وما تلاها من جولات المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. وحظي الحزب بأيقونة عمالية أخرى هي داليا رابين فيلوسوف ابنة اسحق رابين.
في أيار 1998 أعلن روني ميلو رغبته في تأسيس حزب ثالث يقف وسط الخريطة السياسية في إسرائيل هدفه جسر الهوة السياسية والدينية والعلمانية والاجتماعية بين مختلف شرائح المجتمع الإسرائيلي على غرار التجربة التي لجأ اليها دافيد بن غوريون عندما شكل حزب رافي في الستينيات أو كما فعل يغئال يادين عندما شكل الحركة الديموقراطية للتغيير (داش) في السبعينيات. بيد أن كلا من رافي وداش اختفيا بعد مدة عن الحلبة السياسية واندمجا في أحد الحزبين الكبيرين بينما كان الأمل يحدو ميلو بنجاح تجربته باعتبارها تلبي حاجة الشارع الإسرائيلي لمثل هذا التغيير. ولم يدر في خلده في تلك الأثناء أنه بعد عامين ونيف سيقف ليعلن عمليا وفاة حزب المركز وتأييده لمرشح اليمين أريئيل شارون في الانتخابات التي جرت في شباط 2001 لانتخاب رئيس وزراء جديد في إسرائيل.
وكان مؤسسو الحزب يقولون ان الحاجة تشتد اليه بعد أن اختفت، نظريا على الأقل، الفروقات بين الليكود والعمل بشأن التسوية السلمية مع الفلسطينيين بدليل قبول الليكود بالأمر الواقع الذي فرضته اتفاقات أوسلو بينما اختفت الخلافات بين الحزبين في مواضيع اخرى كذلك، كالاقتصاد، حيث تبارى الحزبان في انتقاد الحكومة لكونها تمادت في تأييدها لاقتصاد السوق من جهة ومن جهة أخرى لأنها لن تفعل ما فيه الكفاية لدعم هذا المبدأ. كما برزت الحاجة إلى حزب المركز بعد أن دخل قانون الانتخاب المباشر لرئيس الوزراء حيز التنفيذ فتآكلت بشكل واضح أهمية الحزبين الكبيرين وبرزت معها النزعة نحو المركز. كما أن بعض مؤسسيه مثل روني ميلو كانوا يريدون دعم التوجه المضاد لتصاعد نفوذ وهيمنة الاحزاب الدينية في اسرائيل.
رافق تأسيس حزب المركز قبيل انتخابات عام 1999 توقعات كبيرة جدا وحلم مؤسسوه بحصد 12-15 مقعدا في الكنيست. ولكن ومع شدة التنافس بين باراك ونتنياهو بدأت شعبية مرشح حزب المركز لرئاسة الحكومة (مردخاي) تتراجع وتنهار قبل ان ينسحب في اللحظة الأخيرة لصالح باراك، وبالتالي لم يحصد الحزب سوى ستة مقاعد في الكنيست.
وكان البرنامج العام الذي تبناه حزب المركز ينص على النقاط التالية:
· التوصل إلى اتفاق نهائي مع الفلسطينيين والبدء بمفاوضات جادة مع سوريا مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة تقديم تنازلات اقليمية في هضبة الجولان والحفاظ على مواقع استراتيجية هامة تحت السيطرة الإسرائيلية.
· تحقيق المساواة بين كل مواطني إسرائيل بصرف النظر عن الجنس او الدين ومنح فرص متساوية لأبناء الأقليات وتوفير التعليم المجاني من سن الثالثة وحتى سن الالتحاق بالجامعة.
· العمل على تحقيق النمو الاقتصادي وتقليص نسبة البطالة وتشجيع المنافسة لخدمة المستهلك ولضرب احتكارات التجمعات الكبرى مع السير قدما على نهج الخصخصة.
ولكن يبدو أن الحزب مات في نفس ليلة الانتخابات، وانه كان عبارة عن تعاقد مؤقت بين سياسيين يبحثون عن فرص لتعزيز مواقفهم. فلم يهتم الحزب ببناء قواعد جماهيرية له بل انه قام تحت ضغط ديون حملته الانتخابية بإغلاق العديد من مكاتبه ولم يشهد عقد اجتماعات موسعة لأية هيئات له باستثناء قادته الكبار الذين اهتموا بجني المكاسب، فتسلم مردخاي السياحة أما مريدور فاكتفى برئاسة لجنة الخارجية والأمن.
