اجرى المقابلة: وديع عواودة
اعتادت شولميت الوني، الوزيرة الاسرائيلية السابقة والمناضلة العنيدة من اجل السلام وحقوق الانسان على "التغريد خارج السرب" وهي لا تتردد في قول ما يخفيه الاجماع الصهيوني لتظهر الدولة العبرية بكامل عوراتها. في بيتها التقيناها هذا الاسبوع وسجلنا معها الحديث التالي.
- ما الذي حصل في الانتخابات البرلمانية الاخيرة في اسرائيل ولماذا تهاوى اليسار فيها؟
على خلفية اللقاءات المخطط لها بين ارئيل شارون وابو مازن وجورج بوش، أجرت المنطقة العسكرية الوسطى في الجيش الاسرائيلي استعداداتها انتظارا للأوامر بتفعيل خطة تطلق عليها اسم "كل شيء يتدفق" - ازالة القيود والعقبات العسكرية امام حركة تنقل الفلسطينيين من جنين شمالا وحتى الظاهرية في الجنوب، حتى وان لم تكن الحركة في الخط المستقيم والأقصر بين أي نقطتين. فمسافة السفر ستطول، وفي بعض المقاطع سيتم حرف مسار السفر الى محاور قروية جانبية، بغية الفصل بين حركة المركبات الفلسطينية وتلك الاسرائيلية. لكن حرية التنقل الداخلية ستكون في حدها الأقصى الممكن وستنطوي على خطر نقل الأسلحة، والمواد المتفجرة، والانتحاريين والمرشدين.
اظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة "يديعوت احرونوت" (30/5) ان غالبية من الاسرائيليين (57%) تؤيد اقامة دولة فلسطينية كما تنص عليها "خارطة الطريق" التي صادقت عليها الحكومة الاسرائيلية الاسبوع الماضي بتحفظ.
الانشغال الهوسي بالسؤال "من هو أرئيل شارون" له ما يبرره: منذ دافيد بن غوريون، لم يكن في اسرائيل رئيس حكومة جمع بين يديه قوة سياسية كبيرة جدا كهذه. ومنذ دافيد بن غوريون، لم يكن في اسرائيل رئيس حكومة تطلب منه الحسم في قرارات مصيرية كهذه. ومنذ دافيد بن غوريون، لم يكن في اسرائيل شخص واحد يتعلق مصير دولة اليهود به شخصيا، كما هو الحال بالنسبة الى شخص ارئيل شارون الفرد.
الصفحة 780 من 860