أوراق إسرائيلية

سلسلة أوراق تتناول ملفات راهنة في المشهد الإسرائيلي وتغطيها من زوايا مختلفة.
إسرائيل في الفضاء-جوانب إستراتيجية 2007-03-10
  • أوراق إسرائيلية
  • انطوان شلحت
  • 56
  • تصفح الملف

صدرت الرورقة 38 من سلسلة "أوراق إسرائيلية" تحت عنوان "إسرائيل في الفضاء – جوانب إستراتيجية"، هي ترجمة لنشرة صدرت عن "مركز بيغن – السادات للدراسات الإستراتيجية". 

 تكتسب هذه الورقة أهميتها من كونها نادرة، حيث يحاط الحديث عن برامج الفضاء في إسرائيل بالسرّية التامة، ورغم كون الورقة لا تمس جوهر الجوانب السرّية كما يقول معدوها، إلا أنها تقدم تلخيصاً وافياً لمشاريع إسرائيل الفضائية وخلفياتها وأبعادها وامتداداتها وأركانها، وتضعها في موقعها ضمن السياق الفضائي الدولي.

 

 

تكشف الورقة أيضاً النظرة الإستراتيجية الإسرائيلية للفضاء، والهواجس التي تقف وراء حراكها المحموم لتسجيل تقدم يوسع وجودها في النادي الفضائي الدولي محدود الأعضاء.

 هناك إشكاليات تقنية وجغرافية وبشرية في العمل الفضائي توضحها الورقة، وهناك مراقبة دقيقة للمشروع الفضائي الإسرائيلي، وتشخيص لمبررات مخاوف إسرائيل من انتقال الخدمات الفضائية من السياق العسكري إلى المدني، وكيفية التعاطي مع هذه التغييرات.

 

عناوين الورقة: توطئة كتبها البروفسور أفرايم عنبار، مدير مركز بيغن السادات.  أنشطة في الفضاء بقلم آفي هارايفن رئيس وكالة الفضاء الإسرائيلية سابقاً.  أهمية الفضاء في ضوء الوضع الإستراتيجي الجديد لإسرائيل بقلم إيتان بن الياهو، قائد سلاح الجو الإسرائيلي سابقاً، الحاجة الإستراتيجية إلى قمر اتصالات وطني بقلم دافيد بولاك مدير عام شركة "فضاء للإتصالات".  الأبعاد الإستراتيجية لوجود شركة تجارية تمتلك قمراً اصطناعياً بقلم حاييم يفراح نائب رئيس شركة "إيماج سات". وبرنامج صواريخ إطلاق الأقمار الإصطناعية الإيراني وأبعاده بقلم عوزي روبين المدير السابق لمشروع صاروخ حيتس.

 

قدم للورقة أنطوان شلحت، ومن مقدمته نختار:

"يخضع الحديث عن أنشطة إسرائيل في الفضاء إلى "القيود الأمنية القائمة" (الصارمة)، حسبما يوضِّح أكثر من مشارك في كتابة مواد هذه "الورقة الإسرائيلية"، التي تتمحور أساساً حول الجوانب الإستراتيجية لهذه الأنشطة على الصعيدين المدني والأمني.

وهذه "الورقة" هي في الأصل ترجمة لنشرة صدرت في صيف 2006 عن "مركز بيغن-السادات للدراسات الإستراتيجية" في جامعة بار إيلان وضمّت المحاضرات التي أُلقيت خلال يوم دراسي نظمه المركز في كانون الأول 2005 تحت عنوان "إسرائيل في الفضاء – جوانب إستراتيجية".

