اختصار بالعبرية لحركة المحافظة على تراث إسرائيل. حزب سياسي تأسس العام 1981 استعداداً لخوض انتخابات الكنيست العاشرة، وذلك في اعقاب تبرئة ساحة عضو الكنيست أهارون أبو حصيرة من التهم المنسوبة إليه. وصرح أبو حصيرة أن الدواعي إلى إنشاء هذا
الحزب عدم وقوف زملائه من أعضاء حزبه (المفدال) إلى جانبه في فترة محاكمته على خلفية طائفية لكونه من الشرقيين، ومعظم اعضاء (المفدال) من الاشكناز (الغربيين). إضافة إلى انتشار مظاهر ومشاعر التمييز اللاحق بأبناء الطوائف الشرقية، خاصة اليهود المغاربة الذين يشكلون النسبة الكبيرة من اليهود الشرقيين، وفي الوقت نفسه انتشرت ظاهرة المطالبة بالحقوق والامتيازات الاجتماعية من قبل (الفهود السود)، ما أضفى طابعاً من العصيان الاجتماعي داخل إسرائيل، وبالفعل نجح أبو حصيرة بالاستفادة من الظروف السائدة فكون حزباً جديداً.
ونجح حزب (تمي) في الحصول على الدعم المالى اللازم لنشاطاته من قبل عدد من المتمولين من اليهود الشرقيين، وفي مقدمتهم الثري اليهودي نسيم غائون المقيم خارج إسرائيل.
ودعا الحزب في بيانه الانتخابي إلى المساواة التامة بين كل مواطني إسرائيل دون فرق في الدين أو اللون أو القومية. واعتقد حزب (تمي) أن الطريق الوحيد الذي يكفل هذه الحقوق يكون بواسطة إصدار قوانين وتشريعات تضمن المساواة، وأيضاً أن يضمن القانون في طياته توزيع المقدرات وفق مقاييس موحدة، وتعيين موظفين حسب المفتاح العددي لكل طائفة أو مجموعة من السكان، وتفضيل المناطق النائية من حيث توفير فرص لحل الازمات والقضايا الاجتماعية بهدف الوصول إلى جسر الهوة بين الطبقات وتقليص الفوارق الطبقية من الناحية الاجتماعية في الأساس.
أما على أرض الواقع فإن (تمي) لم تحقق كثيراً من أهدافها وسرعان ما تحولت إلى مصلحة خاصة لمؤسسها أبو حصيرة. ولقد نجح الحزب في الانتخابات للكنيست العاشرة في الحصول على ثلاثة أعضاء وانضم إلى الائتلاف الحكومي وعين أبو حصيرة وزيراً للعمل والرفاه الاجتماعي وأيضاً أوكلت إليه وزارة الاستيعاب، فعين العضو الثاني في حزبه أهارون اوزان نائباً له في وزارة الاستيعاب، وبن تسيون روبين نائباً له في وزارة العمل والرفاه الاجتماعي.
وأصبح اوزان وزيراً للوزارتين بعد استقالة أبو حصيرة من الحكومة في أعقاب تقديم قضية ضده في المحكمة.
كان تصويت أعضاء حزب (تمي) في الكنيست في مطلع العام 1984 الدافع الاساسي إلى الاعلان عن تقديم موعد الانتخابات للكنيست الحادية عشرة، ولم تتمكن (تمي) من الحصول إلاّ على عضو واحد في الكنيست، إذ إن ظهور حركة (شاس) أدى إلى فقدان حزب (تمي) قوته في صفوف الشرقيين من اليهود، وخاصة من المغاربة. وانضم من تبقى في حزب (تمي) إلى الليكود في العام 1987 مع ضمان مكان لأبو حصيرة في قائمة الليكود لانتخابات الكنيست الثانية عشرة، ولم ينجح في الوصول إلى مكان مضمون في الانتخابات التمهيدية لتشكيل قائمة الليكود استعداداً لانتخابات الكنيست الثالثة عشرة.
وهكذا زال حزب (تمي) عن الخارطة الحزبية والسياسية الإسرائيلية، وكما يبدو دون أن يترك أثراً سوى أنه أفسح المجال أمام ظهور حزب يمثل اليهود الشرقيين على قاعدة دينية أصولية، وهو حزب (شاس).