أُقيم "اتحاد أرباب الصناعة" (الإسرائيلي) في العام 1923 وضم في صفوفه ممثلي معظم المصانع اليهودية الخاصة التي كانت قائمة في "الييشوف اليهودي" في فلسطين،
لكنه لم يشمل المصانع والشركات الكبيرة، مثل شركتي الكهرباء و(نيشر) للاسمنت. لم يتمكن هذا الاتحاد من تشكيل نفوذ له في الاوساط الصهيونية الرسمية بسبب اهتمام الأخيرة بالاستثمار في الميادين الزراعية في المستوطنات، بل أكثر من ذلك ازدراء عدد من قياديي الصهيونية لأرباب الصناعة، فضلا عن عدم تشجيع القطاع الخاص على تكوين صناعات متطورة.
عانى هذا الاتحاد من فترات صعبة في الخمسينيات، بسبب عدم تخصيص الحكومة الإسرائيلية وزارة للتجارة والصناعة في التشكيلة الأولى للحكومة، وهو ما كان له أثر كبير على الاتحاد. أضف إلى ذلك تردي الأحوال الاقتصادية في الخمسينيات. لكن الاتحاد شهد تحولاً نوعياً في أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات مع توجيه الاستثمارات إلى القطاعات الصناعية المتنوعة، ولهذا أخذت مكانة الاتحاد بالتنامي، حيال القوة التي استجمعتها قيادة الاتحاد في التأثير على مجريات الأمور والقرارات المتعلقة بالسياسة الاقتصادية في إسرائيل.
شهد الاتحاد تحولات عديدة ابتداء من العام 1969 عندما استُبدل الاسم القديم بـاسم جديد هو "اتحاد الصناعيين في إسرائيل". وأعلن المبادرون إلى تبديل الاسم أن هدفهم ليس احداث تغييرات شكلية بقدر ما هو تحقيق قفزة في مجال التصنيع في اسرائيل، بما يتلاءم والتطورات الصناعية في العالم.
توصل الاتحاد بتركيبته الجديدة إلى قواعد من التعاون المشترك مع الصناعات الحكومية والهستدروتية (التابعة لنقابة العمال العامة ـ الهستدروت) بهدف التنسيق والتحسين. واتخذ زعماء هذا الاتحاد خطاً سياسياً ينادي بعدم خوض العمل البرلماني في الكنيست اللعبة السياسية من خلاله، ولكن لوحظ الدور الفعال الذي يلعبه الاتحاد من خلال التأثير على رياح الانتخابات بواسطة توفير دعم مالي بأشكال وطرق غير رسمية لبعض المرشحين أو الاحزاب والقوائم خلال الحملات الانتخابية