حي عربي قديم في حيفا. هُجّر سكانه أثناء احتلال حيفا من قبل عصابة (الهاغاناه) العام 1948، وقامت حكومة اسرائيل بتوطين مهاجرين يهود من أصول شمال افريقية، وعلى الأخص من المغرب، في البيوت التي جرى تهجير أهلها. وتمت عملية التوطين بين 1949 وحتى نهاية الخمسينيات.
ويرد ذكر الحي في الكتابات السياسية والاجتماعية، وعند الحديث عن الفجوات الاجتماعية والاقتصادية بين اليهود الغربيين (الاشكناز) واليهود الشرقيين (السفاراديم)، بحيث يمثل هذا الحي نموذجاً للتمييز بين الطوائف وشرائح المجتمع الاسرائيلي.
جرى في الحي تمرد شعبي كانت بدايته في التاسع من تموز 1959 عندما استدعيت قوات من الشرطة الاسرائيلية لتفريق متشاجرين، إلا أن الشرطة استخدمت القوة والعنف مع نزلاء أحد المقاهي بما في ذلك المسدسات، وسرعان ما انتشر خبر مقتل أحد الجرحى فانطلقت مجموعات من سكان الحي نحو مراكز المدينة في مناطق الهادار والكرمل والبلدة التحتا وقاموا بإضرام النيران في سيارات ونهبوا محلات تجارية ورفعوا أصواتهم معبرين عن الحيف اللاحق بهم جراء سياسة الحكومة الاسرائيلية لكونهم من اليهود المغاربة. ولم يكتف سكان الحي بالتظاهر والتخريب، بل إنهم قاموا بإحراق مقرات حزب (مباي) في الحي والهستدروت أيضاً. وقامت الشرطة بتفريق المتظاهرين بالقوة وقامت باعتقال كثيرين منهم. وسرعان ما انتشرت أخبار هذا التمرد في مواقع مختلفة من اسرائيل يتجمع فيها يهود من أصول مغربية فقاموا بتنظيم مظاهرات وإضرابات.
وعينت الحكومة الاسرائيلية لجنة رسمية للتحقيق في هذه الأحداث، وأثناء جمع الشهادات من سكان الحي تجددت أعمال التظاهر ما أدى إلى تعميق التحقيق والكشف عن وجود تنظيم محلي باسم (تكتل قادمي شمال افريقيا) بقيادة ديفيد بن هروش. والواقع أن هذا التكتل حاول نقل أشكال التعبير عن السخط إلى الكنيست بواسطة تشكيل قائمة انتخابية لخوض انتخابات الكنيست الرابعة إلا أنها لم تنجح في اجتياز نسبة الحسم القانونية. ولكن هذه الأحداث كشفت إلى أي مدى وصلت عمليات التمييز والغبن التي لحقت بالجاليات اليهودية التي استقدمت من شمالي افريقيا ووطنت في ظروف صعبة وفي بيوت عربية فلسطينية سابقة. وإضافة إلى ذلك لم تهتم الحكومات الاسرائيلية بتحسين ظروف معيشة هؤلاء السكان، ما أدى إلى تدهور أحوالهم المعيشية، وبالتالي عبروا عن سخطهم بواسطة هذا التمرد الذي تحول بشكل سريع إلى تعبير مستقبلي عن الفوارق القائمة بين اليهود الغربيين والشرقيين.