تتركز اللعبة السياسية اليوم في هوية وزير المالية القادم، لكن مستقبل الإقتصاد الأسرائيلي موجود الآن بين يدي امرأة واحدة، هي روبين كليفلند، التي تجلس في البيت الأبيض وتعد الميزانية الكبيرة لتمويل الحرب في العراق. الطلب لأقرار هذه الميزانية الكبيرة، بين 40 و100 مليار دولار، سوف يقدم الى الكونغرس عشية بدء الهجوم، ومن المفترض ان يشمل ايضًا المساعدة الخاصة لإسرائيل ودول حليفة اخرى، على رأسها تركيا والأردن.
<<في السنتين الأخيرتين أديرت السياسة الإقتصادية بالطريقة الأسوأ منذ اقامة الدولة>> - هذا ما يقوله ايلي هوروفيتس، رئيس مجلس ادارة <طيفع> (الشركة الأسرائيلية الأكبر لصناعة الأدوية)، ويضيف: <<ببساطة، الإقتصاد يُدار بشكل سيء. والإزدهار الإقتصادي ممكن تحققه فقط بوقف الإرهاب وتحقيق تقدم سياسي، وليس بدونهما. الإقتصاد الإسرائيلي لن يزدهر في ظروف أمنية وسياسية كالتي تسود اليوم. بالصورة التي نبدو عليها في الخارج اليوم لن نستطيع خلق 150 ألف فرصة عمل جديدة في السنة. الأموال العالمية الكثيرة لن تأتي الى هنا..>>
على الرغم من كل الوعود والإتفاقات، لم يحول الكونغرس الأمريكي الأسبوع الماضي، مبلغ الـ 200 مليون دولار الذي كانت اسرائيل قد تلقت تعهدًا بالحصول عليه. فقد أقر الكونغرس ميزانية الولايات المتحدة لسنة 2003، لكنه استثنى منها المنحة لأسرائيل.
إندلعت في الأيام الأخيرة معركة لم يسبق لها مثيل في ضراوتها، بين الجيش الاسرائيلي وبين وزارة المالية. <<الجيش يهزأ من القانون. الجيش يتصرف وكأنه جيش يملك دولة. الوضع أسوأ من ‘جمهوريات الموز’. الدولة كلها ستنهار في النهاية بسببه>>. هذا جزء فقط من الاتهامات الصعبة والجارفة التي قالها مؤخرًا كبار وزارة المالية، لرئيس الحكومة الاسرائيلية، أريئيل شارون، وأوردتها صحيفة "معريف" في عنوانها الرئيسي (20 شباط).
الصفحة 57 من 62