ومن جانبهما عمل سافير ورابين على التحرك معا ومحاولة طرح برنامج ذي صبغة يسارية وخاصة في المضمون الاجتماعي. ولكن وبصورة عامة كان الحزب غائبا كشخصية اعتبارية مستقلة، ثم جاءت الضربة الكبيرة عندما اضطر مردخاي للاستقالة حين لوحق قضائيا بتهمة التحرش الجنسي بعدة نساء.
وحاول باراك كسب تيارات "المركز" بصفة شخصية وكان لافتا للنظر قراره ضم شاحاك ومريدور لعضوية الوفد الاسرائيلي في قمة كامب ديفيد ومن ثم تكليف شاحاك بإجراء اتصالات مع الرئيس ياسر عرفات بعد اندلاع الانتفاضة.
ثم كانت بداية النهاية مع تحديد موعد انتخابات رئاسة الحكومة في 6 شباط الماضي حيث قفز مريدور وميلو بسرعة الى جذورهما، معلنين تأييدهما لشارون، ومعلنين في الواقع انشقاقا فعليا في الحزب. ويتجه مريدور اليوم للعودة وزيرا بلا حقيبة في حكومة شارون يكون مكلفا بالإشراف على اجهزة المخابرات والبرنامج النووي الإسرائيلي، في حين يطمح ميلو برئاسة الكنيست إذا تنحى ابراهام بورغ في حال انتخابه رئيسا للحزب. ومن المحتمل ان يطلب مريدور وميلو اعتبارهما كتلة مستقلة في الكنيست.
اما شاحاك فيشيع بين حين واخر بأنه ينوي اعتزال العمل السياسي، ويشيع عديدون انه قد ينضم لصفوف العمل. ولم يرفض شاحاك في الأسابيع الأخيرة فكرة أن يصبح وزيرا للدفاع في حكومة شارون. وقد أعلن هو وسافير ورابين ليلة حل الحزب، تشكيل كتلة باسم "الطريق الجديد" لتكريس وضعهم البرلماني وما يعنيه من مخصصات مالية وحكومية.
أما مستقبل مردخاي، الذي يواصل معركته القضائية في المحاكم، فانه يبدو غامضا فيما لا زال محاصرا بالاتهامات الأخلاقية حتى انه لم يحضر الجلسة التي أعلن فيها قبل أيام وفاة الحزب الذي كان رئيسه.
"نجوم" حزب المركز
اسحق مردخاي
ولد في العراق من عائلة كردية الأصل عام 1944. هاجرت اسرته الى اسرائيل وهو في الخامسة من عمره. تخرج من الكلية الميدانية التابعة للجيش الاسرائيلي ومن كلية كامبرلي في بريطانيا. خدم في الجيش الاسرائيلي لمدة ثلاثة وثلاثين عاما من عام 1962 ولغاية 1995 تبوأ خلالها عدة مناصب رفيعة في الجيش منها رئاسة دائرة التدريب وقائدا للمناطق الشمالية والوسطى والجنوبية. عام 1973 وخلال حرب تشرين كان قائدا لوحدة مظليين على جبهة قناة السويس، وهناك نال وسام الشجاعة لدوره في المعركة حول "المزرعة الصينية" في حرب تشرين 1973، عندما قاد الكتيبة 890 في لواء المظليين.. تقاعد من خدمته في الجيش عام 1995 وهو برتبة لواء بعد أن فقد الأمل في تولي منصب رئيس الأركان. بعد خروجه على التقاعد انضم الى حزب الليكود وانتخب الى الكنيست عام 1996. تولى منصب وزير الدفاع في حكومة نتنياهو الى أن قرر الأخير فصله من منصبه بصورة مهينة وببث مباشر على شاشات التلفزة الاسرائيلية ودون أن يعلمه مسبقا بقرار الإقالة في كانون الثاني 1999. شارك في تأسيس حزب المركز ورشح نفسه لرئاسة الحكومة عن الحزب قبل أن ينسحب لصالح باراك وانتخب عضوا في الكنيست عن هذا الحزب. وفي حكومة باراك تولى حقيبة المواصلات الى أن استقال من منصبه في أيار 2000 بعد الفضيحة التي هزت حياته السياسية والعائلية بسبب ما اتهم به من تحرش جنسي بعدد من العاملات اللاتي كن تحت امرته في الجيش.
