ارتفعت في الايام القليلة الماضية حرارة معركة الانتخابات التشريعية في اسرائيل، وبخاصة في ضوء تطورات قضية شارون. ويشير اتجاه الريح الان الى ان هذه المعركة لم تفتتح من جديد فحسب - في وضع الكتلتان فيه متساويتان تقريبا: اليمين 61-63 مقعدا واليسار 57-59 - بل ان هذه المعركة النائمة نسبيا وصلت درجة الغليان تماما بين رئيس الحكومة و "الليكود" ارئيل شارون من جهة، وبين عمرام متسناع وحزب "العمل" من الجهة الاخرى. وقد تجلى ذلك بوضوح من خلال قطع البث المباشر لخطاب شارون في مؤتمره الصحفي الاخير، وهي خطوة يرى المحللون انه سوف تترك اثارها في الشارع الانتخابي بالتأكيد.
اسم اللعبة الان: الكتلتان. وفيها كل شيء مرهون باستطلاعات الرأي العام، التي تعكس حقيقة ان معركة الانتخابات وصلت الجولة الاخيرة – وهي تتواجد الان في الهزيع الاخير، حيث الفارق بين الليكود والعمل يتراوح بين 7 – 10 مقاعد، والجميع يتساءلون: هل يتواصل تقلص الفارق؟
حيال هذا الوضع الحرج خرج قادة ومرشحو "الليكود" والعشرات من الناشطين الميدانيين عن الحزب الى الشوارع الرئيسية في اسرائيل في نهاية الاسبوع، في محاولة اخرى للتغلب على اضرار فضيحة الأموال المتصلة بشارون، مستغلين في صالح مرشحهم حادثة "إسكات المايكروفون" في بثه المباشر المتلفز الذي بادر الخميس 9 يناير اليه دفاعا عن نفسه، توضيحا لملابسات القضية.
وفي نهاية الاسبوع تحولت "سكتة المايكروفون" الى كامبين انتخابي مركزي في حملة "الليكود"، على امل "استغلال الغضب الشعبي" في تعزيز فرص شارون، بعد ان قطع خطابه بمبادرة من رئيس لجنة الانتخابات المركزية القاضي ميشيل حيشين، لأنه ضمّنه دعاية انتخابية واضحة يحظرها القانون الاسرائيلي.
وتجول وزراء "الليكود" ليمور لفنات وعوزي لانداو ومئير شطريت وتسيبي لفنه في عدد من المناطق ومفترقات الطرق الرئيسية، في تظاهرة اعلامية وشعبية واضحة لحزب السلطة المتداعي جراء الفضائح المتصلة بعدد من قيادييه، وبرأسهم رئيس الوزراء والمرشح لرئاسة الحكومة القادمة شارون. ويأمل طاقم "الليكود" الانتخابي ان تتحول حادثة إسكات شارون على الهواء الى "رافعة لنشاط ميداني ووقود لمعركة الانتخابات النائمة"، كما يقولون.
بدأت محاولات ناشطي "الليكود" في مفترق ارلوزوروف – البورصة – محطة القطار المركزية في تل ابيب، حيث غطت الملصقات الانتخابية منطقة الاشارات الضوئية ووزعت المواد الدعائية المكتوبة، بينما انطلق "جينغل" الحزب عبر مكبرات صوت كبيرة كانت في الجوار.
"نحن واثقون ان ما حدث بالامس سيوقظ الساحة"، يقولون في "الليكود". "لم يقل احد كلمة عندما وصف متسناع رئيسَ الوزراء بأنه "عراب" وزعيم عصابة مافيا. فقط عندما حاول رئيس الحكومة الدفاع عن نفسه، يتقرر فجأة اسكات المايكروفونات. سيؤثر ذلك عليه بطريقة معاكسة. كلما ضايقوه اكثر كلما تقوى وانطلق الى الامام. شكرا على ما فعلتموه لأجلنا. الليكوديون يستيقظون فقط بعد أن يتلقوا الضربة".
لكن الحماس الشعبي تجاه ما حدث على الهواء مباشرة كان محدودا. وبكلمات احد الناشطين فإن الامر "لم يعد مثل الكرنفال كما كان في الماضي. مرة جرت الانتخابات كل اربع سنوات. الناس انتظروا ذلك. هذه المرة لم يخرج الحزبان من البرايمريز برأس مرفوع. الناس ملوا الذهاب الى انتخابات مرة كل سنتين".
تقول الوزيرة ليمور لفنات التي وصلت في ظهيرة السبت مفترق ارلوزوروف – القطار بصحبة ابنها: "قرار حيشين ترك اثارا كبيرة في الساحة. هناك غضب غير طبيعي لانهم اسكتوا رئيس الحكومة. مع كل الاحترام، يحق لنا انتقاد قرار حيشين. من المثير انهم اعطوا احمد الطيبي منبرا في المحكمة بينما حظروا على رئيس الحكومة الكلام. في نهاية الامر سيعود المتردون الى البيت".