"المشهد الإسرائيلي" - خاص
ذكرت صحيفة هآرتس، اليوم الجمعة – 27.6.2008، أن رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، يوفال ديسكين، يؤيد إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين، الذين أدينوا بتنفيذ عمليات قُتل فيها إسرائيليون وتطالب حركة حماس بالإفراج عنهم، الأمر الذي اعتبرته الصحيفة ليونة في موقف ديسكين. لكن ديسكين اشترط موافقته على الإفراج عن هؤلاء الأسرى بإبعادهم إلى قطاع غزة أو إلى الخارج. من جهة أخرى، أعرب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، دان حالوتس، في مقابلة أجرتها معه صحيفة يديعوت أحرونوت ونشرتها اليوم عن تأييده دون تحفظ لصفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله وإطلاق سراح عميد الأسرى اللبنانيين، سمير القنطار.
وقالت هآرتس إن ديسكين اصبح يوافق على إطلاق سراح عدد من الأسرى الذين تصفهم إسرائيل بأن "أيديهم ملطخة بالدماء" شرط أن يتم إبعاد الأسرى من الضفة الغربية إلى قطاع غزة أو إلى دول أخرى، على غرار صفقة إبعاد المقاتلين الفلسطينيين الذين حوصروا في كنيسة المهد في بيت لحم في نيسان العام 2002. ويؤيد هذا التوجه المبعوث الخاص لرئيس الحكومة الإسرائيلية لشؤون الجنود الأسرى والمفقودين، عوفر ديكل، ووزير الدفاع، ايهود باراك، ورئيس أركان الجيش، غابي أشكنازي. وكان ديكل قد توجه، أمس، إلى القاهرة لاستئناف المحادثات حول صفقة تبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، تستعيد الأخيرة من خلالها جنديها الأسير في قطاع غزة، غلعاد شاليت. وذكرت هآرتس أن مسؤولين في جهاز الأمن الإسرائيلي عبروا عن رضاهم من تجدد الجهود للتقدم في صفقة تبادل الأسرى هذه وخصوصا من زيادة ضلوع مصر في الوساطة بين الجانبين.
ولفتت هآرتس إلى أن استئناف المحادثات حول صفقة تبادل الأسرى هذه هو جزء من التفاهمات الإسرائيلية المصرية في إطار اتفاق وقف إطلاق النار والتهدئة في قطاع غزة. والتقى ديكل مع مدير المخابرات المصرية، عمر سليمان، وعدد من المسؤولين في المخابرات المصرية في القاهرة أمس. وفي موازاة ذلك تجري مصر محادثات مع حماس. وتعتزم إسرائيل خوض مفاوضات مكثفة حول صفقة تبادل الأسرى مع حماس. وسيبحث ديكل مع سليمان في شكل المفاوضات ومحاولة تلمس "حيز الليونة" لدى حماس. ويذكر أن الفجوات بين إسرائيل وحماس ما زالت كبيرة وتعتبر إسرائيل أن سبب ذلك يعود إلى مطالبة حماس بإطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين الذين يقضون أحكاما طويلة بالسجن بعد إدانتهم بتنفيذ عمليات سقط فيها عدد كبير من الإسرائيليين.
على صعيد آخر، أعرب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، دان حالوتس، في مقابلة أجرتها معه يديعوت أحرونوت ونشرتها اليوم، عن تأييده المطلق لصفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله والتي تشمل إطلاق سراح القنطار مقابل إطلاق حزب الله الجنديين الإسرائيلين لديه، إلداد ريغف وإيهود غولدفاسير. ويذكر أن حالوتس كان رئيس أركان الجيش خلال حرب لبنان الثانية التي اندلعت في أعقاب هجوم مقاتلي حزب الله وأسرهم غولدفاسير وريغف. واستقال حالوتس من رئاسة الأركان مطلع العام 2007 الفائت على ضوء ما يزيد عن خمسين تقريرا داخليا أعدها الجيش الإسرائيلي وأظهرت إخفاقات في إدارة حالوتس، وقادة الجيش، للحرب.
وقال حالوتس "أعتقد بصورة مطلقة أنه ينبغي تنفيذ الصفقة (مع حزب الله) بما في ذلك إطلاق سراح القنطار. وعندما يعرضون سمير القنطار كورقة مساومة في قضية (الطيار الإسرائيلي المفقود) رون أراد، فإني أعتقد أنهم (في إسرائيل) يخلطون بين ما يريدون تحقيقه وما يمكن تحقيقه". وأوضح حالوتس حول مصير الجنديين الإسرائيليين الأسيرين قائلا إنه "يجب ألا يكون هناك مكانا للخطأ، فكليهما ليسا على قيد الحياة. القنطار يقبع في السجن منذ 30 عاما، وإذا بقي هناك خمس سنوات أخرى فإننا لن نستفيد منه. وكنت أفضل، بالطبع، أن ينهي حياته في زنزانة مغلقة، لكن إذا كانت النتيجة أن عائلتي ريغف وغولدفاسير ستبقيان معلقتين في الهواء، فإنه ينبغي إطلاق سراحه".
وفي رده على سؤال حول ما إذا كان موقفه هذا نابع من فشل المفاوضات حول رون أراد في الماضي، قال حالوتس "لم أكن ضالعا في الأمور منذ البداية لكني كنت ضالع في قرار إطلاق سراح الشيخ عبيد ومصطفى الديراني (في صفقة تبادل الأسرى العام 2004) مقابل (الأسير الإسرائيلي) إلحنان تننبويم وجثث الجنود الإسرائيليين الثلاثة" الذين أسرهم حزب الله في تشرين الثاني العام 2000. وأضاف حالوتس إنه لم يؤيد صفقة تبادل الأسرى في العام 2004 بسبب تننبويم، الذي وصل إلى بيروت كتاجر مخدرات، وإنما من أجل استعادة جثث الجنود الثلاثة "فهم كانوا في مهمة أرسلتهم الدولة إليها وهو كان يعمل لجني ارباح لنفسه".
وحول "صفقة شاليت" بين إسرائيل وحماس شدد حالوتس على "وجوب تحرير شاليت وينبغي التوصل لاتفاق مع حماس. وأضاف حالوتس، الذي كان رئيس أركان لدى أسر شاليت، أنه "لم يكن هناك خيار" لتحرير شاليت في عملية عسكرية.
وعلى صعيد المصادقة على صفقة تبادل الاسرى بين إسرائيل وحزب الله قالت هآرتس، اليوم، إن الحكومة الإسرائيلية قد لا تقر الصفقة خلال اجتماعها الأسبوعي الأحد المقبل وإنما ستكتفي ببحث الصفقة فقط. وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، قد أعلن خلال خطاب ألقاه في الكنيست أمس الأول، الأربعاء، أنه قرر طرح الصفقة على الحكومة لإقرارها. لكن مصدر في مكتب أولمرت قال إن "النية تتجه نحو حسم الموضوع لكن ربما هذا لن يكون ممكنا لأن عددا من الوزراء سيطلبون وقتا إضافيا للتفكير أو لأنه لن تتوفر لدينا كل المعطيات".