تربى مردخاي في بيت يحافظ على التقاليد الدينية في طبريا. في أعقاب قضية "الباص 300 " حين خطف اربعة شبان فلسطينيين حافلة اسرائيلية من تل أبيب واقتادوها الى بني سهيلة في قطاع غزة أجرى طاقم من الشرطة العسكرية تحقيقا مع مردخاي، الذي كان في حينه برتبة عميد، بتهمة التسبب بضرب اثنين من الخاطفين الأربعة حتى الموت بعدما كانا قد اعتقلا وشوهدا وهما على قيد الحياة. وقد أعلن طاقم التحقيق انه لم يتوصل إلى استنتاجات بالنسبة لهوية قاتل الفدائيين لكن طاقم التحقيق أوصى بتقديم مردخاي لمحاكمة عسكرية بتهمة التسبب بأذى خطير وارتكاب مخالفة انضباطية. وفي 20/ 8/1985، قرر القاضي العسكري (الجنرال احتياط حاييم نيدل) تبرئة مردخاي من كل التهم. واتضح بعد مرور سنوات على القضية أن المخابرات العامة حاولت التستر على دورها في قتل الفلسطينيين بدم بارد وحاولت الصاق التهمة بمردخاي. وقد أعترف قبل عدة سنوات إيهود ياتوم، شقيق داني ياتوم رئيس مكتب باراك اليوم، أنه شخصيا (وكان حينها ضابطا كبيرا في المخابرات العامة - الشين بيت) تلقى أوامر من أبراهام شالوم رئيس الجهاز بالإجهاز على الأسيرين الاثنين وأنه شخصيا أخرجهما من السيارة في حقل مجاور وهشم جمجمتيهما بصخرة كبيرة.
وقد اثير اسم مردخاي في عدد من المحاكمات الشهيرة المتعلقة بالتنكيل بفلسطينيين ابان الانتفاضة وكان حينها مردخاي قائد المنطقة الجنوبية وكان مسؤولا بشكل مباشر عن قطاع غزة. وتعرض مردخاي الى اتهامات عديدة أهمها تأييده لاتباع أساليب عنيفة لقمع المظاهرات الفلسطينية. وبعد محاكمة جنود "جبعاتي"، درس امنون ستراشنوف، المدعي العسكري العام فتح تحقيق ضد مردخاي لكنه لم يتخذ في نهاية المطاف أي إجراء ضده. أثناء خدمة مردخاي قائدا للمنطقة الوسطى اندلعت حرب الخليج وحين أصبح قائدا للمنطقة الشمالية اتخذ رئيس الوزراء اسحق رابين في نيسان 1994 قرارا بالقيام بعملية عسكرية واسعة النطاق ضد مقاتلي حزب الله في الجنوب اللبناني عرفت باسم "يوم الحساب". استقال مردخاي من الجيش الإسرائيلي في تشرين أول 1994 بعد ان اتضح له، عقب استقالة إيهود باراك من الجيش وتعيين أمنون شاحاك رئيسا للأركان مكانه، أن فرصه للوصول الى قمة الهرم العسكري باتت شبه معدومة.
خلال خدمته العسكرية حصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية وتاريخ شعب إسرائيل. وبعد استقالته من الجيش بدأ بدراسة الزراعة الى جانب دراسته للحصول على شهادة الماجستير في العلوم السياسية. شارك في عدد من الدورات حول تراث دافيد بن غوريون في كلية "سديه بوكر" في النقب، انضم إلى حزب "الليكود" في آذار عام 1996. وحصل في الانتخابات التمهيدية التي جرت في الليكود توطئة لانتخابات الكنيست الرابعة عشرة على المركز الاول وكانت تلك مفاجأة صدمت الكثيرين داخل الليكود نفسه
أمنون ليبكين شاحاك
ولد في تل أبيب عام 1944. وتخرج من عدة مدارس عسكرية تابعة للجيش الاسرائيلي ومن دورة تدريبية للضباط في الولايات المتحدة. يحمل شهادة البكالوريوس في التاريخ العام من جامعة تل أبيب. انضم الى وحدة المظليين في الجيش عام 1962 ثم انتقل الى سلاح المدرعات وكان قائدا لوحدات نظامية واخرى احتياط فيه. خلال حرب 1967 كان قائدا لوحدة مظليين وفي حرب تشرين 1973 كان نائبا لقائد فرقة مظليين تحت قيادة العقيد عوزي يائيري. وخلال الغزو الاسرائيلي للبنان عام 1982 كان قائدا لقطاع بيروت وجبال الشوف وحصل مرتين على درع الشجاعة.