يُركِّز بعض المحاضرين على البعد المعنوي لأنشطة إسرائيل المتنوعة في الفضاء، والمقصود ذلك البعد الذي عادةً ما يؤطر الدول التي لديها أنشطة متشعبة في الفضاء في عداد "الدول المتقدمة".  بل إن أحدهم يرى، بصورة إطلاقية للغاية، أن أية دولة ليس لها الآن تواجد في الفضاء، وبالقطع تلك التي لن تبلغ ذلك في العقد المقبل، لن تستطيع الإنتماء إلى نادي الدول المتقدمة، تماماً مثلما أن الدول التي لم تكن تمتلك قبل عدة عقود حضوراً في الجو بواسطة أسلحة جو عصرية، لم تكن تُعتبر في عِداد هذه الدول.

لكن يبقى الأهم وهو ما لهذه الأنشطة من أبعاد عسكرية واستراتيجية، وهي الأبعاد نفسها التي تحدها "القيود الأمنية"، بحيث يمكن الجزم أن المسكوت عنه هو الشيء الجوهري الذي تعرض عنه، بل لا تتطرق إليه المحاضرات كافة البتة، لا من قريب ولا من بعيد.

في شأن الأبعاد العسكرية، على وجه التحديد، يتجوهر الجنرال في الاحتياط إيتان بن الياهو، قائد سلاح الجو الإسرائيلي الأسبق، حول اهمية الفضاء في ضوء ما يسميه بـ "الوضع الإستراتيجي الجديد" من ناحية إسرائيل.  وخلال ذلك يشدد على أنه في ظل هذا الوضع لم يعد استخدام الفضاء لأغراض عسكرية شأناً مستقبلياً، بل إنه يحدث الآن.  ومن غير الصعب الإستدلال على أن معنى الآن، في عرفه، هو منذ سنوات طويلة، وآية ذلك ضمن أمور أخرى أنه "قبل عدة سنوات غيّر سلاح الجو الأميركي اسمه ليصبح "سلاح الجو والفضاء"، وفي العام 1999 حذا حذوه سلاح الجو الإسرائيلي.  وهذه التسمية الجديدة تشير إلى فهم تم بموجبه، من ناحية سلاح الجو (الإسرائيلي)، دمج بُعدي الجو والفضاء في بُعد واحد".

لعل أكثر ما يسم هذا "الوضع الجديد"، في قراءة بن الياهو، هو أنه تم نصب بطاريات صواريخ باليستية في انحاء متفرقة من الشرق الأوسط وُجِّهَت صوب إسرائيل، وقد نشرت قواعد الصواريخ في دول مختلفة، وفي مناطق ومسافات تبعد لغاية 2000 وحتى 2500 كم عن وسط البلاد (إسرائيل).  أي أن مصدر التهديد لم يعد يتركز فقط على امتداد حدود إسرائيل، وإنما يمكن أن يطاول من أي اتجاه، وبإنذار قصير، عمق الدولة أو جبهتها الداخلية بصورة مباشرة.

وفي ظل هذه الظروف الجديدة أصبح الزمن، الذي يمر من لحظة اتخاذ القرار وحتى ضرب إسرائيل، قصيراً.

وعلاوة على ما تقدم فإن الحرب يمكن أن تدور على عدة جبهات متباعدة فيما بينها.  ونظراً لعدم وجود إمكانية لتوزيع كمية الوسائل المحدودة على كل الجبهات، فإن من الضروري التمركز أو التواجد في الفضاء بغية مراقبة كل الجبهات في آنٍ واحد.

 

والخلاصة التي يتوصل إليها هي أنه يتعيّن على إسرائيل توفير المتطلبات الحيوية لساحة المعركة ولأمن الدولة بما يتماشى ويواكب الظروف الجديدة في ميدان القتال، والعمل فقط من بعد ذلك على خدمة الاحتياجات العملية والتجارية.  زد على هذا أن تواجد إسرائيل في الفضاء سيسهم من ناحيتها "في تعزيز قدرة الردع تجاه أعدائها، وسيخدم الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن في أوقات الحرب والسلام، وسيضع إسرائيل في ركاب الدول المتطورة".

 

المصطلحات المستخدمة:

عوزي

أوراق اسرائيلية

أحدث الأعداد