احتدم السجال في إسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة بين الحكومة ونقابات الفنانين المسرحيين حول حرية التعبير عن الرأي في القضايا التي يجري تناولها في الحياة الثقافية.
وبرغم أن قسما بارزا من هذه القضايا المختلف حولها يتعلق بقضايا الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، إلا أن السجال الحاصل أبرز شرخا واسعا بين اليمين واليسار الصهيوني في إسرائيل.
هذا السجال لم يبدأ بحكومة بنيامين نتنياهو الحالية التي تمثل اليمين المتطرف الإسرائيلي، وإنما بدأ بعد عودة نتنياهو إلى الحكم في العام 2009. فقد سعى اليمين منذئذ إلى ترسيخ حكمه وأفكاره، وتأسست حركات يمينية من أجل تحقيق هذا الهدف، أبرزها حركة "إم ترتسو"، التي تنشط في الجامعات، ومن بين أهدافها المتعدّدة نفي النكبة الفلسطينية.
يستقي الإسرائيليون معلوماتهم حول العالم العربي عموما والفلسطينيين خصوصا من وسائل الإعلام بأشكالها المتنوعة، وأيضا من كتب يؤلفها باحثون متخصصون وصحافيون. وتتعامل وسائل الإعلام الإسرائيلية وكذلك المخصصون بعدائية ونظرة استشراقية استعلائية تجاه العالم العربي، ولا يخفون أن هذا التعامل يأتي بالأساس من المنظار الأمني. ولا تزال هذه الرؤية مهيمنة على التوجه الإسرائيلي في النواحي السياسية والإعلامية والأكاديمية.
تظهر "مؤشرات هرتسيليا للمناعة القومية"، وهي واحدة من أهم "أوراق الموقف" التي تصدر عن مؤتمر هرتسيليا السنوي، الذي عقد مؤتمره الخامس عشر، الأسبوع الماضي، أن مؤشرات المناعة للعام 2014، في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، دلت على كبح معين للاتجاهات التي تطورت في السنوات الأخيرة.
قرر رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال غادي أيزنكوت إقامة ذراع جديدة في الجيش لشؤون السايبر. وقالت مصادر رفيعة المستوى في قيادة الجيش إن هذا القرار يهدف إلى إعادة تنظيم منظومة الحرب السيبرانية في الجيش الإسرائيلي، وأشارت إلى أنه جاء بعد إجراء دراسات مطولة قام بتركيزها رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ("أمان") اللواء هرتسي هليفي.
وأضافت هذه المصادر أن الذراع الجديدة ستكون مماثلة من حيث بنيتها لسلاحي البحر والجو، وستتولى المسؤولية عن تفعيل القوة في كل ما يرتبط بمجال الشبكة العنكبوتية.
وكان الجيش الإسرائيلي درس بداية تشكيل هيئة قيادية لـ"السايبر" يقف على رأسها لواء، لكنه قرر في النهاية إقامة ذراع بصلاحيات متعددة تكون كل مجالات السايبر تحت إمرتها وكذلك "مجال الحماية" التي تشرف عليه اليوم وحدة التنصت بالإضافة إلى مجال الهجوم السيبراني ومجال جمع المعلومات وتخطيط العمليات ذات الصلة بالشبكة العنكبوتية.
ومن المتوقع أن ينهي الجيش إقامة هذه الذراع في غضون عامين.
ورأى أمير بوحبوط، المحلل العسكري في موقع "والا" الإلكتروني، أن إنشاء هذه الذراع يشكل دليلاً على أن الجيش الإسرائيلي يستعد لحرب السايبر.
وكتب بوحبوط يقول: إن التهديدات السيبرانية التي تتعرض لها دول الغرب لم تترك أي شك لدى رئيس هيئة الأركان الجنرال غادي أيزنكوت، في أنه من الضروري إلى جانب أذرع البر والجو والبحر وجود ذراع قوية ومستقلة في المجال السيبراني، تشمل مهماتها التخطيط العملاني والدفاع والهجوم، ويكون هدفها منع الحرب أو القيام بهجمات واسعة. وإعلان رئيس الأركان بالأمس إنشاء ذراع سيبرانية دليل على أن هذا المجال تحول إلى أحد العناصر الأساسية لأمن دولة إسرائيل.
استمر حكم اليمين في إسرائيل خلال العام 2014 الفائت في تأجيج الحملة الرامية إلى مزيد من صهينة الحياة العامة في الدولة بغية إدامة سلطته وهو ما توازى مع سعي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى فرض هيمنته وهيمنة اليمين على السلطة. ويشكل سعي نتنياهو هذا همّه الأول والرئيس، وهو يفرخ محاولات مكملة للتحكم بخطاب وسائل الإعلام والرأي العام.
بلغ عدد السكان من أصل أثيوبي في إسرائيل 5ر135 ألف في نهاية العام 2013، وفقا لمعطيات نشرها مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي في نهاية العام الماضي. 9ر85 ألف بينهم وُلدوا في أثيوبيا و6ر49 ألف ولدوا في إسرائيل. وتسكن غالبية الأثيوبيين في منطقتي وسط إسرائيل (38%) وجنوبها (24%).
الصفحة 19 من 23