متزوج وله خمسة أبناء. زوجته الحالية هي من كبار الصحفيات في اسرائيل وتدعى تالي زالينغر رابوبورت التي عملت في الماضي مراسلة عسكرية لصحيفة دافار اليسارية التي كانت تصدر في اسرائيل حتى منتصف الثمانينيات وخلال عملها في الميدان تعرفت على شاحاك وبدأت تربطهما علاقة حميمة انتهت الى الزواج. وتتولى زوجة شاحاك اليوم تقديم برنامج متلفز عن الجيل الذهبي (ما فوق سن الستين) يتم عرضه على شاشة القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي.
كان شاحاك قائدا للمنطقة الوسطى بين الاعوام 1983 و1986. ثم أصبح قائدا لشعبة الاستخبارات العسكرية بين 1986- 1991 ثم نائبا لرئيس الأركان بين 1991 – 1995 الى أن اصبح رئيس الأركان رقم 15 في الجيش بين الاعوام 1995 – 1998 حيث استقال بعدها من الجيش ليدخل معترك الحياة السياسية ورشحته استطلاعات الرأي آنذاك للفوز برئاسة الحكومة. انتخب عام 1999 عضوا في الكنيست عن حزب المركز. وأصبح في شهر آب من نفس السنة وزيرا للسياحة وفي حزيران عام 2000 تسلم حقيبة المواصلات في حكومة باراك.
يعتبر شاحاك من أبرز القيادات العسكرية في اسرائيل بعد باراك. بدأ سيرته العسكرية في وحدة خاصة من سلاح المظليين الى أن وصل الى رئاسة الاركان عام 1995 خلفا لإيهود باراك. وكان من بين المفضلين على رئيس الوزراء الأسبق اسحق رابين الذي قرر إيفاده للتفاوض مع منظمة التحرير الفلسطينية خلال العامين 1993 و1994 وذلك بسبب مواقفه الليبرالية قياسا الى رئيس الأركان باراك الذي عارض اتفاقات أوسلو ووقف من على منبر القيادة العسكرية على يمين الخريطة السياسية في اسرائيل آنئذ. وكانت ليبرالية مواقفه قد عكست نفسها على تأييده للمفاوضات السورية – الاسرائيلية على قاعدة الانسحاب من لبنان. ترأس الفريق العسكري الاسرائيلي الذي أدار المفاوضات مع الجانب الفلسطيني حول الاتفاق الانتقالي الذي وقع في ايار 1994 في القاهرة. وكرئيس للاركان كان أول من التقى نظيره السوري حكمت الشهابي وناقش معه تفاصيل الترتيبات الأمنية التي يفترض أن يلجأ اليها الطرفان فور التوصل الى اتفاق يقضي بانسحاب اسرائيلي واسع من هضبة الجولان المحتلة.
دان مريدور
ولد في القدس عام 1947. متزوج وأب لاربعة ابناء وبنات ومهنته المحاماة حيث تخرج من كلية الحقوق بالجامعة العبرية بالقدس الغربية. كان والده الياهو مريدور عضوا في الكنيست الرابعة والخامسة والسادسة من عام 1959 ولغاية عام 1965 عن حزب حيروت. أما دان مريدور ذاته فقد اعتبر من أبرز أمراء الليكود في عقد الثمانينات. يتقن اللغات العبرية والفرنسية والانجليزية ويقيم في القدس. أنهى خدمته في الجيش عام 1967 برتيبة ملازم أول في سلاح المدرعات.
