استبعدت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في تقارير تم تقديمها خلال اجتماع الحكومة الأسبوعي اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة إلا في حال المس بالأماكن الدينية. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مسؤولين من جهاز الأمن العام (الشاباك) وجهاز المخابرات الخارجية (الموساد) وشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) قدموا التقارير السنوية التي تعدها هذه الأجهزة
"المشهد الإسرائيلي"- خاص:
استبعدت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في تقارير تم تقديمها خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية الأسبوعي- يوم 9/3/2008- اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة إلا في حال المس بالأماكن الدينية فيما اعتبرت أن انسحابا من هضبة الجولان سيبعد سورية عن إيران.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مسؤولين من جهاز الأمن العام (الشاباك) وجهاز المخابرات الخارجية (الموساد) وشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) قدموا التقارير السنوية التي تعدها هذه الأجهزة.
وبحسب تقديرات الشاباك فإن احتمال احتمالات اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة في سنة 2008 ضئيل سوى في حال المس بأماكن دينية وخصوصا بالمسجد الأقصى أو في حال اتسع حجم المس بالفلسطينيين وسقوط أعداد كبيرة من القتلى.
وأضاف تقرير الشاباك أن الجمهور الفلسطيني يريد إجراء انتخابات عامة مبكرة للرئاسة الفلسطينية وللمجلس التشريعي الفلسطيني، وهذا الجمهور قلق من المشاكل الاقتصادية التي يواجهها كما أن الجمهور الفلسطيني يظهر تعاملا متناقضا بالنسبة للعمليات المسلحة ضد أهداف إسرائيلية وما زال يولي ثقة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ودعا تقرير الشاباك إلى الاستمرار في سياسة الاغتيالات الإسرائيلية بحق الناشطين الفلسطينيين وقال إنه "إذا لم يتم فرض قيود ملموسة على عمليات الاغتيال الإسرائيلية فإن سقف الإرهاب سيبقى بمستواه الحالي" في إشارة إلى انخفاض العمليات المسلحة ضد أهداف إسرائيلية.
وقال تقرير الشاباك إنه تمت ملاحظة حدوث ارتقاء في كل ما يتعلق بالعمل العسكري لحركة حماس وأن هذا يعتمد بالأساس على التدريبات التي يتلقاها عناصر حماس في إيران.
وأضاف التقرير أن حماس قادرة على إطلاق صواريخ لمدى يصل إلى أكثر من 17 كيلومترا.
كذلك فإن حماس استولت على مخزون الأسلحة وأرشيف المواد الاستخبارية التابعة للسلطة الفلسطينية في قطاع غزة وتزايد نشاطها في الضفة الغربية وخصوصا في مدينتي نابلس وقلقيلية.
وتطرق تقرير الشاباك إلى من وصفهم بـ"عرب إسرائيل"، وهو مصطلح يشمل المواطنين العرب في إسرائيل والمواطنين الفلسطينيين في القدس الشرقية، وقال إنه "تزايدت مظاهر الاحتجاج ضد مؤسسات الحكم (الإسرائيلية) في سنة 2007" وأن "25 مواطنا عربيا إسرائيليا كانوا ضالعين في الإرهاب في السنة الماضية وتم تنشيطهم من خلال المنظمات الإرهابية في المناطق" الفلسطينية.
من جهة أخرى قالت تقارير الموساد و"أمان" إنه بالإمكان إبعاد سورية عن المحور الراديكالي الذي تتزعمه إيران لكن الثمن بالنسبة لإسرائيل سيكون إعادة هضبة الجولان إلى سورية ودعم أميركي لسورية.
لكن تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية أشارت إلى أن إمكانية عزل سورية نفسها عن إيران خلال سنة 2008 هو احتمال ضئيل.
وبحسب تقرير الموساد و"أمان" فإن إيران وسورية تقدران بأنه بإمكان صواريخ أرض- أرض التي بحوزتهما أن تحسم حربا مستقبلية مع إسرائيل.
وقالت تقديرات الموساد و"أمان" إنه "توجد خمس جبهات عسكرية معادية (لإسرائيل) هي سورية ولبنان وقطاع غزة وإيران وحركة الجهاد العالمي (أي تنظيم القاعدة)".
وأضافت التقييمات أن التهديد الإستراتيجي المركزي على إسرائيل هو من جانب إيران وذلك لسببين هما استمرار إيران في تطوير برنامجها النووي والدور المركزي لها "كزعيمة محور الشر".
وتابعت الاستخبارات الإسرائيلية أن إيران مستمرة في تطوير سيطرتها على مجال تخصيب اليورانيوم "من خلال خرق سافر للقرارات الدولية" وفي موازاة ذلك تواصل تطوير صواريخ طويلة المدى.
وأضافت أنه جرى توثيق التعاون العسكري بين إيران وسورية وحزب الله والفصائل الفلسطينية المسلحة.
وقالت هذه التقييمات إن سورية موجودة الآن في عملية تسلح متسارعة وبتطوير وحيازة صواريخ طويلة المدى.
وقال التقرير الاستخباري الإسرائيلي إن "تقديراتنا تشير إلى أن الرؤية الإيرانية والسورية تتحدث عن أنه في حال اندلاع حرب بين إيران أو سورية مع إسرائيل فإنها لن تحسم بسبب التفوق الإسرائيلي الجوي والبري وإنما بواسطة منظومة صواريخ أرض- أرض، وهدف سباق التسلح هو ضرب البطن الرخوة لإسرائيل وهي الجبهة الداخلية في حال اندلاع حرب".
وأضاف التقرير أن الصراع الإقليمي في الشرق الأوسط هو بين "المحور الراديكالي بزعامة إيران" و"المحور المعتدل".
وتابع أنه حتى الآن لا يوجد خطر داهم على الأنظمة العربية "المعتدلة" وهي الأردن ومصر والسعودية ودول الخليج الأخرى.
وقال التقرير الاستخباري فيما يتعلق بتهديد الجهاد العالمي، وخصوصا تنظيم القاعدة، إن نشاط القاعدة والتنظيمات التي تدور في فلكها لا يزال متواصلا في جميع أنحاء العالم بما في ذلك القيام بنشاط عسكري في دول شمال أفريقيا وأن أجهزة مخابرات في العالم نجحت في إحباط عمليات خططت القاعدة لتنفيذها.
وخلص التقرير إلى أن هذا النشاط تغلغل إلى قطاع غزة.