قال رئيس "جمعية حقوق المواطن" في إسرائيل الكاتب سامي ميخائيل، إن السنة المنصرمة كانت إحدى السنوات القاسية والمخجلة في تاريخ دولة إسرائيل. ففي مقابل الضعف والبلبلة وتراجع قوى التقدم، تعاظمت قوة السلطة الوحشية والفاسدة التي تنأى بنفسها عن أي مسؤولية حيال كل شرائح المجتمع.
وأضاف ميخائيل في "رسالة تهنئة" وجهها إلى مؤيدي الجمعية بمناسبة رأس السنة العبرية الجديدة هذا الأسبوع، أنه بفارق أصوات قليلة في الكنيست، تشن القيادة الحالية في إسرائيل حملة شرسة ضد المؤسسات الديمقراطية، وضد الجهاز القضائي، وحتى ضد القيادة العسكرية العقلانية. كما أن هذه القيادة الجامحة أحاطت نفسها بمجموعة متطرفة معدومة الضمير، مستخدمة التفريق والترهيب، ولا تتوانى عن تلطيخ اسم كل قائد يعمل من أجل تغليب الطابع الإنساني للدولة.
وقال إن الأمر المثير للقلق العميق هو ليس السلطة عديمة "المسؤولية الوطنية" فقط، وإنما أيضا ميول غالبية السكان، المخدّرة بدعاية كاذبة، للتسليم بالفساد الملتصق بسدة الحكم، وللتغاضي عن ملفات تحقيق كبيرة ضد أصحاب وظائف عليا، واستعداد هذه الأغلبية لانتخاب رؤساء بلديات متهمين بالفساد والاختلاس مرة أخرى، وأيضًا الإشادة بضباط لا يتوانون عن الدفاع عن أصدقائهم المتهمين باغتصاب جنديات وشرطيات.
وتابع ميخائيل: بموازاة ذلك كانت السنة المنصرمة سنة سوداء أيضا في حقل الثقافة. فالحرب الشعواء ضد مسرح "الميدان" (العربي في حيفا) أدت تقريبًا إلى شلّ هذه المؤسسة الثقافية العربية، وبث برنامج عن الشاعر الفلسطيني محمود درويش أدى إلى استجواب مدير محطة راديو.
كما أن مبادرات تشريع على غرار مبادرة تشريع قانون الولاء، وحملات إطلاق تهديدات ضد الفنانين، هي تعبير عن العنصرية والرقابة القائمة في الأنظمة الظلامية كجزء من سعيها لفرض ثقافة قوموية- دينية- عدوانية.
وشدّد على أن الروح الشريرة التي أدت الى تفكيك سلطة البث الجماهيري، وإقصاء أفلام، ومحو شخصية العربي من الأدب العبري في جهاز التربية والتعليم من منطلقات عنصرية، ما زالت تهب على إسرائيل بملء قوتها.
وختم ميخائيل:
مع ذلك وبرغم الضربات المستمرة والمتعاظمة للأسس الديمقراطية، والتي تهدد مناعة المجتمع- مثل الهجمة على الجمعيات الإنسانية، وقانون الجمعيات الذي يهدف الى منع التبرعات بشكل أساسي لجمعيات حقوق الإنسان، وقانون الاقصاء الذي يهدد بالمس بأعضاء الكنيست العرب بشكل خاص، وضرب دولة الرفاه، وتعميق الفوارق الاجتماعية وتفاقم الفجوات المتسعة في جهاز التعليم- فإننا لن نفقد الأمل. إن بداية القرن الواحد والعشرين لا تشبه بداية القرن العشرين، الذي ازدهرت فيه أنظمة شرسة وعنصرية، أنظمة مارست سياسات دعائية كاذبة ومضللة. والمناخ العام المنتشر في العالم اليوم يثبت أن البشرية تعلمت الدرس الأهم، وهو أن قمع الحريات، ودوس حقوق الانسان، والتنكيل بالأقليات، تتسبّب بانهيار ذاتي. وكلي أمل في أن ننجح خلال العام المقبل بأن نضع حدًا لهذا الكابوس، وبأن نهدم الأسوار الوهمية، وبأن نضع أقدامنا في السكة التي تقود نحو المستقبل الواعد لنا ولأولادنا.