تناقض يوميا ثقة الجمهور الاسرائيلي بالمؤسسات العامة التي تتولى خدمته وبمنتخبي الشعب الذين يمثلونه. هذه النتيجة حملها استطلاع جديد جرى في جامعة حيفا لفحص مستوى تقدير الجمهور تجاه القطاع العام في اسرائيل. ووضعت نتائج الاستطلاع في اسفل القائمة مؤسسات مثل بنك العمال وشخصيات عامة مثل الوزراء واعضاء الكنيست.
اشرف على الاستطلاع الدكتور عيران فيغورا والدكتور فاني يوفال من قسم العلوم السياسية في الجامعة. وفحص الاستطلاع مواقف المواطنين الاسرائيليين تجاه القطاع العام في سنة 2002 من خلال مقارنتها بمواقفهم في الاستطلاع السابق للعام 2001. ودلت النتائج على حصول تغيير في مواقف الجمهور وعلى الجهات التي يثق بها او لا يثق، وبأي مستوى.
خلافا لكل التوقعات، يبدأ حزب "الليكود" باستعادة ناخبية الذين فقدهم بعد ملفات الفساد، بينما تهبط شعبية حزب "العمل"، خصمه الأول، بشكل مأساوي. وفي ذلك قد يكون رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون فشل في إقناع الناخبين ببراءته من ملف القرض المشبوه وقضايا الفساد الاخرى في حزبه، لكنه نجح على ما يبدو في اشعال موقدة القبيلة – "الليكود" – ليبدأ الناخبون، او قسم منهم على الأقل، مشوار العودة الى البيت، قبل موعد الانتخابات التشريعية باسبوعين.
ويشير استطلاع "معريف – هغال هحداش" الى ارتفاع بما يعادل مقعدين في شعبية "الليكود"، بالقياس مع استطلاعات نهاية الاسبوع (9 الجاري)، مقابل هبوط في شعبية "العمل" بما يعادل مقعدين.
قبل اسبوعين على موعدها المحدد (28 الجاري) تعيش الساحة الانتخابية الاسرائييلية توترات داخلية حادة، تعكسها "الانقلابات" المتلاحقة في استطلاعات الرأي العام، التي اصبحت - بين سرية وعلنية - استطلاعات شبه يومية، تزداد اهميتها مع اقتراب يوم الانتخابات.
رغم الملاحظة التي أطلقها يارون، أحد الناشطين الاسرائيليين ضد الاحتلال، لا يمكن تجاهل مدى حضور هذا النشاط من حيث الزمان، والأهم، المكان. ليس من حيث عدد الحضور (مُحرج!)، بل من حيث ما عكسه الحدث في الخلفية المركبة التي يندرج فيها.
الصفحة 843 من 860