جاءت هذه الورقة، التي أعدها للنشر أنطوان شلحت، تحت عنوان "استنتاجات لجنة فينوغراد- تشخيص الفشل الإسرائيلي في لبنان".
كانت لجنة فينوغراد قد قدمت تقريرها المرحلي (الجزئي) هذا إلى كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت ووزير الدفاع الإسرائيلي، عمير بيرتس.
ويتطرّق التقرير إلى الفترة الزمنية التي بدأت بانسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان (العام 2000) وحتى اختطاف الجنديين الإسرائيليين يوم 12 تموز 2006، ويتناول كذلك الفترة الزمنية ما بين 12 تموز وحتى 17 تموز 2006، أي منذ أن تمّ اتخاذ القرار بخوض الحرب وحتى خطاب رئيس الحكومة أمام الكنيست.
وقد شمل تحليل اللجنة للقرارات المتعلقة بخوض الحرب ما يلي:
أ. معطيات مفصلة.
ب. استنتاجات شاملة تتناول المؤسسة السياسية والجهاز الأمني.
ج. استنتاجات شخصية حول مسؤولية رئيس الحكومة ووزير الدفاع والرئيس السابق لهيئة الأركان العامة (دان حالوتس)، فيما يتعلق بالقرارات المتخذة بشأن الحرب والطريقة التي تم فيها تبني هذه القرارات.
د. توصيات شاملة للمؤسستين السياسية والعسكرية .
وأعلنت اللجنة أن تقريرها النهائي، الذي سيصدر في صيف 2007، سيتناول من بين أمور أخرى المسائل التالية:
· تحليل جميع جوانب القتال، وبضمن ذلك مبادئ الجيش الإسرائيلي وقضايا مختلفة مثل جهوزية الجيش، بناء القوة العسكرية، تفعيل هذه القوة، تدريب قادة الجيش والتعاليم العملية.
· القرارات التي اتخذتها المؤسسة السياسية عند تطوّر الحرب، ومنها القرارات بشأن شروط وقف إطلاق النار في اليومين اللذين أعقبا تبني مجلس الأمن الدولي لقرار وقف إطلاق النار (القرار 1701).
· العلاقات بين المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل وآرائهما حول استخدام القوة العسكرية كجزء من تصورهما الإستراتيجي بشأن أهداف إسرائيل.
علاوة على ملخص التقرير تضم هذه الورقة ثلاثة ملاحق: الأول أسماء الشهود الذين أدلوا بإفاداتهم أمام لجنة فينوغراد، والثاني خلفية عن لجان التحقيق في إسرائيل، والثالث حول لجان التحقيق في حرب لبنان الثانية.
قدّم لهذه الورقة أنطوان شلحت. وقد أكدت المقدمة أنه "مهما تكن استنتاجات اللجنة فإن الاستنتاج الأهم يبقى الإقرار بأنه للمرّة الأولى في تاريخ حروب إسرائيل تنتهي حرب كانت إسرائيل ضالعة فيها دون أن تحرز خلالها نصرًا واضحًا من الناحية العسكرية. وقد أفلحت منظمة شبه عسكرية تضم آلاف المقاتلين في الصمود على مدى أسابيع طويلة في وجه الجيش الأقوى في الشرق الأوسط. وعلى هذه الخلفية ليس من الصعب تفهم قوّة موجات الاحتجاج التي ثارت في أعقاب الحرب. إنّ في مجرّد هذا الاستنتاج والكثير غيره مما يحتوي عليه هذا التقرير الجزئيّ، إنباءً مدويًّا إلى ما ينتظر الحكم والمجتمع في إسرائيل من هزّات مؤجلة عندما يحين وقت نشر التقرير النهائي للجنة فينوغراد في الصيف المقبل، الذي سيكون على ما يظهر صيفًا ساخنًا جدًا، برسم حالة الاحتقان الداخلي أيضًا وبتأثير الأوضاع الإقليمية والدولية، التي تركت حرب لبنان الثانية بصمات جليّة عليها، ليس في وسع غبار الزمان أن يمحوها".