انضم الى حزب حيروت عام 1973 ولكنه فشل في دخول الكنيست في انتخابات عام 1977 فعرض عليه مناحيم بيغن عدة مناصب منها مفتش دائرة التوظيف في الحكومة والقنصل العام في جنوب افريقيا ولكنه رفض كل هذه العروض الى ان اختاره بيغن ليكون سكرتيرا للحكومة مع بدء الغزو الاسرائيلي للبنان عام 1982 وحينها اشتهر بعبارة "الحادثة القبيحة" التي أطلقها في وصف مجازر صبرا وشاتيلا. بقي في وظيفته سكرتيرا للحكومة حتى عام 1984 عندما انتخب لأول مرة عضوا في الكنيست عن الليكود. عمل رئيسا للجنة الفرعية لنظرية الامن وتطبيقها وترأس اللجنة الفرعية للتشريعات الامنية، وكان عضوا في لجنة الخارجية والأمن، وفي لجنة الدستور والقانون والقضاء. تبوأ منصب وزير العدل في الكنيست الثانية عشرة عام 1988 ، ووزيرا للمالية في
حكومة نتنياهو عام 1996. وعلى الرغم من عضويته في الليكود إلا أنه تبنى مواقف ليبرالية نوعا ما فيما يتعلق بحقوق الانسان وخاصة في الأراضي المحتلة مما جعله عرضة للانتقاد من جانب اليمين المتطرف في اسرائيل. طرح على الكنيست مشاريع قرارات تتعلق بحقوق الانسان وبسن دستور لاسرائيل إلا أنه فشل في محاولته تلك ولا زالت مسألة الدستور الناقص للدولة تشغل بال الكثيرين حتى اليوم، بمن فيهم دان مريدور نفسه. في عام 1993 وقف الى جانب بني بيغن واعلن عن تأييده له في الانتخابات الداخلية لليكود. وفي العام 1996 حين شكل بنيامين نتنياهو حكومته عين مريدور وزيرا للمالية على الرغم من المعارضة الشديدة التي واجهها من ايفيت ليبرمان الذي عين مديرا عاما لمكتب رئيس الوزراء. وانتهج سياسة اقتصادية ليبرالية قامت على أساس لخصخصة الشركات الحكومية والبنوك والعقارات المملوكة للدولة. اختلف مع نتنياهو على خلفية فضيحة بار أون عندما قرر نتنياهو تعيين المحامي روني بار أون مستشارا قضائيا للحكومة الاسرائيلية، كما اختلف مع البروفسور يعقوب فرانكل محافظ بنك اسرائيل حول سياسة الفائدة فاستقال من الحكومة عام 1997. وقبل الانتخابات العامة التي جرت عام 1999 شكل حزب المركز الى جانب اسحق مردخاي وأمنون شاحاك وروني ميلو. قبل انتخابات رئاسة الوزراء الاخيرة أعلن صراحة تأييده لمرشح الليكود أريئيل شارون ويتوقع أن ينضم الى الحكومة الجديدة التي ينوي شارون تشكيلها.
داليا رابين فيلوسوف
ولدت يوم 19 آذار 1950 وهي ابنة رئيس الوزراء الأسبق اسحق رابين. محامية وتتقن اللغتين العبرية والانجليزية وتقيم في هرتسليا. لم تكن نشطة في الحياة السياسية إلا بعد اغتيال والدها على ايدي متطرف يميني يدعى يغئال عمير يوم الرابع من تشرين الثاني 1995. متزوجة وأم لولدين. قررت الدخول الى معترك الحياة السياسية عبر حزب المركز بعد أن أعربت عن خيبة أمل كبرى من حزب العمل بعد مقتل والدها. كانت تأمل في شق طريقها نحو القمة من خلال هذا الحزب خاصة بعد استطلاعات الرأي التي تكهنت له عددا كبيرا من المقاعد البرلمانية يصل الى ثلاثين مقعدا قبل انتخابات 1999.
