"قضايا إسرائيلية" العدد 84، يتضمن محوراً موسّعاً حول العلاقات الإسرائيلية الأميركية يغطي المحطات التاريخية لهذه العلاقات وجوانبها الاقتصادية والسياسية والأيديولوجية وثوابتها ومتغيراتها المستجدة على المستويات الداخلية والدولية والإقليمية.
وتنطلق مقالة الكاتب محمد خلايلة من استخلاص مفاده أن العلاقات بين البلدين ليست نتاجًا لتقاطعات حضارية وقيمية وثقافية، تمثل إسرائيل وفقها دول اللاعب الديمقراطي في شرق أوسط نقيض، وإنما هي نتيجة لمصالح مشتركة لكلا البلدين: فمن جهة تحفظ الولايات المتحدة هيمنتها والإبقاء على موازين القوى الإقليمية بما يخدم نفوذها، ومن جهةٍ أخرى تثبت إسرائيل أقدامها في المنطقة وتحافظ على أمنها من خلال تفوقها العسكري والتكنولوجي.
وفي العدد يستعرض الباحث حسام جريس تحت عنوان "العلاقات الاقتصادية الإسرائيلية الأميركية" مركزية العلاقات على المستوى الاقتصادي، ويبين بالأساس أثر هذه العلاقات على الاقتصاد الإسرائيلي من خلال التعمق بمظاهر هذه العلاقات التي تعتبر وفق العديد من المحللين ذات طابع خاص نادراً ما نجد مطابقًا له على المستوى العالمي.
ويتضمن العدد مقالا عن عمل اللوبي الموالي لإسرائيل في الولايات المتحدة والتغيرات المستجدة على تركيبته لدوف واكسمان، يلفت فيه إلى أن إحدى المشكلات المرتبطة بالجدال الدائر حول "اللوبي" تكمن في الميل إلى تصويره كما لو كان يملك قوة قاهرة، أو على أنه لا شأن ولا قيمة له، ما يعكس التقصير في إجراء دراسة حقيقية لماهية هذا اللوبي فعليًا.
وللخروج من هذه الثنائية يبين هذا المقال ماهية اللوبي، وما يفعله، وكيف ظهر إلى الوجود ولماذا لم يعد يتحدث بصوت واحد. مفترضا أن اللوبي المؤيد لإسرائيل غدا الآن منقسمًا من داخله وأن هذا الانقسام يفتّ في عضد نفوذه السياسي ويضعفه.
ويعتبر أمير مخول في مقاله "الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل: حين تقرع طبول التهديد بالحرب تصمت المدافع" أن هناك إجماعا دوليا على أن الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي وانتهاج العقوبات القصوى قد ارتد على متخذه وأضرّ بالمصالح الأميركية وعزلها كما عزل إسرائيل أكثر، إلى جانب الإجماع على عدم القبول بأي شكل بالحرب كبديل للدبلوماسية، حفاظاً على الاستقرار العالمي وبالذات على المستوى الاقتصادي.
ويشير المقال إلى أن حروب الوكالة باتت البديل للحروب الكبرى أو الشاملة التي لا تملك إسرائيل مقومات نجاحها وحدها دون التعرض لثمن لا تستطيع حسب التقديرات تحمله، مع الإدراك أن أي حرب في هذا الصدد ستكون إقليمية.
ويتضمن العدد مقابلة أجراها محرر "قضايا إسرائيلية" رائف زريق مع الكاتب والصحافي الأميركي بيتر بينارت تتمحور حول أميركا إسرائيل والقضية الفلسطينية.
واعتبر بينارت في مقابلته أن إسرائيل اليوم هي فعلًا دولة ثنائية القومية، وان المسألة لم تعد مسألة إنشاء دولة ثنائية القومية من الصفر، بل كيف نقوم بإدارتها بالفعل، للابتعاد عن نموذج الابرتهايد الجنوب إفريقي في ظل تجاوز الواقع لحل الدولتين.
وفي العدد مقالة لبينارت ذاته عن حضور فلسطين في المشهد الأميركي تحت عنوان "آن الأوان لتسمية التعصب الأعمى ضد الفلسطينيين باسمه: معاداة الفلسطينيين مستشرية في كل مكان بقدر ما هي خفية ومستترة".
ويعتبر بينارت أنه تترتب على الأميركيين أيًا كانت خلفياتهم مسؤولية تملي عليهم أن يسألوا عن السبب الذي يقف وراء وجود تعبيرات سافرة يتجلى فيها التعصب الأعمى ضد الفلسطينيين ومرورها دون أن يلتفت إليها أحد تقريبًا. وبالنظر إلى أن معاداة الفلسطينيين على قدر كبير من الخفاء والاستشراء، فمن شأن طرح هذا المفهوم أن يغير الطريقة التي يعتمدها الأميركيون في مناقشة ما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين وما تفعله أميركا التي تتحدث باسمها.
على المستوى الداخلي الأميركي يناقش الكاتب غاري م. بيرغ تحت عنوان "إساءة فهم الأفنجيليين وإسرائيل" تطورات التحول الجذري الذي شهدته قيادة إسرائيل عقب رحيل رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، حيث تساءل العديد من الأفنجيليين الأميركيين عما إذا كان هذا التحول سيؤثر على التفويض القومي الذي تحمله إسرائيل بتأييد من الرب ومصادقته. كما ينبغي النظر إلى هذا الحدث في سياق النهاية التي آلت إليها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب في شهر كانون الثاني. فقد أمدّ الأفنجيليون البيض المحافظون ترامب بالدعم والمساندة على نطاق واسع ولم يبخل ترامب بدعمه السخي لنتنياهو. وقد تساءل الأفنجيليون عما يعنيه سقوط الاثنين بالنسبة لإسرائيل؟.
ويتضمن العدد مقابل مع يعقوب م. رابكين، حول كتاب "معنى إسرائيل" أجراها الباحث وليد حبّاس، فيما يضيء مالك سمارة في زاوية "من الأدب العبري الحديث"
على ثيمة البحر في الأدب الإسرائيلي عبر متابعتها عند الشاعرين حاييم بياليك وإيريز بيطون، ليختتم العدد بجولة للباحث عبد القادر البدوي مع مجموعة إصدارات جديدة في زاوية المكتبة.