المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

يعتزم مجلس وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي التنديد بالعداء للسامية والعمل ضد مظاهرها في أوروبا، وذلك في خطوة من شأنها أن تشكل حلا للأزمة الحاصلة في العلاقات بين إسرائيل والسويد، على خلفية التقرير الذي نشرته صحيفة "أفتون بلاديت" السويدية، التي اتهمت الجيش الإسرائيلي باستئصال أعضاء أسرى فلسطينيين بعد قتلهم للمتاجرة فيها.

ونقلت صحيفة هآرتس، اليوم الاثنين – 31.8.2009، عن وزير الخارجية الايطالي، فرانكو فراتيني، قوله إنه التقى مؤخرا مع نظيره السويدي، كارل بيلدت، واتفق الاثنان على إصدار بيان خلال اجتماع مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الذي سينعقد في نهاية الأسبوع الحالي، يتم التوضيح من خلاله أن الاتحاد الأوروبي تحت الرئاسة الدورية السويدية تستنكر بشدة العداء للسامية وتعتزم العمل ضد كافة مظاهرها في القارة.

وأضاف فراتيني، الذي تحدث عبر الهاتف مع هآرتس، أنه يعتزم المطالبة، خلال الاجتماع غير الرسمي لوزراء الاتحاد الأوروبي، بأن يندد البيان الختامي للاجتماع بتقرير صحيفة "أفتون بلاديت" وأن يقر البيان بأنه ينبغي النظر إلى تقارير من هذا النوع على أنها "أعمال معادية للسامية بصورة بارزة".

ورأى فراتيني أن "ثمة حدود لحرية الصحافة تكمن في احترام الحقيقة وواجب كل صحفي بإثبات ادعاءاته". ووصف وزير الخارجية الايطالي التقرير في "أفتون بلاديت" بأنه "يرسخ أمورا فظيعة وكاذبة ومؤذية من شأنها أن تساعد كل أولئك الذين يسعون إلى التحريض ضد اليهود ويعارضون وجود إسرائيل".

من جهة ثانية قال فراتيني إن "الدولة لا يمكنها التدخل في عمل الصحافة، وينبغي على الصحفيين فرض قيود على أنفسهم ووضع التوازن الصحيح في إطار كود سلوكي صحفي، ولهذا السبب فإن مجلس وزراء الخارجية الأوروبي، الذي سيبحث خلال نهاية الأسبوع في شؤون الشرق الأوسط، هو الهيئة الأنسب التي ستؤكد السويد فيها على موقفها الحازم ضد العداء للسامية من خلال أفعال محددة". وأضاف أنه "من الأفضل أن يتم التعبير عن الرد السويدي هناك على التعبير عنه بواسطة بيان حكومي للصحافة".

واستبعد فراتيني أن تكون هناك انعكاسات للأزمة بين إسرائيل والسويد، بصفتها الرئيسة الدورية للاتحاد الأوروبي، على العلاقات بين إسرائيل وأوروبا. وقال فراتيني إنه وبصفته أحد مهندسي تحسين مستوى العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل فإنه متشجع من حقيقة أن ضغوط ايطالية أدت إلى اتخاذ قرار يفصل بين التقدم في عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وبين تطبيق اتفاق تحسين مستوى العلاقات.

وأشارت هآرتس إلى أن مسؤولين إسرائيليين سيعتبرون أن فراتيني يتحدث حول موضوع تحسين مستوى العلاقات من خلال تمنياته وحسب، لكن فراتيني عقب على ذلك قائلا إنه "الآن وبعد أن تم إقرار الاتفاق فإنه لا توجد طريق للعودة عنه، ولن تمنع أية دولة (أوروبية) تطبيق التحسين" في مستوى العلاقات.

من جانبه فضل مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي عدم التعقيب على المبادرة الايطالية – السويدية لإنهاء الأزمة الإسرائيلية – السويدية، فيما عقب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، يغئال بريمور، على المبادرة بالقول إن "أية مبادرة ضد العداء للسامية هي مبادرة مباركة، لكن إذا جاءت التصريحات عامة ولن تتطرق بشكل عيني إلى التقرير في ’أفتون بلاديت’ فإنها لن تحل شيئا". وأضاف بريمور أنه "لم نطلب اعتذارا ولا اتخاذ إجراءات ضد الصحيفة أو الصحفي، وكل ما طلبناه من السويديين هو التنكر للتقرير واستنكاره، وموقفنا لم يتغير".

المصطلحات المستخدمة:

هآرتس, رئيس الحكومة

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات