كلما توالت الأيام بعد سن "قانون القومية" في الكنيست، تجد رموز حكومة بنيامين نتنياهو نفسها أكثر تحررا في المجاهرة بالنوايا الحقيقية التي تقف خلف هذا القانون. فهم يتوقعون وضع حد لجدالات وإزالة حواجز عدة أمام سياسات الحكومة، مثل منع لم شمل العائلات الفلسطينية ومنح امتيازات تفضيلية لمدن وبلدات يهودية، دون ضرورة الالتزام بواجب المساواة مع بلدات عربية تعيش الظروف ذاتها. كما برزت لهجة التهديدات المباشرة للمحكمة العليا، وخاصة من وزيرة العدل أييليت شاكيد ("البيت اليهودي") ووزير السياحة ياريف ليفين (الليكود)، بشأن نهج المحكمة المستقبلي ومصير عدد من الالتماسات التي قدمت إلى المحكمة ضد القانون.
كانت آخر المحطات القضائية في قضية الملاحقة السياسية التي تعرضت لها الشاعرة دارين طاطور (36 عاماً) من قرية الرينة بالقرب من الناصرة، هي الحكم عليها بالسجن خمسة أشهر.
انضم إلى هيئة قضاة المحكمة العليا الإسرائيلية، يوم 9 آب الجاري (2018)، قاض جديد هو البروفسور أليكس شطاين (61 عاما) الذي حلّ محل القاضي أوري شوهَم الذي خرج إلى التقاعد.
قال تقرير جديد لمنظمة "بتسيلم" الإسرائيلية لحقوق الإنسان إن مئات الفلسطينيين محتجزون في سجون إسرائيلية داخل إسرائيل وفي الضفّة الغربية من دون أن تُنسب إليهم أية تهمة، ومن دون اطلاعهم على الأدلة التي يُزعم أنها متوفّرة ضدّهم، ومن دون معرفة متى سيتم إطلاق سراحهم.
حكمت محكمة إسرائيلية في الناصرة مؤخراً على الشاعرة دارين طاطور (36 عاماً) من قرية الرينة بالسجن خمسة أشهر، بعد أن أدانتها في أيار الفائت بـ"التحريض على العنف ودعم منظمة إرهابية"، من خلال قصيدة نشرتها في مواقع التواصل الاجتماعي في تشرين الأول 2015 بعنوان "قاوم يا شعبي، قاومهم". وكان هذا كافياً كي تعتقلها الشرطة وكي تقول إحدى القاضيات إن "القصيدة ليست قصيدة احتجاج فقط، وإنما تدعو إلى الإرهاب"، وذلك بعد أن عُرضت أمامها ترجمة مخطوءة للقصيدة، كما أكدت غابي لاسكي، محامية الشاعرة.
أثارت مظاهرة الفلسطينيين في إسرائيل ضد "قانون القومية"، والتي جرت في تل أبيب مساء يوم السبت الأخير (11/8)، وكما كان متوقعا، موجة من ردود الفعل التهجمية والتحريضية من جانب أوساط اليمين الإسرائيلي، ممثليه وقادته.
الصفحة 203 من 324