يلقي الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خطابه المركزي في إسرائيل أثناء زيارته للبلاد، يوم الاثنين المقبل، في موقع متسادا شرقي النقب، أمام 500 شخص تمت دعوتهم وانتقائهم بحرص شديد. وذكر موقع "واللا" الالكتروني أمس، الاثنين، أن نتنياهو عبر عن رغبته بأنه يلقي خطابا في المكان نفسه، وأن الجانب الأميركي الذي ينظم الزيارة يدرس هذا الأمر، لكن مصادر مطلعة قالت إن البيت الأبيض متحفظ من طلب نتنياهو.
ووفقا لموقع "واللا"، فإن مستشاري نتنياهو طلبوا في الأيام الأخيرة دراسة إمكانية أن يلقي نتنياهو أيضا خطابا في متسادا، وأن تكون مدة الخطاب 5 – 7 دقائق، لكن تنظيم هذا الأمر بأيدي الأميركيين، وعلى ما يبدو أن نتنياهو سيلقي بضع كلمات فقط يقدم من خلالها ترامب ويرحب به وحسب.
وسيصل ترامب إلى إسرائيل قادما من السعودية، وسيقضي في البلاد 26 ساعة، ستشمل زيارة إلى بيت لحم حيث سيلتقي الرئيس الفلسطيني، محمود عباس. وترددت أنباء في إسرائيل أن منظمي زيارة ترامب طلبوا إلغاء زيارته إلى متحف "يد فَشيم" لتخليد ذكرى المحرقة، أو تقصيرها لمدة لا تتجاوز ربع ساعة. لكن بحسب التخطيط الأولي، فإن ترامب سيزور ساحة حائط البراق.
وتثير زيارة ترامب توترا في الحلبة السياسية الإسرائيلية وخاصة داخل الحكومة، على خلفية تردد أنباء عن أن ترامب لن يعلن عن نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس. ويتزايد التوتر في الحكومة الإسرائيلية في أعقاب ما بدا أنه تغير في مواقف الرئيس الأميركي تجاه حل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، وتصريحاته الأخيرة التي عبر فيها عن تأييده لحل الدولتين وحق الفلسطينيين في تقرير المصير. وكان ترامب قد صرح خلال استقباله نتنياهو في البيت الأبيض، منتصف شباط الماضي، أنه لا يستبعد حل الدولة الواحدة، ما دفع وزراء اليمين المتطرف الإسرائيليين وقادة المستوطنين إلى المطالبة بتكثيف البناء في المستوطنات والإعلان عن نيتهم تقديم مشاريع قوانين بهدف ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية إلى إسرائيل.
وعموما، تصريحات ترامب الأخيرة لصالح حل الدولتين، دفعت نتنياهو إلى الاستعداد لصد ضغوط محتملة من جانب ترامب، حسبما ذكر موقع nrg الالكتروني الإسرائيلي أمس. وقال مسؤولون إسرائيليون إن التقديرات في مكتب نتنياهو تشير إلى أنه يتوقع حدوث توتر بين إسرائيل والولايات المتحدة بعد زيارة ترامب.
وأضاف المسؤول ذاتهم أن الخلاف بين إسرائيل والإدارة الأميركية تطور على خلفية لقاء ترامب والرئيس الفلسطيني في واشنطن، قبل أسبوعين. وما أثار غضب إسرائيل، بحسب المسؤولين، هو أن ترامب استقبل الرئيس الفلسطيني كزعيم دولة "بكل معنى الكلمة" رغم أن الولايات المتحدة لم تعترف بالسلطة الفلسطينية كدولة ولا من قبل مجلس الأمن الدولي.
ويدرس نتنياهو ومستشاروه عدة خطوات من أجل صد ضغوط أميركية محتملة. وإحدى هذه الخطوات تتمثل بأن يتوجه نتنياهو إلى الكونغرس، مثلما فعل في عهد الرئيس السابق باراك أوباما على خلفية الاتفاق النووي مع إيران. وخطوة أخرى يمكن أن يقدم عليها نتنياهو من أجل ضد ضغوط أميركية باتجاه حل الصراع، هي التوجه إلى الرأي العام الأميركي في حال اقتنع أنه لن يتمكن من إقناع ترامب بالعدول عن مساع لحل الصراع.
