تعبير شائع في الحديث السياسي في اسرائيل، خاصة ما له علاقة بالربط بين الماضي التاريخي البعيد وحالة اليهود في اسرائيل. والقصد من هذا التعبير هو أن الشعب اليهودي موجود في هذه البلاد منذ آلاف السنين، حيث بلور وصقل شخصيته الاجتماعية واللغوية والتراثية، وحافظ على رابط مع هذه الأرض بالرغم من الخراب الذي حل بهذا الشعب في أعقاب تدمير الهيكل الثاني في عام 70 للميلاد. وبالمقابل، هناك في أوساط الاسرائيليين من يدعي أن هذا الحق التاريخي وهمي للغاية ولا صلة له بالواقع إطلاقا، وأن الفلسطينيين هم أصحاب هذا الحق الذي امتلكوه على مدار آلاف السنين بفعل وجودهم وبقاءهم في هذه الأرض. وللإشارة أن وثيقة الاستقلال الاسرائيلية لا تشير البتة إلى مثل هذا الحق، وأنها ـ أي الوثيقة ـ تشير إلى وجود حق طبيعي للشعب اليهودي في أن يكون كبقية الشعوب له الحق في إدارة ذاته في دولة ذات سيادة.
ويثير هذا التعبير جدلا قويا داخل صفوف الاسرائيليين من متدينين وعلمانيين، ومنهم من يعتبر الحق توراتي ومنه يتوجب استقاء مركبات هذا الحق في إقامة دولة لليهود بمفهوم سياسي، معنى ذلك أن التوراة في هذه الحالة ليست مستخدمة دينيا إنما سياسيا، وهذا ما اعتمده التيار الصهيوني السياسي ابتداء من هرتسل بلوغا إلى وايزمن ثم بن غوريون. أما التيارات الدينية فتنادي بالعودة إلى أسس التوراة في إقامة دولة دينية عند مجيء المسيح، فالحق لديها هو حق إلهي وليس مدني.