المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

قال عضو الكنيست بيني غانتس، رئيس تحالف "أزرق أبيض" وزعيم المعارضة في الكنيست، إن تحالفه سيسعى لاتفاق سياسي مع الفلسطينيين لا يلزم إسرائيل بإخلاء مستوطنات من الأراضي المحتلة.

وأضاف غانتس في سياق مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي الأسبوع الفائت، أنه يؤيد حق إسرائيل في البقاء في غور الأردن وحقها في الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية الكبرى وبالقدس الموحدة كعاصمة أبدية لها، وأعرب عن رفضه العودة إلى خطوط حزيران 1967.

وأضاف غانتس أنه سيدخل إلى عملية سلمية عندما يكون هناك شريك فلسطيني، وأكد أن أي تسوية يتم التوصل إليها ستُعرض على الشعب الإسرائيلي في استفتاء عام.

وأشار غانتس إلى أنه في حال حصول تحالف "أزرق أبيض" على عدد مقاعد يخوله تشكيل الحكومة المقبلة لن يتجاهل حزبي الليكود و"إسرائيل بيتنا" بزعامة أفيغدور ليبرمان، لكنه في الوقت ذاته أكد أنه لن يجلس في حكومة واحدة مع بنيامين نتنياهو.

وتحدث غانتس عن الوضع الأمني غير المستقر في قطاع غزة فاتهم الحكومة الإسرائيلية بأنها ليست قوية بما فيه الكفاية، وقال إنه من غير المعقول أن يُملي يحيى السنوار زعيم "حماس" في غزة جدول أعمال المستوطنات الإسرائيلية القريبة من منطقة الحدود مع القطاع. وهدّد حركة "حماس" بشن عملية عسكرية واسعة إذا ما استمرت بالتصعيد.

على صعيد آخر قال عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" إنه لا يوجد أي فرق بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس تحالف "أزرق أبيض" بيني غانتس.
وأضاف ليبرمان في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام الأسبوع الفائت، أنه من ناحيته في وسع نتنياهو أو غانتس أن يكون رئيساً للحكومة للمقبلة، لكنه شدّد على أن إسرائيل بحاجة إلى حكومة طوارئ قومية موسعة حتى تنجح في الخروج من الوحل سواء على المستوى الاقتصادي أو على المستوى الأمني.

وأشار ليبرمان إلى أنه يسعى في الانتخابات القريبة التي ستجري يوم 17 أيلول المقبل لأن يصبح "إسرائيل بيتنا" الحزب الثالث ويفرض على الليكود و"أزرق أبيض" تأليف حكومة موسعة والحؤول دون إقامة ائتلاف مع أحزاب اليهود الحريديم لتأليف حكومة شريعة.

ووصف ليبرمان وزراء الحكومة الإسرائيلية بأنهم حمقى لأنهم رضخوا لحركة "حماس" في اتفاق التهدئة الأخير، وقال إن سكان المستوطنات المحيطة بقطاع غزة تحولوا من سكان منطقة ذات أولوية وطنية إلى سكان منطقة تجاهل وطنية. وأشار إلى أن حركة "حماس" نجحت في إقناع الفلسطينيين بأن الطريق الوحيد للتوصل إلى تهدئة مع إسرائيل هو من خلال القوة.

كما شن ليبرمان هجوماً حاداً على التيار القومي - الديني (تيار الصهيونية الدينية). وقال في سياق كلمة ألقاها أمام "مؤتمر المناعة والأمن القومي الإسرائيلي" الذي عقد مؤخراً في هرتسليا، إن المدارس الدينية اليهودية المحسوبة على تيار الصهيونية الدينية (ييشيفوت) والتي تعد الشبان اليهود للخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي تتجه نحو إعداد ميليشيات دينية خاصة، وأكد أن حزبه سيطالب الحكومة المقبلة بسحب صلاحية وزارة التربية والتعليم من هذه المدارس وحصر المسؤولية عنها بيد الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع فقط.

وأشار ليبرمان إلى أن تبعية هذه المدارس لوزارتيْ التربية والتعليم والدفاع بعيداً عن أعين الجيش الإسرائيلي لا يمكن أن تستمر. واتهم هذه المدارس بإعداد جنود يكون ولاؤهم الأول للحاخامين وليس لقادتهم في الجيش الإسرائيلي.

وأثارت تصريحات ليبرمان استياء واسعاً في صفوف أحزاب اليمين.
وعقّب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على هذه التصريحات، فكتب في تغريدة نشرها في موقع "تويتر" أن الصهيونية الدينية هي ملح الأرض وقدمت مساهمات هائلة للجيش الإسرائيلي وللدولة.

وأضاف نتنياهو أن هناك العديد من القادة والمقاتلين من خريجي المدارس الدينية ومدارس الصهيونية الدينية الذين ضحوا بحياتهم من أجل أمن إسرائيل، وأكد أن أي شخص يهاجم أبطالاً إسرائيليين من أجل جمع الأصوات فقط عليه أن يخجل من نفسه.

وسارع ليبرمان إلى الرد على رئيس الحكومة فأشار إلى أن نتنياهو اتخذ خلال العقدين الأخيرين عدة قرارات اعترض عليها تيار الصهيونية الدينية، ومنها قرار تسليم الخليل للفلسطينيين وإجراء مفاوضات مع الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات. كما أشار إلى أن نتنياهو صوّت مع خطة الانفصال عن غزة في الكنيست ولا يزال يسمح بتمرير الأموال القطرية إلى حركة "حماس".

وهاجم وزير التربية والتعليم رافي بيرتس (رئيس حزب "البيت اليهودي" في تحالف "اتحاد أحزاب اليمين") ليبرمان واتهمه بإثارة مزيد من الانقسام في المجتمع الإسرائيلي.

ورداً على الانتقادات، أكد ليبرمان أن تصريحاته كانت موجهة إلى الحاخامين الذين يترأسون هذه المدارس وليس إلى الطلاب أنفسهم.

وفي سياق الاستعداد للجولة الثانية من انتخابات 2019، انتخب حزب ميرتس في نهاية الأسبوع الماضي قائمته الانتخابية التي ستخوض الانتخابات وذلك بعد أسبوعين من انتخاب الصحافي وعضو الكنيست السابق نيتسان هوروفيتس رئيساً جديداً للحزب، والذي سيترأس القائمة بشكل أوتوماتيكي.

وميرتس هو الحزب الوحيد الذي قرّر إعادة انتخاب قائمته للانتخابات القريبة في حين قررت بقية الأحزاب خوض الانتخابات في التركيبة نفسها التي خاضت فيها الانتخابات السابقة يوم 9 نيسان الفائت.

وفاز عضو الكنيست عمير بيرتس برئاسة حزب العمل الإسرائيلي المُعارض للمرة الثانية في تاريخه، وذلك في الانتخابات التمهيدية التي جرت قبل أقل من أسبوعين لانتخاب رئيس جديد للحزب خلفاً لعضو الكنيست آفي غباي الذي قدّم استقالته. وتنافس بيرتس على هذا المنصب مع عضوي الكنيست ستاف شافير (34 عاماً) وإيتسيك شمولي (39 عاماً). وسبق لبيرتس (67 عاماً)، وهو من أصول مغربية، أن انتُخب رئيساً لحزب العمل سنة 2005، وتولى منصبيْ نائب رئيس الحكومة ووزير الدفاع في أثناء حرب لبنان الثانية في صيف 2006.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات