يوم الأربعاء الماضي، وفيما كانت انظار العالم كله مشدودة الى ساعة الإنذار الأخير الذي وجهه الرئيس جورج بوش الى صدام حسين، تفرغ السفير الأمريكي في الأمم المتحدة للإصغاء الى التقرير الدوري الذي كان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى الشرق ألأوسط يقدمه الى مجلس الأمن. وبعد ان لملم المبعوث تيري لارسين أوراقه، طلب السفير الأمريكي جون نغروبونتي حق الكلام. البيان المكتوب، الذي قرأه السفير في تلك الجلسة المغلقة، يضع حدًا نهائيًا لمحاولات رئيس الحكومة دق اسفين بين الولايات المتحدة وبين شركائها الآخرين في "المجموعة الرباعية" في ما يتعلق بـ "خارطة الطريق".
فيما يلي بعض التصورات حول الحرب: # احذرو الشيعة:
سيبدأ عناء جيش الإحتلال بعد الحرب. فيما يلي حكاية فيها عبرة: في اليوم الرابع من حرب لبنان (1982) عبرت الحدود في مكان ناءٍ بالقرب من المطلة وبحثت عن الجبهة التي كانت قد وصلت إلى مشارف مدينة صيدا. سافرت بسيارتي الخصوصية ترافقني مصوّرة، وعبرنا لوحدنا مجتازين حوالي 12 قرية شيعية، واستُقبلنا في كل مكان بحفاوة وبهتافات الفرحة. وتملصنا بصعوبة من بين أيدي مئات السكان الذين طلبوا منا بشدة زيارتهم في بيوتهم لشرب القهوة. كان السكان قد امطروا الجيش الإسرائيلي، قبل ذلك، بوابل من الأرز.
قبل حوالي اسبوعين، كانت الكنيست الحالية (الـ 16) تهم، للمرة الأولى، بالتصويت على اقتراح لحجب الثقة عن حكومة شارون الجديدة، قدمته كتلتا "شاس" و "يهدوت هتوراه". في تلك اللحظات تواجد في قاعة الكنيست اكثر من مائة عضو كنيست، بينهم رئيس الحكومة الاسرائيلية وعدد من الوزراء. ولكن عضو الكنيست يعقوب ليتسمان (يهدوت هتوراه) ركض، في الحظة الأخيرة، نحو الميكروفون المثبت في زاوية القاعة ليعلن، بنصف ابتسامة: "اود ان اعلن انني اسحب ترشيحي لرئاسة الحكومة".
لم يسبق أن اندلعت حرب كان مستوى المعلومات المغلوطة حول تطوراتها عاليًا لهذه الدرجة، وكان ضباب العراك الذي يلفها كثيفًا إلى هذا الحد، مثل الحرب الدائرة حاليًا في العراق - هذا ما يقوله باحثون وضباط جيش كبار في إٍسرائيل، وردت تصريحاتهم وآراؤهم في تقرير خاص نشرته صحيفة "هآرتس" (25/3). وبموجب التقرير، هناك موافقة تكاد تكون جماعية، بين قائد الأركان الإسرائيلي السابق، الجنرال (إحتياط) أمنون ليفكين شاحك، والجنرالات في الاحتياط يوسي بيلد، أيلان بيران، أفيغدور كهلاني وبروفيسور مارتين فان كرفلد، على موضوع آخر أيضًا: "خلافًا للإنطباعات التي تنعكس في الأيام الأخيرة في وسائل الاعلام أيضًا، فإن معارك ضارية لم تجرِ في العراق بعد، وحقق الجيش الأمريكي، في نهاية الأمر، سلسلة من الانجازات".
الصفحة 802 من 860