تأسس هذا المشروع على يد راحا فرايير في العام 1942. وهدفه الاساسي تنظيم حياة اولاد العائلات التي تعيش في ضائقة اقتصادية من خلال ضمهم الى كيبوتسات. وحافظ هذا المشروع على استقلاليته حتى العام 1975 عندما استلمت وزارة التربية والتعليم رسميا زمام ادارته والاشراف عليه. وكان الدافع الى تأسيس هذا المشروع تسرب الطلاب من التعليم النظامي جراء الوضعين الاقتصادي والاجتماعي للعائلات. وساد الاعتقاد ان الطريق الوحيد لانقاذ هؤلاء الاولاد هو إخراجهم من بيوتهم وضمهم الى هذا المشروع. ويتم توجيه الاولاد القادمين من ظروف قاسية عن طريق عامل اجتماعي يعرف العائلة معرفة دقيقة، أو عن طريق ضابط دوام ومراقب للطلاب في المدارس والمؤسسات التعليمية. ويتراوح جيل قبول الطلاب في هذا المشروع ما بين 5 و 12 عاما، وبامكان الطلاب بعد قبولهم واستيفاء كافة الشروط لذلك المكوث في مؤسسات هذا المشروع حتى جيل 18 عاما، عندها ينخرطون في الخدمة العسكرية الالزامية.
اما طريقة عمل هذا المشروع فهي توزيع عشرة اولاد في مبنى واحد في اجيال مختلفة. وكل 4 مجموعات ـ أي 40 ولدا ـ ينتمون الى مؤسسة واحدة مشتركة. ولكل مبنى مسؤولة تعرف بـ "أُم البيت"، ومرشد، وهم على الغالب متزوجون. ويقوم الاولاد بتجهيز وجبات طعامهم بمساعدة أم البيت والمرشد في المطبخ المركزي للمبنى. وينام كل ولدين حتى اربعة معا في غرفة واحدة مشتركة. ويكون ام البيت والمرشد واولادهما والاولاد نزلاء البيت عائلة واحدة تعيش وفق اسس عائلية شبيهة بأسس العائلة العادية. ويعمل في كل بيت طاقم من ذوي المهنية كالمستشار التربوي والعامل الاجتماعي والاخصائي النفسي. ويلتحق اولاد المشروع في المدارس الموجودة في البلدة التي يتواجد فيها المشروع. بمعنى اخر انهم ينخرطون في مؤسسات تعليمية رسمية او خاصة باشراف ام البيت والمرشد ومراقبتهما ومتابعتهما، وهذا ما لا تقدر العائلة الطبيعية على القيام به. ومع ازدياد المشاكل والازمات الاجتماعية في المجتمع الاسرائيلي ازداد عدد الطلاب في هذه البيوت التابعة للمشروع والمنتشرة في انحاء اسرائيل. ويشكل هذا المشروع نموذجا لإنقاذ الاولاد الذين هم في ضائقة جراء ظروف أُسرهم الاجتماعية والاقتصادية.
