عدد جديد من "قضايا إسرائيلية" يركز على
علاقات إسرائيل مع دول المنظومة الاشتراكية "سابقاً"
رام الله: صدر حديثاً عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار" العدد 64 من فصلية قضايا إسرائيلية، يركز على علاقات إسرائيل الخارجية، وبخاصة مع دول المنظومة الاشتراكية سابقاً، في مساهمة لفهم إستراتيجية عمل السياسة الخارجية الإسرائيلية وفهمها لطبيعة الصراع في المنطقة، وقدرتها على الاستفادة السريعة من التحولات العالمية والإقليمية.
يقدم الباحث مهند مصطفى في هذا السياق تحليلاً لطبيعة العلاقات الإسرائيلية الأذربيجانية والدور الذي تلعبه هذه العلاقة في السياسات الإقليمية، لكون أذربيجان دولةً إسلامية يعيش فيها عشرات ملايين الشيعة، ولموقعها المهم والدلالة الإستراتيجية للعلاقة معها، وبخاصة في كل ما يتعلق بعلاقتها بإيران، في ظل ما أسماه الكاتب "تغليظ تقاطع المصالح بين إسرائيل ودول عربية وإسلامية في السنوات الأخيرة بما فيه تقاطع مصالح إستراتيجية، من جهة، واقتصادية ذات بعد إستراتيجي، من جهة أُخرى."
ويضم العدد مقدمة كتاب ليوسف غوبرين حول العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل ودول أوروبا الشرقية، يشرح طبيعة التحولات التي طرأت على هذه العلاقات منذ بداية التسعينيات، فيما يقدم الباحث عز الدين التميمي دراسة حول علاقة إسرائيل الاقتصادية والدبلوماسية مع الدول الصاعدة مثل الهند وجنوب افريقيا، تنتقد "التسليم بالمقولة الرائجة عن وجود علاقةٍ واضحةٍ بين توجُّه إسرائيل إلى توقيع اتفاقيات سلام في مطلع التسعينيات وتطوير علاقاتها الاقتصادية والدبلوماسية مع دول العالم الثالث"، مدعيةً أنَّ تزامن توقيع اتفاقيات السلام مع نشوء علاقات دبلوماسية جديدة لإسرائيل، جعل هناك استسهالاً بحثياً في الربط بينهما.
وفي زاوية المقالات يكتب رائف الزريق مقالة يقيّم فيها "القائمة المشتركة" (المكونة من الأحزاب العربية المشاركة في انتخابات الكنيست الأخيرة)، ويضع بعض الأسئلة حول آفاق عملها ومستقبلها، معتبراً أنه بغض النظر عن الأسباب التي دعت الأحزاب إلى الاتفاق على إقامتها، أصبحت "القائمة المشتركة" منذ لحظة تأسيسها، والأهم منذ لحظة انتخابها، حاضرةً باعتبارها حالةً تتجاوز مركباتها فقط، وتشكل كحالة وكفكرة وكمشروع عاملاً تأخذه الأحزاب والهيئات بعين الاعتبار، ما يعني أنّ ضرورة قيام القائمة لا تتحكم بضرورة تطورها، إذ إن لهذه الضرورة ديناميكية خاصة بها".
وفي باب مقالات أيضاً مقال للكاتب والناقد أنطوان شلحت حول المحرقة والنكبة والصراع على الذاكرة والتاريخ والرواية.
ويضم العدد دراسةً مفصلة لدور "الكيبوتسات" في السيطرة اليهودية على الأرض من خلال تحليل ما حصل بعد حرب عام ١٩٦٧، ملونة بما حصل بعد اتفاق أوسلو، مع الإشارة الى الكيفية التي استفادت منها "الكيبوتسات" من الحرب لتوسيع سيطرتها. أما في باب المواضيع الراهنة فقد كتب وديع عواودة مقالاً يراجع فيه تاريخ رئيس إسرائيل السابق شمعون بيريس الذي رحل قبل عدة شهور، ويتابع ردود الفعل الإسرائيلية والفلسطينية على رحيله.
كما يحتوي العدد قراءةً تحليلية كتبها مهند مصطفى لتقرير لجنة بيطون الذي تم رفعه إلى وزير المعارف، والذي يتحدث عن دور وموقع الثقافة الشرقية ودور وزارة الثقافة إزاءها.
في زاوية الأرشيف ترجمة كاملة لجزء من يوميات الزعيم الصهيوني موشيه شريت، تكشف الكثير من الخبايا حول المجازر وطبيعة الجدل الداخلي حولها، ودور أشخاص مثل أرئيل شارون فيها.