المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

قال تقرير دوري لوزارة المالية الإسرائيلية صدر في الأسبوع الماضي، إن معدل الأجور في شهر تشرين الثاني بلغ 9385 شيكلا، وهو ما يعادل 2406 دولارات، وعمليا راوح الراتب عند مستواه، بزيادة نصف دولار (شيكلان) عن الشهر الذي سبقه. وهذا هو معدل الرواتب العام الرسمي لكنه ليس العملي، فهذا المعدل يأخذ مجمل الأجور ويقسمها بشكل جاف على كافة العاملين في ذلك الشهر. لكن على وقع الفجوات الكبيرة في مستويات الرواتب، فإن هذا المعدل لا يعكس واقع الحال، ولهذا هناك معدل الرواتب الفعلي، الذي عادة يكون في حدود 67% من معدل الرواتب العام.

وللتوضيح نقرأ في تقرير وزارة المالية أن 5ر1 بالألف، أي 5550 شخصا من "الأجيرين"، بلغ معدل رواتبهم الشهرية 128 ألف دولار، وأن 9% من الأجيرين في إسرائيل في العام الماضي تقاضوا رواتب غير صافية، بمعنى قبل الخصم الضريبي والصحي والضمان الاجتماعي، تتراوح ما بين 5130 دولارا وحتى 10770 دولارا، في حين أن 9% آخرين تراوحت رواتبهم غير الصافية ما بين 3590 دولارا وحتى 5129 دولارا.

ولتوضيح الفجوات في الرواتب أكثر، نجد أن أقل من 20% من الأجيرين دفعوا 85% من إجمالي ضريبة الدخل على الرواتب، و64% من إجمالي مداخيل الضمان الاجتماعي والصحي من الرواتب، وأن 54% من الأجيرين لم تصل رواتبهم إلى الحد الأدنى الملزم بدفع الضريبة.

وأعلى معدلات الرواتب نجدها في تل أبيب- 12800 شيكل (3282 دولارا)، تليها منطقة تل أبيب الكبرى (الوسط)- 12100 شيكل، 3100 دولار. ويهبط المعدل في منطقة حيفا إلى 10200 شيكل (2615 دولارا)، وفي القدس 9100 شيكل (2333 دولارا)، وما يخفض المعدل في القدس هو احتساب رواتب الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة.

وأدنى معدلات الرواتب نجده في الجنوب- 8600 شيكل (2205 دولارات)، والشمال حيث الغالبية من العرب- 8200 شيكل، وهو ما يعادل 2100 دولار.

وبلغ عدد الأجيرين في شهر تشرين الثاني الماضي 382ر3 مليون شخص، بزيادة 33 ألف عامل عن الشهر الذي سبق، و91 ألف عامل عن شهر أيلول من العام الماضي.

ولم يعرض التقرير الأخير الفجوات في الرواتب على مستوى اليهود والعرب، ولكن حسب سلسلة من التقارير التي تظهر نسبا شبه ثابتة، فإن أدنى الرواتب على الإطلاق يتلقاها العرب، إذ يبلغ معدل رواتب الرجال العرب قرابة 70% من معدل الأجور العام، بينما يبلغ معدل رواتب النساء العربيات قرابة 48% من معدل الأجور العام، عدا عن أن 65% من النساء العربيات محرومات عمليا من فرص العمل.

وأعلى معدلات الرواتب نجدها لدى اليهود الأشكناز، إذ يبلغ المعدل 130% من معدل الأجور العام، بينما معدل الرواتب لدى اليهود الشرقيين في حدود 107% من معدل الأجور العام.

من جهة أخرى، نشرت منظمة دولية تقريرا حول نسب الصرف على المواد الغذائية في الدول الأوروبية ومن بينها إسرائيل، وهو يعكس مدى تدني الرواتب، وكانت أعلى نسبة في الصرف على المواد الغذائية في بلغاريا، حيث بلغت النسبة 64%، تليها رومانيا- 44%، ثم البرتغال- 34%، ثم إسرائيل- 26%، وهنغاريا- 24%، وإسبانيا- 23%، وإيطاليا- 21%، وبلجيكا- 17%، والدانمارك وايرلندا- 15%، وفرنسا وبريطانيا والنرويج- 14%، والسويد- 13%، وألمانيا- 12%، وهولندا وسويسرا- 11%.

وفي هذا الإطار دلّ تقرير آخر صدر في إسرائيل على تراجع الصرف على المواد الغذائية المصنّعة، وذات الدهنيات العالية، والمشروبات الخفيفة، مقابل ارتفاع حاد جدا في الصرف على المواد الغذائية التي تصنّف على أنها صحية أكثر. فمثلا ارتفع الصرف على منتوجات فول الصويا بنسبة 100%، وعلى الشاي الأخضر والأعشاب بنسبة 24%، وعلى الحبوب بنسبة 14%، بينما انخفض الصرف على النقانق بنسبة 21%، وعلى العصائر والمشروبات الخفيفة بنسبة 15%، وعلى الملح والسكر بنسبة 16%.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات