إستطلاعات الرأي العام في إسرائيل هي مفتاح كل شيء. هي مفتاح النصر في الانتخابات، هي مفتاح التسويق لمنتوج جديد، هي مفتاح وضع البرنامج السنوي للمسارح والسينما، هي مفتاح كل ما هو مغلق. يكفي أن تتسلح بنتائج لاستطلاع ساحق لكي تهزم الجميع بالضربة القاضية. المجتمع الاستهلاكي الذي تجذر جعل من الجدوى الاقتصادية الفكر السائد في كل مكان. إذا لم يكن الأمر مجديًا (بحسب الاستطلاعات) فلماذا الدخول إليه أصلا؟ الجدوى الاقتصادية تحولت إلى جدوى سياسية وإلى ثقافية وإلى كل مجال يحتاج إلى حسم نهائي. كل الأصوات التي نادت في الفترة الأخيرة بأن ما يحدث هو سيء للمجتمع والسياسة الاسرائيليين، هم أنفسهم من استعانوا بهذا السلاح قبل غيرهم. بنيامين نتنياهو مثلا.
تطرق" جدول السلام" لشهر تشرين الثاني 2002، الذي يعده شهرياً البروفيسور إفرايم ياعر ود.تمار هرمان، ونشرته صحيفة "هآرتس" امس الاثنين، الى مواقف الجمهور الاسرائيلي من المسائل المركزية في النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني وهي: إخلاء المستوطنات وإقامة دولة فلسطينية ومستقبل القدس وذلك على خلفية الانتخابات القريبة.
والجدول هو محصلة استطلاع هاتفي شمل 592 شخصاً يمثلون السكان البالغين اليهود والعرب، بمن في ذلك السكان اليهود في المستوطنات الاحتلالية ويبلغ هامش الخطأ فيه نسبة 4,5 بالمئة.ودلت أبرز معطياته على ما يلي:
يعجب كل الخبراء والساسة في اسرائيل من حجم التأييد الذي حظي ويحظى به رئيس الحكومة الاسرائيلية، أرييل شارون. ويزداد عجب الجميع عندما يرون ان شارون، الذي يحظى بأكبر دعم يحلم به رئيس حكومة في اسرائيل، هو من الوجهة العملية أكثر رئيس حكومة فاشل في اسرائيل. ففي عهده تبدد حلم السلام وتدهور الأمن وانكمش الاقتصاد وتزايدات الفجوات بين الأغنياء والفقراء. والأهم ان أحدا في اسرائيل لا يظن ان حكمة شارون سوف تنتشلهم من هذا الوضع السيئ.
20% من الجمهور اليهودي (فقط؟!) يضعون أنفسهم في اليمين المتطرف!
تؤيد اغلبية حاسمة من الجمهور اليهودي اليوم اخلاء البؤر الاستيطانية "غير القانونية" في الأراضي الفلسطينية، وإن كان هناك اعتقاد سائد بأن مبادرة وزير الأمن الاسرائيلي المستقيل بنيامين بن اليعيزر في هذا الموضوع كانت متصلة باعتبارات انتخابية ولم تنجم عن "موقف مبدئي". وتعتقد الاغلبية كذلك ان الجيش – في ضوء تصرفات المستوطنين – لم يلجأ لتفعيل "قوة زائدة" في اخلاء البؤرة الاستيطانية "حفات جلعاد" جنوب شرق نابلس، في ما شهده الاسبوعان الاخيران من مسرحيات اخلاء متلفزة ومثيرة.
الصفحة 3 من 4