ويزداد توتر نتنياهو حيال هذه القضية بسبب مطالب قادة كتلة "البيت اليهودي" اليمينية المتطرفة بالضغط على ترامب من أجل نقل السفارة الأميركية إلى القدس. وقال رئيس هذه الكتلة ووزير التربية والتعليم الإسرائيلي، نفتالي بينيت، خلال اجتماع الكتلة في الكنيست، إن على ترامب الإيفاء بوعده ونقل السفارة إلى القدس. "لقد تحدث ترامب عن وحدة القدس ونقل السفارة إلى القدس. لقد تعهد بهذا أمام ناخبيه. وفي هذه الأثناء طرأ تغيرا على روح هذه الأقوال وليس واضحا ما هو مصدر التغيير".
وأضاف بينيت أنه "يجب القول للأميركيين ما الذي نريده. ويجب القول إنه لن نسمح بقيام دولة فلسطينية ثانية إضافة إلى تلك التي في غزة. هذا تغيير سياسة عن تلك التي تم التعبير عنها في خطاب بار إيلان. لقد انتهت فترة أوباما. ومن الخطأ الاستمرار بالضبابية ويجب القول إن القدس هي عاصمة إسرائيل الموحدة تحت سيادة إسرائيل إلى الأبد". واعتبر بينيت أنه "إذا كما حازمين سيحترموننا في الجانب الآخر. ويفضل أن نستثمر في السنوات الأربع المقبلة في البناء. ولن يتبخر أحد, نحن هنا والعرب هنا".
من جانبها قالت وزيرة العدل الإسرائيلية، أييليت شاكيد، من "البيت اليهودي"، إن "الفجوات بيننا وبين الفلسطينيين كبيرة جدًا، ولا يمكن أن تقوم دولة فلسطينية على حدود 67. وعلى نتنياهو قول هذا الأمر لترامب". وأضافت أن "انتخاب ترامب فرصة جيدة لإسرائيل، لأنه رئيس مستعد لتنفيذ خطوات جريئة والتفكير خارج الصندوق. يمكن المبادرة إلى اتفاق اقتصادي ضخم مع الدول العربية المعتدلة ومع الفلسطينيين، وبناء مناطق صناعية وتطوير بنى تحتية مشتركة يستفيد منها الجميع في الشرق الأوسط. يمكن التوصل إلى سلام اقتصادي مع الفلسطينيين، عن طريق بناء مناطق صناعية ومشاريع لرفع جودة الحياة هناك، دعونا نفعل ذلك".
وقالت أن "البيت اليهودي" لا يعترض على لقاء نتنياهو مع عباس "طالما لا توجد شروط أو تنازلات مسبقة، لكننا نرى أن المحادثات التي تهدف لإنهاء الصراع مصيرها الفشل، وفي الشرق الأوسط تندلع موجة من الأعمال الإرهابية بعد فشل كل محادثات، وهذا ما علينا أن نحذر منه".
بدوره قال رئيس حزب "يوجد مستقبل"، يائير لبيد، خلال اجتماع كتلة حزبه في الكنيست، أمس، "إنني أنضم من هنا إلى دعوة رئيس الحكومة للرئيس الأميركي بأن ينقل دون تأجيل السفارة الأميركية إلى القدس. لا يوجد أمر عادل أكثر، تاريخيا وأخلاقيا وقيميا، من حصولنا على القدس".
وكان نتنياهو أصدر بيانا، أول من أمس، اعتبر فيه أن " نقل السفارة الأميركية إلى القدس لن يسبب أي ضرر لعملية السلام، بل على العكس، هذه الخطوة ستشجعها من خلال تصحيح ظلم تاريخي وتبديد الوهم الفلسطيني بأن القدس ليست عاصمة إسرائيل".
المصطلحات المستخدمة:
باراك, الكتلة, الكنيست, رئيس الحكومة, يائير لبيد, نفتالي بينيت