تنبأوا ما تريدون عن الحكومة الـ 30 لدولة اسرائيل، يبقى أمر واحد مؤكد: انها سوف تزودنا بإثارة واهتمام كبيرين.المزاوجة بين لبيد وأيتام، مع ليبرمان علاوة عليهما، تبدو - ظاهريا - كوصفة لبرنامج صراخ في التلفزيون، لا كقاعدة لحكومة ستخرج الدولة من الوحل.دارت المفاوضات، حتى يوم الجمعة الأخير، في مسارين متوازيين - واحد في منزل وزير المالية الموعود ايهود اولمرت، والثاني بواسطة اوري شاني. اولمرت تركز في "شينوي" و "المفدال"، وشاني – في "شاس" و "العمل". حتى منتصف ليلة امس، حين استدعاهم شارون جميعًا الى القدس، كان يبدو ان مسار اولمرت هو المنتصر.
يقدّم رئيس كتلة "الليكود" في الكنيست، غدعون ساعر، صباح الأربعاء القادم، الاتفاقات الائتلافية الموقعة بين "الليكود" وأحزاب: "شينوي"، "المفدال" و"هئيحود هليئومي" (في حالة الأخير فإن المفاوضات معه تجري حالياً والأرجح أن ينضم إلى الحكومة)، للتصويت عليها في جلسة خاصة من المفترض أن تعقدها الكنيست يوم الخميس القادم. وسيكون من اللازم على الكتل الائتلافية أن تحصل على موافقة هيئات الأحزاب قبل طرح الاتفاقيات للتصويت عليها في الكنيست.
من المتوقع ان يعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون الاربعاء 26 شباط التركيبة شبه النهائية لحكومته الثانية، بعد ان نجحت طواقمه التفاوضية في التوصل الى تركيبة ائتلافية <مريحة، بحق الضائقة>، هناك من يقول انها قد تكون سبباً في تقصير عمر حكومته في مرحلة تالية، وقبل الأوان.
(مقال نقدي لكتاب "أيهود براك وحربه ضد العفاريت. ماذا حل به؟ ماذا حلّ بنا جميعًا؟". تأليف: ران ادليست، إصدار "كنيرت"، "زمورا بيتان" و"يديعوت أحرونوت"، 504 صفحات)كان هذا الكتاب متوقعًا كطلوع القمر بعد غيابه في اليوم السابق. فأيهود براك شعر بالحاجة الملحة، أكثر من أي شخص آخر شارك في العملية السياسية الاسرائيلية - العربية، لأن يوضح للجميع أسباب إنهيار هذه العملية، في فترة ولايته القصيرة كرئيس للحكومة، ومعها إنهيار ما سُمي بـ "معسكر السلام الاسرائيلي". وأحسّ براك جيدًا – وبحق - بأنه خرج من هذه القصة على أنه النذل الأكبر. اليمين يتهمه بأنه "أعطى أكثر من اللازم"، وبذلك خلق سابقة مستديمة حول تقسيم البلاد والقدس، بينما لا يكتفي اليسار (أو ما تبقى منه) باتهامه بأنه فوّت فرصةً تاريخيةً للتوصل لحل إقليمي، بل يتهمه أيضًا بتراجع عملية المصالحة لأجيال عديدة، وبمسؤوليته عن الدماء الكثيرة التي أريقت – والتي ستُراق - نتيجةً لذلك. ولو كانت هذه هي الطريقة لرواية قصة هذا الشخص – وبشكل كبير، هذه قصة ران ادليست - فإننا أمام ما يشبه بطل تراجيديا يونانية، نحن مشاهدوها ونحن المشاركون فيها ونحن ضحاياها. ويبدو لي أن ورود المصطلح deus ex machina عدة مرات في الكتاب، لم يكن من قبيل الصدفة.
الصفحة 840 من 883