"الحِرم" بموجب الشريعة اليهودية هو إبعاد شخص ما عن بقية الشعب لفترة ما عقابا على فعلة قام بها. ويعتبر الحرم بموجب الشريعة اليهودية
أشد قسوة من التنكر لشخص ما. فالشخص الذي يخالف أمرا متعارف عليه بين الناس يتنكرون له، وإذا كرر ذلك يتنكرون له ثانية، وإذا فعل فعلته للمرة الثالثة تلقي الربانية اليهودية حِرما عليه.
ويتم إلقاء الحرم على الشخص المذنب من قبل المحكمة الربانية بحضور عشرة اشخاص، وهو اكتمال العدد للصلاة حسب الشريعة اليهودية. ويعلن عن حرم شخص بواسطة إطلاق صفارة من قرن خروف ورفع التوراة. ويلقى الحرم على خاطئ أيضا ولكن في حالات نادرة. ويتم فك الحرم وتحرير الشخص المحروم منه على يد المحكمة الربانية ذاتها.
وتذكر كتب التاريخ اليهودي ان حرما القي على حاخامين يهود لأنهم خالفوا تيارا معينا او توجها دينيا ما.
وفي فترات معينة انتشرت ظاهرة فرض وإلقاء الحرم على كل من رفض دفع مستحقات ضريبة للكنس اليهودية. ولكن امتنع الحاخامون ورؤساء الهيئات القضائية الدينية اليهودية من إلقاء الحرم على شخص ما إلا بعد إجراء دراسة مستفيضة تتعلق بسلوكه وما سيتركه الحرم من فوائد عليه وعلى المجتمع المحيط به.
وتم توجيه الحرم في القرون الخمسة الأخيرة نحو مخالفي الديانة اليهودية والمتنكرين لها، ونحو مخبرين وناقلي أخبار ومعلومات تتعلق الجاليات اليهودية إلى سلطات غريبة. فعلى سبيل المثال ألقت الربانية اليهودية في هولندا الحرم على الفيلسوف بنديكتوس شبينوزا وهو يهودي واسمه باروخ شبينوزا بادعاء انه ينشر أفكارا تكفر الدين اليهودي. وألقت الربانية اليهودية حرما على أتباع شبتاي تسفي لكونه ادعى انه المسيح المنتظر. والقي الحرم بشكل مركز في القرون الأخيرة على مجموعة من المثقفين اليهود المقيمين والعائشين في أوساط المجتمعات الاوروبية والذين تأثروا بأسس النهضة الفكرية والثورة الصناعية ثم الثورة الفرنسية وانتشار مبادئها في كافة أنحاء القارة الاوربية.