لم يعد زعيم حزب العمل، شمعون بيريس، على ثقة بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية، أريئيل شارون، سوف ينفّذ خطة الفصل. وهو يرى أن شارون الذي يوضع أمام خيار البقاء في الحكم او تنفيذ الخطة، سيختار البقاء في الحكم. وهذه أيضاً قناعة الكثير من المعلّقين ورجال السياسة في إسرائيل. غير ان اليمين الإسرائيلي الذي يرى انه أفلح في تثبيت إقدامه، ليس فقط في المستوطنات، وإنما كذلك في الحلبة السياسية الإسرائيلية يرى خلاف ذلك، وهو يعتقد ان من واجبه ليس منع شارون من الإقدام على خطة تفكيك مستوطنات، ولو من أجل تثبيت أخرى، وإنما الحيلولة دون تفكير أي إسرائيلي في المستقبل بتفكيك مستوطنات.
شهد التلاسن بين رئيس الحكومة الاسرائيلية، اريئيل شارون، واقطاب اليمين المتطرف والمستوطنين على خلفية خطة "فك الارتباط" الاحادي الجانب عن قطاع غزة وشمال الضفة الغربية تصعيداً آخر امس تمثل بإصدار شارون تعليماته باتخاذ التدابير الكفيلة بمنع ترجمة تهديدات المستوطنين للجيش الى لغة الفعل، هذا في مقابل تصعيد اركان اليمين حملة التحريض على شارون بتظاهرة شارك فيها عشرات الآلاف من اتباعهم مساء امس حملت شعار "فك الارتباط يمزّق الشعب".
استأنفت اسرائيل مساعيها لإقناع الادارة الاميركية بدعم المسار المعدّل للجدار الفاصل الذي تقيمه داخل اراضي الضفة الغربية فأوفدت الى العاصمة الاميركية المستشار الخاص لرئيس الحكومة، دوف فايسغلاس، علّه يقنع مستشارة الامن القومي في البيت الابيض، كوندوليزا رايس، بقبول المسار المعدّل الذي أقرّه رئيس الحكومة آريئيل شارون ووزير دفاعه شاؤول موفاز الاسبوع الماضي وشمل تغييرات طفيفة قياساً بالمسار الاصلي الذي اقرته الحكومة قبل نحو عام، خصوصاً في منطقة الخليل حيث تم تقريب الجدار الى "الخط الاخضر".
"إثر موت ياسر عرفات أخذت اغلبية الجمهور اليهودي في اسرائيل تميل الى التفاؤل أكثر من السابق بصدد فرص تحقيق السلام مع الفلسطينيين، وأخذت تؤيد اجراء المفاوضات معهم. يأتي هذا على خلفية التقدير السائد بأن قيادة ياسر عرفات كانت سلبية عموما حتى من وجهة النظر الفلسطينية، وكذلك الحال ايضا بالنسبة لأدائه في مجالات مركزية مثل بناء نظام حكم ديمقراطي ودفع عملية السلام"، هذا ما أشار إليه مؤشر السلام الاسرائيلي لشهر تشرين الثاني 2004، الذي نشر في صحيفة "هآرتس" (7/12/2004)، والذي يشرف عليه البروفيسور إفرايم ياعر ود. تمار هيرمان، من "معهد تامي شطاينيتس لأبحاث السلام".
الصفحة 773 من 1047