داليا رابين فيلوسوف أعلنت للمرة الأولى دخولها العمل السياسي يوم 10/2/1999 وقالت أنها ستنضم إلى حزب العمل على الرغم من المنافسة التي يشكلها هذا الحزب لحزب والدها اسحق رابين (العمل). واعترفت أن قراراها الانضمام إلى حزب المركز كان صعبا للغاية ولكنها لم تشأ أن تدخل في التفاصيل. بعد مرور عام على إعلانها هذا، أقامت داليا تجمعا داخل حزب المركز، إلى جانب أوري سافير، أطلقا عليه اسم "الائتلاف الجديد للإصلاح الاجتماعي" وعندها انتشرت الشائعات بأنها خططت مع سافير للانشقاق من حزب المركز ولكنها نفت ذلك بشدة. وكان تشكيل هذا الائتلاف قد جاء على خلفية اضراب ذوي العاهات المستديمة والمعاقين الذين صوتوا في انتخابات عام 1999 لصالح حزب المركز على أمل أن يحل بعضا من مشاكلهم ولكنهم فيما بعد أعربوا عن خيبة أملهم من المركز. بدأ سافير وداليا نشاطا مشتركا زارا خلاله مختلف المناطق الإسرائيلية والتقيا مختلف النشيطين في المجال الاجتماعي ولكنهما في الوقت ذاته نفيا أن يكون في نيتهما الانشقاق عن حزب المركز بل محاولة استعادة ما فقده الحزب من تأييد بين شرائح اجتماعية محتاجة.
أوري سافير
ولد في القدس عام 1953. متزوج وله ابنة وحيدة تدعى مايا. زوجته عاليزا محاضرة في جامعة تل أبيب في دائرة الأفلام الوثائقية والتسجيلية وتعمل حاليا مسؤولة مشاريع في مركز بيرس للسلام. يقيم حاليا في تل أبيب ويعتبر أحد مهندسي اتفاقات اوسلو حيث شارك ضمن الوفد الاسرائيلي في المفاوضات السرية مع منظمة التحرير الفلسطينية التي قادت الى التوصل الى اتفاق اوسلو في ايلول 1993. كان مقربا جدا من شمعون بيرس الذي عينه مديرا عاما في وزارة الخارجية ولكن علاقته الحميمة، تنظيميا على الأقل، مع بيرس وصلت الى نهايتها حين قرر سافير عام 1999 الانضمام الى حزب المركز وليس حيث كان بيرس يرغب في أن يراه في صفوف حزب العمل وأصبح عضوا في الكنيست في انتخابات 1999.
درس في الجامعة العبرية بالقدس الغربية وحصل منها على شهادة البكالوريوس في العلاقات الدولية.
1980-1983 عمل ناطقا صحفيا في سفارة اسرائيل في اوتاوة بكندا.
1983-1984 عمل قنصلا لشؤون الاعلام في القنصلية الاسرائيلية العامة في نيويورك.
1984-1986 كان مستشارا اعلاميا لرئيس الوزراء شمعون بيرس في حكومة الوحدة الوطنية.
1988-1992 كان قنصل اسرائيل العام في نيويورك.
1992-1993 كان نائبا لرئيس الدائرة الاوروبية في وزارة الخارجية الاسرائيلية.
1993-1996 شغل عدة مناصب مركزية أهمها عضويته في الوفد الاسرائيلي الذي شارك في المفاوضات السرية مع منظمة التحرير الفلسطينية والتي قادت الى التوقيع على اتفاق اوسلو. كما رئس الوفد الاسرائيلي الى عدة لقاءات ومحادثات منها مفاوضات الحل المرحلي عام 1995 ومؤتمر الدول المانحة ولجنة التعاون الثلاثية بين الولايات المتحدة والاردن واسرائيل والمفاوضات التمهيدية التي جرت مع سوريا في واي بلانتيشين ومفاوضات الحل النهائي بين فلسطين واسرائيل.
1993-1996 كان مديرا عاما لوزارة الخارجية.
1995-1996 كان منسقا عاما لمفوضات السلام بين فلسطين واسرائيل.
1996-1999 كان مديرا عاما لمركز بيرس للسلام.
1999- حتى اليوم يشغل منصب رئيس مركز بيرس للسلام.
روني ميلو
المصطلحات المستخدمة:
اوسلو, هرتسليا, دافار, بنك اسرائيل, لجنة الدستور والقانون والقضاء, لجنة الخارجية والأمن, باراك, عوزي, الليكود, داش